الثلاثاء 7 مايو 2024
رئيس مجلس الإدارة
هبة صادق
رئيس التحرير
أيمن عبد المجيد

الموائد القبطية لإفطار المسلمين ظاهرة مصرية ظهرت أواخر الستينيات بشبرا




مائدة الإفطار التى يقيمها الأنبا بسنتى أسقف حلوان والمعصرة لأبناء المنطقة ورجال الدين والفكر من المسلمين والمسيحيين بكنيسة الأنبا برسوم العريان بالمعصرة.. هناك ترى  الكنيسة وقد تحولت إلى خلية نحل حيث تبارت السيدات المسيحيات فى إعداد وتجهيز الطعام لمئات الحضور.. وينطلق الشباب المسيحيون من جميع أعمارهم لتجهيز مكان الطعام واستقبال إخوانهم من المسلمين.
 
كما يوجد العديد من الموائد التى تقام خارج الكنيسة ويقيمها أفراد وجمعيات أهلية قبطية، لأتأكد أن الصورة جميلة بالفعل وخرجت طبيعية وتلقائية.
 
البداية بحى شبرا
 
وبداية موائد الرحمن القبطية فى مصر كانت فى حى شبرا، وبالتحديد عام 1969حين أقام القمص صليب متى ساويرس راعى كنيسة مار جرجس مائدة إفطار للمسلمين والمسيحيين فى شهر رمضان بميدان الأفضل بشبرا، وكان الهدف منها كما قال القمص متى وقتها أن يتحول الرباط بين المسلمين والأقباط إلى ما يعرف عند المصريين برباط «العيش والملح»، فهو أقوى من كل شيء حتى العلاقات التاريخية.
 
لكن المشكلة أن تلك المائدة أخذت مع الوقت طابعا رسميا حيث خلت تقريبا من عامة الشعب، واقتصرت على كبار المشايخ والقساوسة ورجال الإعلام والفكر، وهو ما أدى لظهور موائد أخرى أخذت الطابع الشعبى فقط، وأخرى جمعت بين الشكلين.
 
مائدة الأسطى ميلاد
 
وتعتبر مائدة ميلاد تادروس أحد أبرز الموائد القبطية الشعبية ومقرها حى جسر السويس، وتقام بجوار ورشة السمكرة التى يملكها ميلاد، وتتخذ المائدة من الورشة مطبخا لها، حيث تخلى تماما لهذا الغرض، ويصر صاحب المائدة على أن يطهو الطعام لروادها بنفسه.
 
وفى منطقة الخلفاوى بحى شبرا توجد مائدة أخرى لا يقيمها قبطي، ولكن روادها من الأقباط والمسلمين، هكذا أكد صاحبها الحاج رأفت عبد المنعم، وقال: «يلتف حول المائدة عمال المصانع من المسلمين والمسيحيين»، مشيرا إلى أن معظم العمال المسيحيين يرفضون تناول الطعام طوال اليوم؛ احتراما لمشاعر زملائهم من المسلمين، وعند أذان المغرب يتشارك الجميع فى الوجبة الواحدة، ويصر العمال المسلمون  على اصطحاب زملائهم المسيحيين ليتناولوا الإفطار معا.
 
الشعبى والرسمي
 
وفى مقابل الموائد الرسمية والشعبية، ظهرت مائدة المائدة التى تقيمها جمعية ثمرة المحبة القبطية بشبرا، وتجمع بين الطابعين الرسمى والشعبي، إذ يحضرها المواطنون جنبا إلى جنب مع رجال الدين والمسئولين.
 
ولم تقتصر موائد هذا النوع على محافظة القاهرة فقط، بل ظهرت بمدينة قليوب القريبة منها، حيث يخصص أهالى المدينة يوما للإفطار الجماعى بكنيسة «بيت أيل» أقدم كنائس البروتستانت فى مصر، وتشترك أكبر العائلات المسيحية فى إعداد طعام هذه المائدة، وهو ما يؤكده هانى موريس المدير العام للكنيسة، والذى أضاف أنها تجتذب العديد من أبناء قليوب سواء كانوا مسئولين أو مواطنين عاديين، وهى جزء من نشاط خيرى تقوم به الكنيسة البروتستانتية منذ نشأتها عام 1880 فى قليوب.