الأحد 16 يونيو 2024
رئيس مجلس الإدارة
هبة صادق
رئيس التحرير
أيمن عبد المجيد

23 مليون شخص متضرر والطقس العدو اللدود

العالم ينتفض لدعم ضحايا زلزال تركيا وسوريا

فى كارثة لا يمكن وصفها، استيقظت تركيا وسوريا، فجر أمس الأول الإثنين، على زلزال مدمر ضرب 10 ولايات تركية، وعدداً من المحافظات فى الشمال السوري، بقوة 7.9على مقياس ريختر، مخلفاً دماراً واسعاً فى البنية التحتية وسقوط مئات القتلى والجرحى، بينما لا تزال مئات الأسر تحت الأنقاض.



وفيما تصارع فرق الإنقاذ، الأمطار الغزيرة والثلج، أثناء سباقها مع الزمن، من أجل العثور على ناجين تحت ركام الأبنية المهدمة، أرسلت دول عديدة من جميع أنحاء العالم، دعماً للمساعدة فى جهود الإنقاذ، بما فى ذلك فرق متخصصة، وكلاب مدربة على تحديد أماكن الناجين، وغير ذلك من المعدات، لمساعدة تركيا وسوريا فى التغلب على كارثة الزلزال المدمر.

وفى أحدث حصيلة لضحايا الزلزال، أعلنت السلطات فى تركيا، أمس الثلاثاء،  أن عدد القتلى فى البلاد  ارتفع إلى 3381 شخصاً كما أصيب 20426 شخصاً، كما  ارتفع عدد ضحايا الزلزال فى سوريا إلى أكثر من 1500 قتيل، وإصابة الآلاف، فى حين فى حين توقع خبراء أن تستمر الهزات الارتدادية لمدة شهر بعد الزلزال الرئيسى الذى حرك بقوته الطبقات فى مناطق نشطة ليسهل حدوث زلازل أخرى.

وتعتبر الزلازل من الظواهر البيئية التى تخلف دماراً واسعاً، ويزيد الأمر دماراً إذا ما تسبب الزلزال فى حدوث موجات مد مرتفعة داخل البحار والمحيطات (تسونامي)، ما تتبعه فيضانات تبتلع بدورها أعدادا هائلة من البشر والمبانى والمحاصيل الزراعية.

الجدير بالذكر، أن تركيا تقع فى منطقة تشهد نشاطاً زلزالياً هو من بين الأعلى فى العالم، إذ تتموضع على خط صدع عميق.

 

أعلنت منظمة الصحة العالمية، أمس، إن عدد المتضرّرين بالزلزال المدمّر الذى أودى بحياة الآلاف فى تركيا وسوريا، قد يصل إلى 23 مليونا.

وأوضحت المسئولة فى منظمة الصحة العالمية، أديلهايد مارشانج، أمام اللجنة التنفيذية للوكالة التابعة للأمم المتحدة: «تظهر خريطة الأحداث أن عدد الذين يحتمل أن يكونوا تأثروا (بالزلزال) يبلغ 23 مليونا، بينهم نحو 5 ملايين فى وضع ضعف».

وأضافت: «تدرك منظمة الصحة العالمية قدرة تركيا القوية على الاستجابة وتعتبر أن الاحتياجات الرئيسية التى لم تُلبَّ قد تكون فى سوريا على المدى القريب والمتوسط». وتسبب الزلزال، الذى تبعته عدة هزات ارتدادية قوية، بمقتل أكثر من 5 آلاف شخص فى تركيا وسوريا وبإصابة وتشريد الآلاف فى ظلّ برد قارس، لكن الحصيلة لا تزال أولية.

وتابعت مارشانج: «إيصال المساعدات عبر الحدود إلى شمال غرب سوريا من المرجح أن يواجه صعوبات بسبب الأضرار التى سببها الزلزال. وهذا بحد ذاته يمثل أزمة كبيرة بالفعل». ودعا المدير العام لمنظمة الصحة العالمية تيدروس أدهانوم جيبريسوس الذى وقف إلى جانبها، أولا إلى التزام دقيقة صمت حدادا على ضحايا الزلزال.

ثمّ قال: «سنعمل فى تعاون وثيق مع جميع الشركاء لدعم السلطات فى تركيا وسوريا فى الساعات والأيام الحاسمة المقبلة، وكذلك فى الأشهر والسنوات المقبلة، على طريق تعافى البلدين فيما يعيدان البناء».

وأعلن إرسال «ثلاث طائرات إلى البلدين» حاملة معدات طبية بما فيها معدات لإجراء جراحات.

وأضاف: «نقوم بحشد معدات الطوارئ وقمنا بتفعيل شبكة منظمة الصحة العالمية للفرق الطبية الطارئة لتوفير الرعاية الصحية الأساسية للجرحى وللأكثر ضعفًا».

ولفت إلى أن المنظمة تمسح الأضرار لكى تتمكن من تحديد الأماكن التى يجب أن تركّز فيها معظم طاقاتها.

وتابع: «إنه الآن سباق مع الزمن. مع مرور كل دقيقة وكل ساعة، تقل فرص العثور على ناجين أحياء»، مضيفا أنه «قلق خصوصا بشأن المناطق التى ليس لدينا معلومات عنها بعد».

وشدد على أن «الهزات الارتدادية وظروف الشتاء القاسية والأضرار التى لحقت بالطرق والكهرباء والاتصالات والبنى التحتية الأخرى لا تزال تعرقل الوصول وعمليات البحث والإنقاذ الأخرى».