الأربعاء 26 يونيو 2024
رئيس مجلس الإدارة
هبة صادق
رئيس التحرير
أيمن عبد المجيد
الواقع المختلط

الواقع المختلط

منذ أن أعلن مارك زوكربرج صاحب ومؤسس شركة ميتا-فيسبوك سابقا-عن المستوى الجديد من التواصل الاجتماعى ثلاثى الأبعاد والذى أطلق عليه مصطلح «الميتافيرس» والأخبار لا تتوقف عن هذا القادم الجديد والتى يأتى أغلبها على صورة تحذير والقليل منها يتحدث عن المميزات.



هذا الحديث يشمل جميع المجالات الرئيسية-وغير الرئيسية- والتى يتفاعل معها ويتأثر بها أغلب سكان الأرض فمن الجانب الاقتصادى إلى الجانب الثقافى والترفيهى إلى جانب التعليم والعمل وتأثيرات ذلك على المستوى الاجتماعى وعلى علاقة البشر معا وعلى علاقاتهم بالآلات المختلفة وانعكاسات ذلك على السلوك والحالة النفسية والعصبية والعقلية والبدنية أيضا.

يشمل النقاش أيضا مدى تأثر أشكال العلاقات السياسية والممارسات الحالية بهذا الأسلوب الجديد وكذا أيضا الانعكاسات على الجانب القانونى والتشريعى.

أما على الجانب التقنى والذى تم توصيفه وتقسيمه إلى أجزاء محددة منها ما يتعلق بالبنية التحتية للشبكات وسرعاتها والبرمجيات المتوقع استخدامها لتحقيق هذا الميتافيرس كما يشمل الأمر أيضا الجزء الخاص بأدوات الاستخدام والدخول إلى هذا الواقع الافتراضى والتى تشمل النظارات والقفازات المتصلة بتلك الشبكات على الأقل فى المرحلة الأولى.

أما عن أساليب التفاعل والتواصل والتى ستتم من خلال قرين رقمى «افاتار» يمثل الشخص المستخدم وهو الذى يمكن أن يكون مسلوب الإرادة يقوم بما يمليه عليه المستخدم بحذافيره أو يترك له العنان من خلال تقنيات الذكاء الاصطناعى ليتصرف وكالة عن المستخدم الأصلى بنفس ردود أفعاله وأساليب تفاعله فى الأحداث المختلفة.

ارتداء النظارة يسمح للمستخدم بالدخول إلى عوالم افتراضية تامة فيما يعرف بالواقع الافتراضى Virtual Reality VR) أو استقدام أشكال لأشخاص غير موجودين أو مكونات مادية غير موجودة إلى غرفة واقعية فيما يعرف بالواقع المعزز Augmented Reality AR) والذى يعرف أيضا بالهولوجرام Hologram.

أما الواقع المختلط Mixed Reality MR) فإنه يسمح بالعكس أى بإدخال مكونات حقيقية-غير الافاتار- إلى الواقع الافتراضى والمثال الذى يتكرر فى هذه الحالة هو إمكانية أن يضرب المستخدم أحد الوحوش التى تظهر له فى إحدى الألعاب الالكترونية الافتراضية بعصا حقيقية يمسكها بيده فى العالم الواقعى أو يقوم بسكب بعض من الماء على نار افتراضية يراها أثناء تجوله فى إحدى الغابات الافتراضية.

فى تقديرى فإن وصولنا إلى استكمال تلك التقنيات الثلاث سيؤدى إلى تداخل مرعب بين ما هو واقعى وما هو افتراضى وهنا قد ينتهى هذا الكابوس بانهيار الإنسان تماما وعدم قدرته على أن يعود مرة أخرى إلى إنسانيته الضائعة.