أزمة أوكرانيا تهدى «الناتو».. «قبلة الحياة»
عقب بدء روسيا عملياتها العسكرية فى أوكرانيا، تجدد الجدل والنقاش حول مكانة وأهمية حلف الناتو فى أمن أوروبا، وكان اعتراض روسيا على علاقات أوكرانيا مع الناتو، وطلبها عدم ضمها للحلف، قد أثار ردود فعل الدول الغربية.
وبعد التوتر الذى ساد بين روسيا والغرب لعدة أشهر بسبب الحشود العسكرية الروسية على الحدود الأوكرانية، وإطلاق روسيا فى النهاية عملية عسكرية، عادت النقاشات مجدداً حول جدوى الناتو، وأعادت إلى الأذهان تصريحات الرئيس الفرنسى إيمانويل ماكرون التى قال فيها عام 2019 إن حلف الناتو فى حالة «موت دماغى».
كان هناك اختلاف فى الرؤى ووجهات النظر داخل الناتو ولا يوجد اتحاد بين الدول الأعضاء، المعتمده بدرجة كبيرة على روسيا فى الحصول على الطاقة، وبعض الأعضاء تربطهم علاقات تجارية قوية مع موسكو.
ألمانيا معتمدة على روسيا فى الطاقة وإيطاليا أيضاً تربطها علاقات تجارية وثنائية قوية مع روسيا. وكانت من الصعب إقناعهم بالعقوبات التى يرغب الاتحاد الأوروبى فرضها على موسكو. أما دول البلطيق وبولندا فلديها مخاوف كثيرة تجاه روسيا.
والولايات المتحدة وبريطانيا تدعمان دول البلطيق وبولندا بينما تقوم فرنسا بالتأكيد على قيم الناتو من جهة، ومن جهة أخرى تسعى لإيجاد حل وسط، واضعة فى الحسبان موضوعى الطاقة والتجارة.
أما الآن، قرر حلف الناتو إرسال المئات من القوات الإضافية إلى أوروبا الشرقية حماية لأراضيها من هجوم روسى محتمل، وقبل يومين انضمت ألمانيا إلى دول أخرى أعضاء فى الناتو أرسلت أسلحة لمساعدة أوكرانيا فى صد الغزو الروسى.
ويقدم الاتحاد الأوروبى مساعدات تقدر بملايين الدولارات، وهذه هى المرة الأولى فى تاريخه التى يساعد فيها الاتحاد الأوروبى فى توفير أسلحة لمنطقة حرب، فيما وضعت روسيا قواتها النووية فى «حالة تأهب خاصة» لمواجهة ما تسميه «عدوان» الناتو. وبالتالى فمن المتوقع أن تشهد الفترة المقبلة تواجد مكثف وفعال للحزب، يشارك فى تغيير المشهد العالمى ويعيد صياغته ويفرض عليه متطلباته.