الجمعة 16 أغسطس 2024
رئيس مجلس الإدارة
هبة صادق
رئيس التحرير
أيمن عبد المجيد

فى كارثة لم تشهدها المنطقة منذ 84 عاما

زلزال مدمر يقتل 1500 فى تركيا.. و812 شخصًا فى سوريا

فى كارثة إنسانية جديدة، شهدت كل من سوريا وتركيا، زلزال بلغت قوته 7.9 درجة صباح أمس الاثنين، وشعر به سكان سوريا ولبنان والعراق ومصر واليونان وقبرص وأرمينيا، وقد خلف مئات القتلى وآلاف الجرحى فى تركيا وسوريا، إضافة إلى انهيار عدد كبير من المبانى وحصار العشرات تحت الأنقاض، وخروج السكان إلى الشوارع المغطاة بالثلوج.  وأعلنت السلطات التركية درجة الإنذار الرابعة التى تعنى طلب مساعدة دولية ويساهم الجيش التركى فى عمليات الإنقاذ بالمناطق المنكوبة.



وبحسب آخر حصيلة، فقد تسبب الزلزال المدمر فى سقوط مئات القتلى وآلاف الجرحى، جراء الذى وُصف بـ«أكبر زلزال تشهده تركيا منذ قرن على الأقل»، إلا أن هذه الحصيلة مرشحة للارتفاع، إذ أفادت وكالة الكوارث التركية بارتفاع عدد القتلى جراء الزلزال إلى 1500 شخصا، فيما وصل عدد الجرحى أكثر من 7634 شخصا. 

ووصف الرئيس التركى رجب طيب أردوغان الزلزال، الذى كان مركزه فى جنوب تركيا، بأنه أكبر كارثة شهدتها البلاد منذ عام 1939، بحسب ما نقلته وكالة أنباء «الأناضول».  وأعلنت إدارة الطوارئ التركية أن عدد المبانى المدمرة وصل 2824 مبنى وقبلها قال نائب الرئيس التركى فؤاد أقطاي، خلال خطاب متلفز أن آلاف المنازل انهارت، مضيفاً أن أكثر الأحياء المتضررة كان حى كاهرمنمراس. وشهدت الولايات التركية أكثر من 120 هزة ارتدادية عقب الزلزال، وقد تضررت أكثر من 10 ولايات فى تركيا جراء الهزة الأرضية العنيفة.

وقال المركز الألمانى لأبحاث علوم الأرض: إن الزلزال وقع على عمق عشرة كيلومترات بالقرب من مدينة كهرمان مرعش بجنوب تركيا، بينما قال المركز الأوروبى المتوسطى لرصد الزلازل إنه يجرى تقييم احتمال حدوث موجات مد عملاقة «تسونامى». وأعلن الرئيس التركى، فى وقت سابق، أن جميع الوحدات والمؤسسات فى البلاد فى حالة تأهب بعد الزلزال العنيف. وشعر بهذا الزلزال سكان اليونان وقبرص وأرمينيا وقبرص والعراق وسوريا ولبنان ومصر. وتلت الزلزال هزات ارتدادية أقل قوةً.

وقالت وسائل إعلام رسمية سورية إن عددا كبيرا من المبانى انهار فى محافظة حلب، فيما قال مصدر فى الجهاز الحكومى فى حماة إن عدة مبان انهارت هناك. 

وقال شهود إن الناس فى دمشق وكذلك فى مدينتى بيروت وطرابلس اللبنانيتين خرجوا إلى الشارع سيرا على الأقدام واستقلوا سياراتهم للابتعاد عن مبانيهم فى حالة الانهيار. ووصلت أعداد القتلى جراء الزلزال فى عموم سوريا إلى 812 قتيلا، إلا أن وكالة الأنباء السورية الرسمية أعلنت وفاة 371 شخصا وإصابة أكثر من 1042 آخرين فى البلاد، بمناطق سيطرة المعارضة السورية، جراء الزلزال القوى الذى وقع فجر اليوم ومركزه جنوب تركيا.  وقال الدفاع المدنى السورى على «تويتر» إن عشرات الضحايا والأشخاص عالقون تحت الأنقاض فى شمال غرب البلاد نتيجة انهيار مبان بسبب الزلزال. 

فيما أفاد المرصد السورى بأن نحو 2000 مفقود ومصاب فى المناطق المتضررة بشمال غرب سوريا.

وأعربت دول عديدة حول العالم عن تضامنها الشديد مع كل من تركيا وسوريا بعد كارثة الزلزال المدمر، أمس، معلنة استعدادهما لتقديم كافة أوجه المساعدة لمواجهة آثار تلك الكارثة المروعة.

وأعربت مصر فى بيان صادر عن وزارة الخارجية، أمس، عن خالص تعازيها وتضامنها مع كل من تركيا وسوريا فى ضحايا الزلزال المدمر الذى أصابهما وعدد من دول منطقة شرق المتوسط، متمنية الشفاء العاجل للمصابين.

كما تقدمت مصر بخالص التعازى لأسر الضحايا والشعبين التركى والسورى الشقيقين فى هذا المصاب الأليم، مؤكدةً استعدادها لتقديم المساعدة لمواجهة آثار تلك الكارثة المروعة. ودعا الأمين العام لجامعة الدول العربية، أحمد أبو الغيط، المجتمع الدولى إلى تقديم الإغاثة الطارئة للمناطق المنكوبة فى الشمال السورى جراء الزلزال المدمر الذى ضرب تركيا وسوريا وتأثر به عدد من دول المنطقة، فجر اليوم الإثنين.

وأعربت وزارة الخارجية السعودية، فى بيان، عن تضامن المملكة ومواساتها وتعازيها للأشقاء فى سوريا وتركيا، وتمنياتها للمصابين بالشفاء العاجل.

من جانبه، أعرب عادل بن عبد الرحمن العسومى رئيس البرلمان العربى، عن خالص عزائه ومواساته للشعبين السورى والتركى فى ضحايا الزلزال المدمر الذى وقع أمس وخلف الكثير من الضحايا والمصابين، سائلاً الله أن يرحم الضحايا ويدخلهم فسيح جناته، ويلهم ذويهم الصبر والسلوان، وأن يمن على المصابين بالشفاء العاجل.

من جانبها، تعهدت وزيرة الداخلية الألمانية نانسى فيزر بتقديم مساعدات شاملة لضحايا الزلزال المدمر الذى ضرب منطقة الحدود التركية السورية.

وذكرت فيزر أن الوكالة الألمانية للإغاثة التقنية تُعد بالفعل توريد مولدات كهرباء للطوارئ وخيام وأغطية، كما تعمل على توفير ملاجئ طارئة ومرافق لمعالجة المياه.

فيما قال الرئيس الأوكرانى فولوديمير زيلينسكى إن بلاده مستعدة لتقديم المساعدة اللازمة للشعب التركى «الصديق» فى أعقاب الزلزال الذى هز البلاد أمس.

فيما أعرب الرئيس الروسى فلاديمير بوتين للرئيس السورى بشار الأسد، عن استعداد روسيا للمساعدة فى عمليات الإنقاذ من الزلزال المدمر.

ومن جانبها أعلنت السويد عن استعدادها لتقديم المساعدة بعد الزلزال المدمر فى تركيا وسوريا.

وحول الكارثة، قال الرئيس التركي، رجب طيب أردوغان، إن أعمال الإنقاذ مستمرة لمواجهة آثار الزلزال، لافتاً إلى ارتفاع ضحايا الزلزال فى تركيا إلى 912 قتيلًا و5385 مصابًا. وأكد أردوغان، متحدثاً على الهواء مباشرة، فى كلمة له أن الزلزال الذى ضرب تركيا هو أكبر كارثة تشهدها البلاد منذ عام 1939، وقال الرئيس التركى إن «2818 مبنى قد تهدم».