الإثنين 30 سبتمبر 2024
رئيس مجلس الإدارة
هبة صادق
رئيس التحرير
أيمن عبد المجيد

د. هاني الناظر الرئيس السابق للمركز القومي للبحوث: حل مشكلات مصر في يد العلماء




 تمر مصر حاليا بأزمات عنيفة سواء سياسية واقتصادية تبحث عن حلول جذرية وذلك بسبب تناحر السياسيين وقد ظهرت واضحة في الأحداث الأخيرة وبما ان   الجامعات والمراكز البحث العلمي، هي قاطرة نهضة أي مجتمع في الدنيا لعبور الأزمات والطاحنة للإنطلاق نحو مستقبل افضل، كان لنا هذا اللقاء مع  الدكتور هاني الناظر، مدير المركز القومي للبحوث السابق، تحاورنا معه لبحث الازمات التي تعاني منها مصر خاصة البحث العلمي ودورة في انتشال مصر من الفقر والجهل عبورًا إلي المستقبل، وفي حديثنا  معه اكد أن الأزمة ليست في الكوادر العلمية والعقول، وإنما في الإدارة غير الواعية بأهمية البحث العلمي، والتي تفرعت لقضايا فرعية ، إضافة إلي العشوائية والتشتت في المراكز العلمية في مصر.
وصف د. هاني الناظر واقع البحث العلمي في مصر بأنه «مرير»، نافيًا وجود استراتيجية للبحث العلمي مطالبا بوزارة للعلوم والتكنولوجيا تضم مراكز البحث المبعثرة.. والقطاع الخاص لديه القدرة علي التمويل
وقال الناظر الذي رأس المركز القومي للبحوث 5 سنوات: أتحدي أن تكون هناك استراتيجية للبحث، إلا من خلال تصريحات الوزراء «التليفزيونية».

 

كما اعتبر أن إدارة شئون البحث العلمي تقع في أيدي «هواة» وأن أحوال البحوث والباحثين لا تليق بدولة مؤسسات، مؤكدا أن «الصداقة والمجاملات» تتحكم في اختيار قيادات البحث العلمي ورؤساء المراكز البحثية وكذلك في الترقيات ... وإلي نص الحوار:
■ من أول السطر.. ماذا تعني كلمة «بحث علمي»؟
- البحث أي الدراسة لكي أصل إلي نتيجة تحقق هدفا معينا، عادة ما يكون الهدف منها هو الوصول إلي شيء ما يخدم المجتمع الذي نعيش فيه، أما كلمة «علمي» فالغرض منها أن نبعد عن العشوائية في التحليل والوصول إلي النتائج.
 ■ هل هذا المفهوم نتعامل معه داخل مصر؟
 - للأسف لدينا واقع مرير فالبحث العلمي عندنا عبارة عن مؤسسات ومراكز وعلماء يقومون بإجراء الأبحاث، ولكنها تصطدم بقلة الامكانيات وضعف الإدارة.
■ وما فائدة المراكز والعلماء إذن؟
 الفائدة أننا نصدر علماءنا إلي الخارج ونمدهم بخبرتنا ليطلق علينا دولة «نزيف العقول»، أما في مصر فالفائدة محدودة للغاية لدرجة أنني أستطيع أن أقول إن البحث العلمي في مصر عبارة عن مبان قائمة صامتة لا تتحرك.. بداخلها علماء ومقفول عليهم بالضبة والمفتاح وغير مسموح لهم بالخروج ولا حتي بحياة معقولة.
 ■ معني هذا أنه لا يوجد بحث علمي؟
 الواقع أن البحث العلمي عندنا يخيم عليه الضباب، والمجهودات التي تبذل فيه متناثرة وفردية لا ترقي إلي دولة مؤسسية مثل مصر وإذا كان هناك إنجاز فهو مجهود فردي والدليل علي ذلك تضارب الأبحاث التي تنتجها المراكز المختلفة وربما داخل المركز الواحد بما يعني أنه لا يوجد تنسيق بيننا فلا توجد استراتيجية واضحة للبحث العلمي.
■ كم يبلغ عدد مراكز البحث العلمي بمصر؟
-عددها 40 مركزًا مبعثرة علي الوزارات وكل وزارة يتبعها مركز او اثنان ، ووزارة البحث العلمي لا يتبعها سوي 10 مراكز فقط، وهذا وضع خاطيء جدا لانه من المفروض ان تتبع هذه المراكز جميعا وزارة البحث العلمي .
 ■ لماذا؟
- لان الوضع الحالي للمراكز البحثية يؤدي لاهدار الوقت والمال لعدم وجود التنسيق، فنجد ان هناك اكثر من مركز يقوم بنفس الابحاث ويشتر جهاز ب10 ملايين في اكثر من مركز.
■  هناك 40 مركزا للبحث العلمي في مصر.. أليس ذلك نوعا من العشوائية والتشتت؟
 - بالفعل هذه إحدي المشكلات الرئيسية في الإدارة، والمطلوب أن تضم تلك المراكز تحت مظلة واحدة وهي مظلة وزارة البحث العلمي التي يجب تغييرها إلي وزارة العلوم والتكنولوجيا، فهل تعلم مثلا أن اليابان بها وزارتين للعلوم والتكنولوجيا، وأري أنه ليست هناك عشوائية وإنما نحتاج إلي التنظيم الإداري لأنها أساس مشكلة البحث العلمي في مصر.
 ■ هل طالبت بضم المراكز مع بعضها في مظلة واحدة؟
- انا ناديت بهذا من سنيين لكن لا احد يهتم ومشكلتنا في مصر حتي هذه اللحظة ان الحكومات المتعاقبة ورؤساء الوزارات لا يؤمنون بالعلم او العلماء ، بالرغم من ان السبب الرئيسي  للمشاكل الاقتصاديه لمصر هو العلم وعدم الاهتمام بالعلماء واعتقاد المسئولين بان الحلول الإدارية والسياسية هي التي سوف تنقذ مصر من المشاكل الاقتصادية، وابسط مثال علي ذلك انه في فترة من الفترات  عند اشتداد ازمه المياة وجدنا احد المسئولين يطرح حل غريب بان سبب ازمه المياه هو ان قصب السكر الذي يزرع بالصعيد يأخذ مياهًا كثيرة، واحسن حل اننا نقوم بالغاء زراعة القصب ونستبدله بالبنجر، وهذا هو الرأي السياسي الفاشل انما رأي العالم هو اننا نقوم بتكليف المراكز البحثية  باستباط صنف جديد من قصب السكر لا يستهلك مياهًا كثيرة، بدلا من الحل الفاشل الذي سيؤدي لغلق مصانع القصب.
 ■ انت تقصد ان المسئولين لا يلجئون للبحث العلمي لحل الازمات؟
 - رؤساء الوزراء جميعا اللذين اتوا لمصر «مش مصدقين»ان العلماء هما اللي هيحلوا المشاكل مع ان العالم كله بيقول عكس ذلك ، لان البلدان القوية اقتصاديًا لديها علم .
■ لكن رؤساء الوزراء ينظرون الي ان العلم يأخد وقتًا لحل المشاكل؟
-بالعكس اذا نظرنا الي ماليزيا ما الذي حولها الي دولة متقدمة رئيس وزراء عالم بخلفية سياسية وليس سياسية بخلفيه علمية.
■ كيف لا توجد استراتيجية للبحث العلمي في مصر؟
 - أنا شخصيا  لم أر استراتيجية أو علي أقل تقدير تكليفي بعمل مجموعة من الأبحاث في مجالات بعينها وكنت أري وأقرأ هذه الاستراتيجية في لقاءاته التليفزيونية وحواراته الصحفية، واتحدي أن تكون هناك استراتيجية أصلا.