الإثنين 21 أكتوبر 2024
رئيس مجلس الإدارة
هبة صادق
رئيس التحرير
أيمن عبد المجيد

صحن المينائى وقدر الفيوم وبلاطة ابن التوريزى

كنوز الخزف الأثرى شاهدة على براعة فنان وعظمة حضارة وروعة تاريخ

من أبرز مميزات الفن الذى ترعرع فى كنف الحضارة الإسلامية أنه ازدهر وتمدد على مختلف أنواع المواد، وهو ما جعلنا نقف منبهرين أمام كنوز الآثار الإسلامية من زجاج وورق وأخشاب وبالطبع الخزف، وهو من أبرز روائع الآثار التى يمكننا رؤيتها فى أماكن أثرية كثيرة على رأسها المتحف الإسلامى بالقاهرة، والذى يقتنى كنوزا كثيرة من الخزف بمختلف أنواعه وأماكن صناعته.



 طبق البريق المعدنى

من أبرز هذه الكنوز طبق من الخزف ذى البريق المعدنى باسم القائد غبن «مصر – العصر الفاطمى.. القرن 5هـ/ 11م»، ويعتبر أكبر الأطباق الخزفية فى الفنون الإسلامية، حيث تزينه زخارف نباتية محورة وكتابات كوفية على الحافة من الداخل، وصاحبه كان أحد قادة الخليفة الحاكم بأمر الله.

 كنوز أزنيق وچناق

وهناك أيضًا صحن من الخزف صناعة مدينة أزنيق «القرن 10هـ/ 16م»،حيث تنوعت المنتجات الخزفية العثمانية ما بين الأطباق والسلطانيات والأباريق والأكواب والقنينات والمزهريات والزمزميات وبيض المشكاوات،وقد بلغ الخزف العثمانى درجة عالية من الدقة والإتقان، ولاقت رواجًا كبيرًا فى الأسواق الأوروبية.

كذلك مجموعة رائعة تنسب لمدن تركية مختلفة منها أزنيق وكوتاهيه وچناق قلعة، وقد زُخرفت بالألوان المتعددة على أرضية بيضاء تحت الطلاء الزجاجى الشفاف، وزخارفها رسوم أزهار اللآله والقرنفل، والورقة الرمحية المسننة ذات التعريشات، حيث لعبت الزخارف النباتية دورًا مهمًا فى الفنون العثمانية.

 صحن الخزف المينائى

ومن أروع الكنوز أيضًا صحن من الخزف المينائى «إيران..القرن 6-7هـ/12-13م»، والخزف المينائى هو الخزف ذى الألوان المتعددة تحت الطلاء الزجاجى الشفاف،ويسمى فى اللغة الفارسية»هفت رنگ»وتعنى الألوان السبعة،ويعد من أشهر أنواع الخزف الذى أنتجته العديد من المدن الإيرانية، وقد تميز بتعدد موضوعاته الزخرفية والتصويرية المستوحاة من القصص الأدبية الإيرانية، مثل قصة الأميرات السبع بهرام گور وأزده،بجانب تصاوير لأمراء وأميرات بين رجال الحاشية ونسائها، أو رسوم صيد وقتال وطرب كما تميز هذا النوع بوجود رسوم لحيوانات مثل رسوم الجمال والأسماك وغيرها، بالإضافة إلى أشكال خرافية قوامها شكل جسم أسد ورأس آدمى، وزينت حواف الأطباق أحيانًا بشريط من الكتابات يشير إلى الموضوع الزخرفى المنفذ على التحفة،ولم يغفل الفنان كذلك فى زخرفة هذا النوع عن تنفيذ الرسوم النباتية المتنوعة فجاءت بأسلوب يتميز بالدقة والإتقان.

قِدْر الفيوم الفاطمي

وهناك قدر من الخزف المعروف باسم خزف الفيوم «مصر-العصر الفاطمى..القرن 4-5هـ / 10- 11م»، وقد زُخرف القدر بزخارف نباتية وهندسية وكتابية منها عبارة»بركة كاملة»،وتميز هذا النوع من الخزف بتنوع ألوانه ومنها الأخضر والأزرق والأصفر والبنى.

بلاطة ابن التوريزى

 ومن الفنون المملوكية بلاطة من الخزف تحمل اسم الصانع غيبى بن التوريزى «مصر - العصر المملوكى.. القرن 8هـ/ 14م»، حيث تعد هذه البلاطة واحدة من أشهر البلاطات الخزفية المملوكية، وتحمل اسم الخزاف ابن غيبى التوريزى بالخط الكوفى المربع فى الأركان الأربعة للبلاطة، وتبرهن كتابات هذه التحفة على مدى براعة الفنان فى استخدام الخط كعنصر زخرفى أساسى،ونجاحه فى تطويع الخط كأحد الملامح المميزة للفن الإسلامى.