جبرتى روزاليوسف

قليلون الذين يملكون أدواتهم ويعزفون بها أحسن الألحان فى مجالهم الصحفى وخاصة فى كتاباتهم وحواراتهم والأستاذ رشاد كامل رئيس تحرير مجلة صباح الخير الأسبق هو واحد من أهم أبناء جيله ممن يملكون أدواتهم بعناية فهو المايسترو الذى يستطيع أن يطوع قلمه وفكرته لخدمة القارئ ويستطيع أن يوصل معلوماته بسهولة ويسر وكان من حسن حظه وحظ جيلنا أن تتلمذ على يد أساتذة عظام لم يترك الفرصة واستطاع أن يكون صداقات مع معظم الكتاب والأدباء فى عصره التى بدأت فى صباح الخير عام 1976 وتدرج فى المناصب حتى وصل إلى منصب رئيس تحرير صباح الخير حتى أن كل أبناء جيلى ممن عمل فى روزاليوسف وصباح الخير يدينون له بالفضل فى الكثير من النصائح التى لا تتوقف أبدًا لكل من حوله ولم يكن فى يوم من الأيام غير أخ وصديق لجميع العاملين فى روزاليوسف وغيرهم من أبناء صاحبة الجلالة استطاع مع مرور الوقت أن يتحول إلى جبرتى روزاليوسف من خلال مؤلفاته العديدة سواء كانت من خلال حواراته مع كبار الكتاب أو من خلال المقالات التى نشرها عنهم، الأستاذ رشاد كامل حكى لى أنه من مواليد محافظة بنى سويف ومن صغر سنه لم يتخيل نفسه إلا صحفيًا ففى المدرسة كانت البداية من خلال مجلات الحائط وفى الثانوية دخل القسم الأدبى مخصوص حتى تتاح له الفرصة لدخول معهد الإعلام وفى أول سنة داخل معهد الإعلام كان من حسن حظه أن يدرس له العظماء فى أعلام الصحافة والكتابة فى ذلك الوقت وعلى رأسهم الأستاذ جلال الدين الحمامصى أحد رواد الصحافة المصرية والذى جعله يبدأ خطواته الأولى فى صاحبة الجلالة من خلال جريدة صوت الجامعة الأسبوعية  ومعه عدد من زملائه فى نفس الجامعة ولكن كانوا يسبقونه بعدة دفعات مثل الأستاذ عمرو عبدالسميع والأستاذ عماد الدين أديب وغيرهما من مشاهير الصحافة والإعلام بعد ذلك.

لكن رشاد كامل مع حفظ الألقاب كان حلمه الأول والأخير أن ينضم إلى مجلة صباح الخير التى تختطف العقول وتعشقها القلوب حتى كان من حسن حظنا فى روزاليوسف أن ينضم إلى كتابها هذا الصحفى البارع المهذب الوقور الصبور الذى تحول مع الوقت إلى أيقونة من أيقونات روزاليوسف الأستاذ رشاد كامل صدر له حديثًا عن دار نهضة مصر للنشر طبعة من كتاب الصحافة والثورة ذكريات ومذكرات عن الصحافة وعلاقاتها بثورة 23 يوليو عام 1952 يقدم فيه شهادات دونها الأستاذ رشاد كامل مع رموز القلم الصحفى فى حقبة الخمسينيات والستينيات منهم الكاتب الكبير يوسف إدريس والأساتذة العظماء أحمد بهاء الدين وأحمد حمروش وموسى صبرى ومصطفى أمين وفتحى غانم ومحسن عبدالخالق وحلمى سالم وصلاح الدين حافظ وغيرهم فى محاولة لفهم العلاقة بين السياسة والصحافة وكيف يحتاج ويؤثر كل منهما فى الآخر وهذه الشهادات نشرت على صفحات مجلة صباح الخير فى الثمانينيات ثم جمعت فى كتاب نشرته الهيئة العامة للكتاب مرة واحدة عام 2002 ومنذ ذلك الحين نفدت كل نسخه واليوم تعيد نهضة مصر نشره مع إعادة تقييمه وإضافة بعض الصور النادرة له وذلك احتفاءً بالذكرى الحادية والسبعين لثورة 23 يوليو من أجل أن يمنحنا هذا الكتاب رؤية أو فكرة أو طريقًا عن كيفية حماية الوطن.

الأستاذ رشاد كامل يستحق وعن جدارة أن يكون جبرتى روزاليوسف بل جبرتى الصحافة المصرية لما قدمه من تاريخ طويل حافل بالإنجازات الصحفية على مستوى الكتابة أو الإدارة أو على المستوى الأدبى من خلال كتبه العظيمة التى تملأ المكتبات فى كل مكان وعلى مدار ما يقرب من خمسة عقود متتالية أدام الله عليه نعمة الصحة والعافية وطول العمر ليظل دائما وأبدًا منارة الصحافة المصرية.

حفظ الله مصر شعبًا وقائدًا..