الأحد 7 يوليو 2024
رئيس مجلس الإدارة
هبة صادق
رئيس التحرير
أيمن عبد المجيد

الطريق إلى الإليزيه

هل سيعيد الفرنسيون انتخاب إيمانويل ماكرون لولاية جديدة مدتها خمس سنوات أخرى، أم أنهم سيسلمون مفتاح قصر الإليزيه إلى رئيس جديد.



انطلقت اليوم الجولة الثانية والنهائية من الانتخابات الرئاسية الفرنسية بين إيمانويل ماكرون ومنافسته اليمينية المتطرفة مارين لوبان، بعد حملات انتخابية طغت عليها الأزمة الصحية والحرب فى أوكرانيا التى أثرت على القدرة الشرائية، الشغل الشاغل للفرنسيين.

وسيكون للاقتراع أهمية تاريخية، إذ إن ماكرون قد يصبح أول رئيس يُعاد انتخابه منذ جاك شيراك فى 2002 فيما ستصبح لوبان أول امرأة وزعيم لليمين المتطرف يتولى الرئاسة إذا فازت فى الانتخابات.

واعتبارا من منتصف ليل الجمعة الماضى منعت الاجتماعات العامة وتوزيع المنشورات والدعاية الرقمية للمرشحين. ولا يمكن نشر نتائج أى استطلاع للرأى قبل إعلان التقديرات الأولى.

وحتى اللحظة الأخيرة حث كل من المرشحين مؤيديه على التوجه إلى مراكز الاقتراع، مؤكدين أنه لم يحسم أى شيء.

ويخشى كل من المعسكرين امتناع ناخبيه عن التصويت لا سيما فى هذه الفترة من العطلات المدرسية الربيعية فى جميع أنحاء البلاد.

وكان الرئيس المنتهية ولايته إيمانويل ماكرون قد اختتم حملته باجتماع فى فيجياك فى منطقة لو الريفية، بينما أنهت مارين لوبان حملتها فى معقلها فى با-دو-كاليه الذى تمثله فى مجلس النواب.

وبنظرة سريعة على الصحف العالمية وتعليقها على الجولة الثانية من الانتخابات نجد أن «الاندبندنت» البريطانية أكدت أن الإسلاموفوبيا هى القوة الدافعة فى الانتخابات الفرنسية، وتقول الكاتبة إن المواجهة بين مارين لوبان وإيمانويل ماكرون فى الجولة الثانية والأخيرة من الانتخابات الرئاسية الفرنسية «تبدو وكأنها قد سبق ورأيناها، لكن هذه المرة حياة المسلمين معرضة للخطر أكثر مما كانت عليه فى عام 2017».

فيما ألقت صحيفة «نيويورك تايمز» الأمريكية الضوء على موقف المسلمين فى الانتخابات الفرنسية، وقالت إن خسارة مرشح اليسار جان لوك ميلينشون تركتهم أمام خيارين حلوهما مر، فهم يرون أن رئاسة إيمانويل ماكرون لم تفيدهم بينما تعرف مارين لوبان، مرشحة اليمين المتطرف بتاريخها المعادى للمسلمين.

ومع ذلك، تمثل أصواتهم كتلة تصويتية يمكنها حسم السباق إذا قرروا الالتفاف حول أحد المرشحين، وبالنسبة لهم سيكون ماكرون الأوفر حظا للفوز بأصواتهم. 

وصوت ما يقرب من 70% من المسلمين لصالح ميلينشون، المرشح الرئيسى الوحيد الذى أدان باستمرار التمييز ضد المسلمين.

على النقيض من ذلك، حصل ماكرون على 14% فقط من دعم الناخبين المسلمين هذا العام ، مقارنة بـ 24% فى عام 2017. وحصلت لوبان على 7 % فى الجولة الأولى هذا العام. 

وكشفت آخر استطلاعات للرأى أن ماكرون سيفوز فى الدورة الثانية التى تشكل نسخة ثانية من تلك التى جرت فى 2017، بفارق أقل من الذى سجل قبل خمس سنوات عندما حصل على 66% من الأصوات، لكن قد يكون لنسبة الامتناع تأثير كبير.

وتودد المتنافسان لناخبى المرشح اليسارى الراديكالى جان لوك ميلانشون الذى جاء فى المركز الثالث فى الدورة الأولى التى جرت فى العاشر من ابريل، بعد لوبن، وحصل على نحو 22%من الأصوات.

ولجذب ناخبى ميلانشون وعدت مارين لوبان بحماية الفئات الأضعف، بينما انعطف إيمانويل ماكرون إلى اليسار متعهداً بجعل البيئة فى صميم عمله.

وكشفت المناظرة التلفزيونية بين المرشحين المؤهلين للدورة الثانية عن الاختلاف العميق فى مواقفهما بشأن أوروبا والاقتصاد والقوة الشرائية والعلاقات مع روسيا والمعاشات التقاعدية أو الهجرة.

وأيا يكن الفائز، قد تصبح الانتخابات التشريعية المقرر إجراؤها فى يونيو أشبه ب”دورة ثالثة” إذ من الصعب لكل من لوبان وماكرون الحصول على أغلبية برلمانية.

وعبّر ميلانشون أيضًا عن طموحه فى أن يصبح رئيسا للوزراء وبالتالى فرض تعايش، آملا فى تصويت كبير لنواب حزبه «فرنسا المتمردة» الذى بدأ أساسا مفاوضات مع التشكيلات اليسارية الأخرى.