الإثنين 6 مايو 2024
رئيس مجلس الإدارة
هبة صادق
رئيس التحرير
أيمن عبد المجيد
ثورة 30 يونيو.. والتنمية الشاملة

ثورة 30 يونيو.. والتنمية الشاملة

ثورة 30 يونيو من أعظم الثورات الشعبية فى العصر الحديث .فقد حررت البلاد من قبضة الجماعة الإرهابية التى حكمت فيها لمدة اثنى عشر شهرًا حل فيها الخراب والدمار وباتت مصر شبه دولة .وكان على شعب مصر أن يخرج مطالبًا بتخليص البلاد من هذه الجماعة الإرهابية .وأيد جيش مصر العظيم هذه الثورة المباركة .وتم وضع خريطة طريق سارت عليها البلاد .ونجح الرئيس عبد الفتاح السيسى فى وضع المشروع الوطنى العظيم الذى حققته مصر من خلاله نجاحات باهرة وإنجازات ضخمة وإعجازات يتحدث عنها العالم .



لقد رفض الشعب المصرى الفاشيست المتسترة بشعارات دينية، والاستسلام للتدهور العام لقوى الهيمنة ومخططات تزييف الوعى والتاريخ، وجاء يوم 30 يونيو ليكون علامة تاريخية تؤكد انتصار الهوية المصرية، والثقافة الوطنية. ومنذ هذه الثورة المجيدة والنجاحات تتوالى على أرض الواقع فيما تواصل ثقافة ثورة 30 يونيو ترسيخ حضورها وطرح أسئلته. كما تستدعى هذه الذكرى الكثير من الدروس والعبر على امتداد مصر المحروسة لتؤكد من جديد على أهمية “الاصطفاف الوطنى”.  وبعد أيام تمر ذكرى الثورة الشعبية التى صححت بمؤازرة الجيش الوطنى الباسل والمنحاز لإرادة الشعب مسارات الوطن واستردتها من جماعة حاولت خطفها بل وخطف وطن بأكمله والعدوان على هويته بمكوناتها الثقافية البالغة الثراء والتنوع .

ولعل من أهم المعانى التى انطوت عليها ثورة 30 يونيو أنه لا أحد يستطيع قهر إرادة المصريين ما داموا متحدين وفى الوقت ذاته وكما قالها من قبل الرئيس عبد الفتاح السيسى فلن يستطيع أحد أن يعود بالمصريين للخلف مرة أخرى.

كما يحمل هذا اليوم العظيم رسالة لكل من يحاول ترويع شعب مصر بأنه لن يكون أقوى من القرار الذى اتخذه هذا الشعب فى 30 يونيو 2013 فيما كان خروج الملايين من أبناء مصر فى هذا اليوم “ملحمة شعبية ستبقى دوما فى ذاكرة التاريخ”.

أن إسقاط حكم جماعة الإخوان الإرهابية بعد عام من الفشل فى إدارة شئون مصر يعتبر “إنجازا تاريخيا بكل المقاييس” و”خروج الملايين من الشعب المصرى والدعم التاريخى للجيش نقطة تحول خطيرة فى انتفاضة هذا الشعب”. 

فى سياق استعادة الذكرى المجيدة ثورة 30 يونيو التى أنقذت مصر من التسلط الظلامى.. كنا ندرك أن الوطن فى كارثة وأن أحد أبناء هذا الوطن استطاع أن يقود السفينة بكل التضحية وأن يغير مسارها لترسو على شاطئ الأمان”. أن ثورة 30 يونيو كانت “لحظة مضيئة وسط ظلام دامس ومحنة سياسية رهيبة تواجه فيها مصر حشود الظلام”.

كما أن أهمية “الذاكرة والهوية وهما البعدان المرتكزات على الثقافة بالمعنى الشامل” تتوالى إنجازات المصريين فى كل مجالات وأوجه الحياة منذ ثورتهم المجيدة يوم الثلاثين من يونيو العام 2013 وسط حالة من الإجماع بين المثقفين على أن هذه الثورة أحدثت تغييرات عميقة وجذرية فى الواقع المصرى والعربى ورسخت الهوية الوطنية بقدر ما أكدت حقيقة الانتماء العربى لمصر.

ثورة 30 يونيو 2013 هى”انتصار للوعى ضد الزيف وهزيمة لمحاولات غسل العقول باسم الدين والدين منها براء وهذا هو التفسير الصحيح والمنطقى قوة الاندفاع الجماهيرى نحو الشوارع والميادين رفضا للتخلف الذى أراد مكتب إرشاد الجماعة فرضه على المجتمع ضد تيار التاريخ وضد التطور الإنسانى”.فقد خرج ثلاثة وثلاثون مليون مصرى فى ربوع البلاد طبقا لإحصائية جوجل.

وفيما يتوهم التيار الظلامى الطامع والمتمسك بالإرهاب إمكانية استعادة حكمه الفاشى لشعب مصر ويبحث عن ثغرة تمكنه من هذه العودة المستحيلة بحكم الواقع ودروس التاريخ يمضى شعب مصر العظيم بخطى واثقة على طريق الإصلاحين الاقتصادى والسياسى من أجل مستقبل أفضل كما يرى الكاتب الكبير فاروق جويدة الذى نشره فى الأهرام منذ 5 أعوام.. فيما أجيال جديدة لديها أشواق عارمة للتغيير وصنع المستقبل المغايروالشامل من خلال القيام بمشروعات تنموية كبرى وهى لا تستبعد إسهام القطاع الخاص فى التنمية على أن يعمل تحت إشرافها ورقابتها... الدولة المصرية بعد 30 يونيو 2013” تجددت بعد أن ركزت على أن التنمية القومية الشاملة هى مهمتها الرئيسية وأداتها فى رفع مستوى حياة ملايين المصريين فى ضوء اعتبارات العدالة الاجتماعية”.

“ولذلك فإن اللحظة الراهنة تدعو كل المصريين للعمل بلا هوادة من أجل مستقبل أفضل يقوم على التنمية المستقلة باعتبارها السبيل الحقيقى لتحرير الإرادة الوطنية المصرية.

ولا يمكن فى هذا السياق التقليل من حجم وأهمية الحقوق الثقافية التى تضمنها الدستور الجديد بعد ثورة 30 يونيو جنبا إلى جنب مع الحقوق السياسية والاجتماعية والاقتصادية.

وكذلك ينبغى التوقف مليا أمام مغزى التحرك الإيجابى على المستوى الرسمى لإقامة “مجتمع المعرفة” وهو ما تجلى فى التوجيه الرئاسى بتدشين “مدينة المعرفة ضمن العاصمة الإدارية الجديدة” وبكل ما يعنيه هذا التوجه من إطلاق للطاقات الإبداعية وتفاعل خلاق مع ظواهر الكوكبية والعولمة وتغيير جذرى فى الاقتصاد والإنتاج والاستهلاك.