السبت 13 ديسمبر 2025
رئيس مجلس الإدارة
هبة صادق
رئيس التحرير
أيمن عبد المجيد

بعد 11 يومًا من الحرب الروسية - الأوكرانية.. المدنيون «الخاسر الأكبر»

واصلت مشاهد العملية العسكرية الروسية فى أوكرانيا روتينها اليومى فى أسبوعها الثاني، بين قصف وإجلاء وإعلانات من الجانبين.



وفى مدينة ماريوبول تأخرت عمليات إجلاء المدنيين بعد إعلان روسى بوقف إطلاق النار لتأمين ممر آمن وقالت السلطات المحلية فى المدينة الاستراتيجية، إن إجلاء سكان ماريوبول تأخر بسبب خرق روسيا وقف إطلاق النار الذى أعلن صباح أمس ولمدة 5 ساعات.

واتهم مستشار الرئيس الأوكرانى روسيا بإفشال خطة إجلاء المدنيين، فيما قال أنطون هيراشينكو مستشار وزارة الداخلية الأوكرانية: إنه سيكون هناك المزيد من الترتيبات مع روسيا لفتح ممرات آمنة أخرى لإجلاء المدنيين من المناطق الواقعة على جبهات القتال.

فى المقابل، ذكرت وكالة الإعلام الروسية، أن وزارة الدفاع قالت: إنه لم يستخدم أى أوكرانى الممرات الآمنة التى أنشئت قرب مدينتى ماريوبول وفولنوفاخا واتهمت «قوميين» أوكرانيين بمنع المدنيين من المغادرة.

وفى تصريحات تتعارض بشدة مع ما ذكره مسئولون أوكرانيون قالت الوزارة: إن القوات الروسية تعرضت لإطلاق نار بعدما أنشأت الممرات الآمنة أثناء وقف مؤقت لإطلاق النار. ويأتى الإعلان المتعلق بماريوبول الذى قد يمهد الطريق لسيطرة القوات الروسية على المدينة، بينما يستعد الجانبان لجولة ثالثة من المحادثات فى نهاية الأسبوع.

وستشكل سيطرة موسكو على ماريوبول التى يبلغ عدد سكانها 450 ألف نسمة والواقعة على بحر آزوف، نقطة تحول مهمة فى غزو أوكرانيا.

فهى ستسمح بربط القوات الروسية القادمة من شبه جزيرة القرم التى ضمتها موسكو، بعد استيلائها على مرفأين رئيسيين فى بيرديانسك وخيرسون، من جهة والقوات الانفصالية والروسية فى الدونباس من جهة أخرى. وهذه المدينة قاومت فى 2014 هجمات القوات الموالية لروسيا القادمة من دونيتسك خصوصا.

وبعد عشرة أيام من الحرب من المستحيل التحقق من الأرقام من مصادر مستقلة. فكييف تتحدث عن مقتل 350 مدنيًا على الأقل وأكثر من تسعة آلاف جندى روسى بينما أعلنت موسكو سقوط 2870 قتيلًا فى الجانب الأوكرانى و498 فى الجانب الروسي.

وفر أكثر من 1,2 مليون لاجئ من أوكرانيا حسب آخر إحصائيات الأمم المتحدة مما أدى إلى تعبئة كبيرة لا سيما فى البلدان المجاورة.

وفيما تتسارع التحركات الميدانية جددت تركيا محاولة الوساطة لحل الأزمة المستعرة منذ الخميس قبل الماضى وتلقى بظلالها على الأوضاع الاقتصادية فى العالم وأوروبا على وجه خاص.

وقال إبراهيم كالين المتحدث باسم الرئاسة التركية: إن الرئيس رجب طيب أردوغان سيتحدث مع نظيره الروسى فلاديمير بوتين لمناقشة الحرب فى أوكرانيا.

وكرر فى تصريحات للصحفيين فى إسطنبول عرض تركيا استضافة محادثات بين روسيا وأوكرانيا، ودعا لوقف القتال على الفور، مؤكدا أن تركيا لا يمكنها التخلى عن علاقاتها مع موسكو أو كييف.

فيما أعلن مجلس الأمن الدولى عقد جلسة بشكل طارئ غدا الاثنين لبحث الأزمة الإنسانية فى أوكرانيا، بناءً على طلب الولايات المتحدة وألبانيا، تليها مشاورات مغلقة بين أعضاء مجلس الأمن الـ15، بناءً على طلب المكسيك وفرنسا لمناقشة مشروع قرار محتمل يدعو إلى إنهاء الأعمال العدائية فى أوكرانيا وتدفق المساعدات الإنسانية دون عوائق وإلى توفير حماية للمدنيين.

من جهته، قال الرئيس الروسى فلاديمير بوتين: إن بلاده تهدف إلى «نزع سلاح أوكرانيا» فى العملية العسكرية التى تشنها منذ أيام.

وأوضح بوتن فى تصريحات أثناء زيارته مقر شركة الطيران الروسية «أيروفلوت»: «لم نستطع تجاهل تصريحات تتحدث عن تحول أوكرانيا لقوة نووية».

وأضاف: «نسعى لنزع سلاح أوكرانيا والتخلص من النزعة النازية بها»، مشيرًا إلى أن روسيا «واجهت تهديدا حقيقيا».

كما تحدث الرئيس الروسى على المفاوضات التى بدأت مع كييف قبل أيام ولم تثمر عن شىء ملموس بعد.

واعتبر أن كل شىء فى العملية العسكرية الروسية فى أوكرانيا «يمضى كما هو مخطط له»، مؤكدا ثقته فى أن «الجيش الروسى سيحقق كل أهدافه».

من جهة أخرى، شدد بوتن على أن «أى محاولة لفرض منطقة حظر جوى من أى بلد آخر، سنعتبرها مشاركة مباشرة فى الأنشطة العسكرية».

وفى السياق ذاته، قال بوتن: إن «النازيين الجدد»، فى إشارة إلى القوات الأوكرانية، يمنعون المدنيين من مغادرة مدن فى أوكرانيا، مؤكدًا أن «هناك جهات تستخدم الطلاب الأجانب رهائن».