السبت 18 مايو 2024
رئيس مجلس الإدارة
هبة صادق
رئيس التحرير
أيمن عبد المجيد

الملكة تعود إلى قصرها

اليوم، ينقل نعش الملكة من كاتدرائية سانت جايلز إلى مطار إدنبرة، ثم بالطائرة إلى لندن برفقة ابنتها الأميرة الملكية، الأميرة آن، ثم يسافر بعد ذلك إلى قصر باكنجهام، إذ سيكون فى استقباله الملك وكاميلا.. ورغم أن الطريق، من كاتدرائية سانت جايلز إلى مطار إدنبرة، لم يتم الإعلان عنه بعد، إلا أن أفراد الجمهور سيتمكن من مشاهدة الموكب.



وتجرى الاستعدادات لإعادة رفاتها إلى لندن، حيث سيغادر التابوت أولًا بالمورال، الملاذ الريفى الأسكتلندى للملكة، إلى قصر هوليرود هاوس فى إدنبرة الذى يعتبر المقر الرسمى للملك البريطانى فى اسكتلندا، ومن المرجح أن ينقل بعد ذلك فى موكب إلى كاتدرائية سانت جايلز فى إدنبرة قبل نقله إلى لندن، ولا نعرف بعد بالضبط كيف سيتجه التابوت جنوبًا، الوسائل متاحة عن طريق السكك الحديدية أو الطيران.

سوابق تاريخية، تشير إلى أنه بمجرد وصول نعش الملكة إلى لندن، من المحتمل أن يوضع فى قاعة وستمنستر، وهى أقدم جزء من قصر وستمنستر، ومن المحتمل أن يبقى التابوت هناك لعدة أيام وفى هذه المرحلة سيتمكن أفراد الجمهور من تجاوز المنصة ومشاهدة النعش. ومن المتوقع أن يصطف الآلاف فى طوابير.

جدير بالذكر أن الملك تشارلز الثالث زار أمس قاعة البرلمان، فى قصر وستمنستر، حيث اجتمع بكل من مجلس العموم ومجلس اللوردات للتعبير عن تعازيهم، وألقى تشارلز كلمته الأولى كملك بحضور زوجته الملكة القرينة.. وطار الملك تشارلز برفقة كاميلا إلى إدنبرة، فى موكب خلف نعش الملكة من قصر هوليرود هاوس فى إدنبرة إلى كاتدرائية سانت جايلز، وتمكن أفراد الجمهور من مشاهدة الموكب أثناء تحركه على طول شارع رويال مايل. وأقيمت خدمة صلاة للاحتفاء بحياة الملكة وتمكن أفراد الجمهور من مشاهدة التابوت الذى يرقد فى الكاتدرائية لمدة 24 ساعة.

وبعدها سافر الملك إلى قصر هوليرود هاوس، ولتقى برئيسة وزراء اسكتلندا، نيكولا ستورجون، وحضر هو والملكة القرينة البرلمان الاسكتلندى حيث قدم الأعضاء خطابات التعزية.

وفى المساء، أقام الملك تشارلز وقفة تأبين مع أعضاء آخرين من العائلة المالكة فى كاتدرائية سانت جايلز، حيث تستريح الملكة.

فى سياق متصل، شكلت حقبة الملكة إليزابيث دورا محوريا فى السياسة البريطانية حيث جمعتها علاقة جيدة برؤوساء الوزراء من باختلافتهم السياسية بل وكانت شاهدة على تغير العديد من الأنظمة الحاكمة حول العالم طيلة 70 عاما. 

فعند تولى الملكة إليزابيث مقاليد الحكم فى البلاد كان العالم يموج بالمتغيرات والحروب الباردة والساخنة والتغيرات الأقتصادية العالمية. فمع بداية حكمها كانت روسيا تحت حكم ستالين وحاولت بريطانيا فى عهدها الظهور كقوة حديثة مترابطة وكذلك جاهدت إليزابيث فى تشكيل هوية ما بعد خروج بريطانيا من الاتحاد الأوروبى.

فسلطت صحيفة الجارديان البريطانية الضوء على أهم سياسات الملكة إليزابيث الثانية الراحلة طوال 70 عاما وعلاقاتها المختلفة بـ 15 رئيس وزراء قادوا بريطانيا فى عهدها.

وجمعت علاقة من الود والاحترام بين الملكة الراحلة والساسة المنتخبين، فوصفها رئيس الوزراء البريطانى الأسبق تونى بلير بأنها أكثر شخص يمكنه التحدث معه بصراحة وهو يعرف جيدا أنها ستصون الأسرار، ووصفت الملكة إليزابيث الثانية نفسها قبل ذلك بأنها كالأسفنجة التى وظيفتها امتصاص الأسرار واحتوائها.. فامتلكت الملكة إليزابيث زمام القوة الناعمة التى تمكنها من البقاء على علاقات جيدة بالجميع، فكانت تعرف جيدًا متى تظهر القوة الملكية، ومتى تلعب دور الجدة اللطيفة، فكانت بمثابة مرجع دبلوماسى فريد من نوعه.

فساهم نجاح علاقاتها مع رؤساء الوزراء المتعاقبين فى الحكم على بريطانيا فى تشكيل ما أصبحت بريطانيا عليه الآن.

ففى فبراير 1952 اعتلت الملكة إليزابيث العرش وكانت بريطانيا خرجت لتوها من ويلات الحرب العالمية الثانية.

وفى عام 1955 أعلن استقالة رئيس الوزراء ونستون تشرشل والذى كانت تعتمد دائما الملكة إليزابيث على نصائحة خلال الفترة الأولى لها فى الحكم، وتولى رئاسة الوزراء خلفا له السياسى البريطانى أنتونى إيدن.

وفى 1957 أعلن استقالة رئيس الوزراء البريطانى أنتونى أيدن بعد فشل العدوان الثلاثى على مصر بعد قرار الرئيس الراحل جمال عبد الناصر بتأميم قناة السويس، وتولى رئاسة الوزراء السياسى البريطانى هارولد ماكميلان.

وفى عام 1964 تولى هارولد ويلسون رئاسة الوزراء والذى يُعد أول رئيس وزراء فى عهد الملكة إليزابيث من حزب العمال، وعرف حكم ويلسون بأنه يحمل “رياح التغيير” للتخفيف من قيود الحريات الشخصية مثل رفع القيود عن تجريم المثلية الجنسية وقوانين الإجهاض.

وفى عام 1969 سمحت الملكة إليزابيث لكاميرات التليفزيون للدخول لقلعة ويندسور لتصوير فيلم وثائقى عن الجانب الإنسانى لحياة العائلة الملكية لتعلن بذلك انتهاء عصر الغموض الذى كان يكتنف حياة الملوك.

وفى عام 1979 شهدت البلاد تغييرا تاريخيا حيث عينت مارجريت تاتشر كأول امرأة فى منصب رئيس الوزراء.

وفى عام 1990 تولى جون ماجور منصب رئيس الوزراء بعد المرأة الحديدية مارجريت تاتشر والتى كانت فترة حكمها هى الأطول فى منصب منصب رئيس الوزراء.

وفى 1997 وحتى 2007 تولى تونى بلير منصب رئيس الوزراء، وهو رئيس الوزراء العاشر فى عهد الملكة إليزابيث وتزامن وفاة أميرة القلوب الأميرة ديانا خلال الفترة الأولى لحكمه. وفى عام 2010 وحتى عام 2016 تولى رئاسة الوزراء السياسى ديفيد كاميرون والذى شهدت البلاد فى عهده إجراء الاستفتاء العام لانفصال اسكتلندا عن المملكة عام 2014. وأعرب كاميرون حينها عن السعادة البالغة التى تملكت الملكة إليزابيث عقب إظهار نتائج الاستفتاء رفض الانفصال عن المملكة.

وفى عام 2016 وحتى عام 2019 تولت تيريزا ماى رئاسة الوزراء بعد ما أعلن ديفيد كاميرون استقالته عقب نتائج استفتاء البريكست للخروج من الاتحاد الأوروبى.

وفى عام 2019 وحتى عام 2022 تولى بوريس جونسون رئاسة الوزراء وشهدت البلاد فى عهده الكثير من الأزمات التى نالت من شعبيه أشهرها وباء كورونا.

و2022 كانت ليز تراس هى آخر من كلفته الملكة إليزابيث.