الثلاثاء 7 مايو 2024
رئيس مجلس الإدارة
هبة صادق
رئيس التحرير
أيمن عبد المجيد
النصر العظيم «2»

النصر العظيم «2»

حرب أكتوبر ليست فقط حدثا حربيا يهم القوات المسلحة أو القيادات فى الدولة أو الأنظمة الحاكمة بل هى حدث عظيم يهم جميع الشعب المصرى بصفة خاصة ويهم جميع شعوب العالم العربى بصفة عامة وهى فخر حقيقى لكل مصرى وكل عربى لأنها كانت حرب الكرامة وحرب العزة وحرب الشرف لإعادة الأرض المصرية والمناطق السورية التى احتلتها إسرائيل بدون وجه حق فى عام 1967 وهى معجزة عسكرية بكل المقاييس ظلت وستظل تدرس فى كل أنحاء العالم فى الأكاديميات وفى الميادين العسكرية، هذه الحرب قضت تماما على القوة الغاشمة والغطرسة الكذابة وأنهت أسطورة الجيش الذى لا يقهر وأظهرت المعدن الحقيقى للجيش والشعب المصرى والعربى الذى أعاد للأمة العربية والإسلامية كيانها وكبرياءها وأعاد الحق لأصحابه فى وقت ظن فيه الجميع أن الأمر الواقع الذى فرض علينا فى 1967 سيظل راسخا طوال الوقت والزمان حتى كان للجيش المصرى كلمته التى وضع فيها النقاط على الحروف وغير مجرى التاريخ.



الدارس لحرب أكتوبر والمطلع عليها يعرف تماما أنها معجزة حقيقية غيرت وجه مصر التى أصبحت مصر أخرى غير مصر التى كانت قبل حرب أكتوبر المجيدة.

فمع بداية الحرب عبرت حوالى 220 طائرة مصرية فى تمام الساعة الثانية ظهرًا يوم السادس من أكتوبر قناة السويس وكانت على ارتفاع غير مبالغ فيه لتتمكن من ضرب الأهداف الإسرائيلية فى سيناء واستطاعت بقية الأسلحة المصرية أن تثبت بسالة منقطعة النظير وصمودا فاق التوقعات ثم استطاعت القوات المصرية عبور قناة السويس وخط برليف الذى ادعت إسرائيل أنه لا يقهر أبدًا فكانت إرادة المصريين التى قهرته وحطمته واستطاعت القوات المصرية أن تحطم هذا الجسر الذى كان يعد أحد أهم الحواجز عبر التاريخ فى وقت قياسى أذهل العالم أجمع واستطاعت القوات المصرية فى ساعات قليلة أن تعبر قناة السويس وتتمركز على شط القناة وتطور نفسها فى الهجوم على القوات الإسرائيلية التى أصبحت لا حول لها ولا قوة حتى أن بعض جنود الاحتلال بعد أن انتهت الحرب وصف ما حدث بأنه لا يصدقه عقل ولا يخطر على قلب بشر هذا النصر العظيم يجب علينا أن نعيد دراسته مرارًا وتكرارًا على الأجيال الحالية والأجيال القادمة ليعرفوا حقيقة الجيش المصرى وحقيقة الشعب المصرى كله وكيف يتحول الجميع إلى يد واحدة وقت الشدة نشكر الله على هذا النصر العظيم ونشكر القوات المسلحة وكل رجل ضحى بدمائه ليحمى هذه الأرض العظيمة ونتذكر الشهداء بكل الحرب والامتنان على كل ما قدموه للأرض الغالية ونتمنى من الجيل الجديد أن يحافظ عليها ويحميها وأن يعمل على أخذ العظات والعبر من هذا النصر ليضيف إلى هذا البلد تقدما جديدا تستحقه فمصر تستحق مننا جميع الكثير وتستحق أن نفخر بها وبأبنائها المخلصين الذين يعملون ليل نهار من أجل تقدم وازدهار هذا الوطن الذى ظل طوال تاريخه مقبرة الغزاة ومقبرة كل متغطرس ومن يحاول النيل منه فى الداخل والخارج.

حفظ الله مصر وحفظ الله شعبها ورئيسها وحكومتها وستظل مصر دائما وأبدًا مقبرة الغزاة.