الجمعة 3 مايو 2024
رئيس مجلس الإدارة
هبة صادق
رئيس التحرير
أيمن عبد المجيد

بعد تصريحات ماكرون.. أوكرانيا: لن نتسامح إذا لم نترشح لعضوية الاتحاد الأوروبى

أوروبا تحاول خداع «كييف»

يبدو أن آمال كييف حول انضمامها إلى الاتحاد الأوروبى، باتت تتبدد إثر تصريحات الرئيس الفرنسى إيمانويل ماكرون، وهو ما جعل وزير الخارجية الأوكراني، دميترى كوليبا، يصرح بأنه إذا لم تحصل أوكرانيا على وضع مرشح لعضوية الاتحاد الأوروبى، فإن هذا سيعنى أن “أوروبا تحاول خداع” كييف.



وفى تعليقه على تصريح الرئيس الفرنسي، إيمانويل ماكرون، بأن عملية انضمام أوكرانيا إلى الاتحاد الأوروبى قد تستغرق عدة سنوات أو حتى عقود، قال كوليبا فى حديثه لصحيفة “فاينناشيال تايمز”: “قبل ثلاثة أشهر لم يكن لدى هذا البلد (أوكرانيا) أى أمل حتى فى العضوية. والآن هم يناقشون كم من الوقت ستستغرق”.

وأضاف أنه إذا لم تحصل أوكرانيا على وضع مرشح لعضوية الاتحاد الأوروبى، فإن هذا يعنى أن “أوروبا تحاول خداع” كييف، مشددًا على أن أوكرانيا لن تتسامح مع ذلك.

ومنذ بداية الحرب الروسية، اتحدت الكتلة الأوروبية المكونة من 27 دولة لدعم مقاومة أوكرانيا، وتبنت عقوبات غير مسبوقة على موسكو، لكن القادة منقسمون حول مدى سرعة موافقة بروكسل على قبول أوكرانيا كعضو، ومدى سرعة قطع الكتلة علاقات الطاقة مع موسكو.

وحاليا لدى أوكرانيا فقط “اتفاق تعاون” مع الاتحاد الأوروبى هدفه فتح أسواق البلاد وتقريبها من أوروبا، ويتضمن اتفاقية تجارة حرة موسعة يهدف للمساعدة فى تحديث الاقتصاد الأوكراني، فيما تدعم دول شرق أوروبا بشكل كبير تسريع عضوية أوكرانيا، لكن مسؤولى الاتحاد الأوروبى، أكدوا أن العملية قد تستغرق سنوات بسبب الإصلاحات العالقة التى لا تزال تحتاج للتطبيق قبل أن تفى الدولة بمعايير الاتحاد الأوروبى.

وفى 28 فبراير الماضى، وقع الرئيس فولوديمير زيلينسكى طلب الانضمام للاتحاد الأوروبي، حيث قوبل الأمر آنذاك باحتفاء واسع من قبل الأوكرانيين، مؤكدين أنها “تشكل لحظة تاريخية فى عمر البلاد”.

وكلفت الدول الأعضاء فى الاتحاد الأوروبي، التى يبلغ عددها 27 دولة، المفوضية بالنظر فى الطلب، وهى خطوة مهمة ولكنها مبكرة للغاية فى عملية الانضمام الطويلة والمعقدة. وفى 8 إبريل، سلمت رئيسة المفوضية الأوروبية أورسولا فون در لاين، استطلاعا إلى زيلينسكى خلال زيارتها إلى كييف، وتعهدت ببداية أسرع لمحاولة أوكرانيا للانضمام إلى الاتحاد الأوروبى، وتستخدم هذه الاستمارة كأساس لمفاوضات الانضمام.

وفى 18 إبريل، سلم الرئيس الأوكرانى الاستطلاع لرئيس بعثة الاتحاد لدى كييف، ماتى ماسيكاس، الذى من شأنه أن يجعل بلاده دولة مرشحة لعضوية التكتل، وعلى المفوضية الأوروبية الآن التحقق من مدى احترام أوكرانيا لمعايير الانضمام إلى الاتحاد الأوروبى ورفع توصية إلى الدول الأعضاء.

فيما قالت “فون دير لاين”، عبر تويتر، إن أوكرانيا سوف تحصل على الرد الأول بشأن طلبها للانضمام إلى الاتحاد الأوروبى فى يونيو المقبل، وتوقع إيهور جوفكفا نائب رئيس مكتب الرئيس الأوكرانى أن تكون التوصية إيجابية “نتوقع الحصول على وضع الدولة المرشحة للانضمام إلى الاتحاد الأوروبى فى يونيو خلال اجتماع مقرر للمجلس الأوروبي”.

تعليقا على ذلك، قال الأكاديمى والمحلل السياسى الفرنسي، آرثر ليديكبرك، إن “عملية الانضمام إلى الاتحاد الأوروبى ليست سهلة، وتستغرق وقتاً طويلاً فى الغالب، مع ما يحتاجه الانضمام من إجراءات طويلة ومعقدة بهذا الصدد، قد يصل الأمر لسنوات حتى تتم عملية الانضمام واستيفاء الشروط والإجراءات المختلفة”.

مضيفا أن “الاتحاد الأوروبى لا يدير ظهره لأوكرانيا بقدر ما يريد إنهاء الحرب، وتصريحات ماكرون هى بادرة تهدئة بأن أوكرانيا ستظل على الحياد، وفى نفس الوقت تم التأكيد على زيادة الدعم سواء عبر الأسلحة أو الشئون الإنسانية”.

وتابع: “هناك حرص من قبل مختلف أطراف الأزمة الأوكرانية وفاعليها الكبار، على إبقاء هذه الحرب فى سياقاتها الحالية ومنع تحولها لصراع أوسع ولمواجهة شاملة وحرب عالمية بين الغرب وروسيا، وانضمام كييف للناتو أو الاتحاد الأوروبى سيكون شرارة إلى ذلك”.