الأربعاء 22 مايو 2024
رئيس مجلس الإدارة
هبة صادق
رئيس التحرير
أيمن عبد المجيد

الاحتفال بـ «دخول المسيح أرض مصر» فى كنيستى « العذراء» و«أبى سرجة»

احتفلت الكنيسة بعيد دخول العائلة المقدسة إلى مصر، حيث ترأس البابا تواضروس الثانى، بابا الإسكندرية وبطريرك الكرازة المرقسية، صباح أمس الخميس القداس من كنيسة السيدة العذراء بالمعادى، ومساء أمس الأول شهد احتفالية عيد دخول السيد المسيح أرض مصر بكنيسة القديسين سرجيوس وواخس «أبى سرجة» بمصر القديمة التى تعد أحد الأماكن التى زارتها ومكثت بها العائلة المقدسة لدى زيارتها لمصر.



وعقد قداسة البابا مؤتمرًا صحفيًا قبل بدء الاحتفالية قال فيه إن هذا العيد عيد مصرى خالص نحتفل به منذ القرن الرابع الميلادي، بينما الحدث نفسه (مجيء العائلة المقدسة) جرى فى القرن الأول. 

وأشار إلى أن الكنائس القبطية فى الخارج تحتفل فى هذا العيد باليوم القبطى العالمى «GLOBAL COPTIC DAY» حيث يتم خلاله بالتعريف بمصر وتاريخها وهويتها وزيارة السيد المسيح لها وهى الميزة التى تميزها حيث تعد مصر البلد ا الوحيد التى زارها. وثمن قداسته جهود القيادة السياسية وكل أركان الدولة المصرية فى إعادة إحياء مسار العائلة المقدسة.

وتوجه قداسة البابا يرافقه وزير الشباب والرياضة الدكتور أشرف صبحى والسفير سها جندى وزيرة الدولة للهجرة وشئون المصريين بالخارج ومحافظ القاهرة اللواء خالد عبدالعال إلى داخل الكنيسة لبدء الاحتفال.

وصلى قداسته صلاة عشية العيد وشاركه عدد من الآباء المطارنة والأساقفة ووكيل البطريركية بالقاهرة القمص سرجيوس ، وعدد من الآباء الكهنة والشعب.

وألقى قداسة البابا كلمة أشار خلالها إلى أن هذا العيد هو عيد مصرى صميم، وتحتفل به الكنيسة القبطية منذ القرن الأول الميلادى خاصة فى المواقع الأثرية، والتى وُجدت فيها الحياة والعبادة قبل أن يُكتشف العالم الجديد، مما يوضح الأصالة التى تتمتع بها مصر.

وألمح إلى ثلاثة جوانب لمسار العائلة المقدسة فى مصر، وهى الجانب التاريخى حسب التاريخ فى العهد الجديد فى الكتاب المقدس أن السيد المسيح وُلد فى أورشليم فى بيت لحم، وظهر الملاك للقديس يوسف النجار الحارس لأمنا العذراء مريم وأخبره أن يذهب إلى مصر، واختار هذا البلد لأنه الملجأ الأمين، لذلك نقول أن السيد المسيح هو أول لاجئ لمصر. 

ومن العهد القديم قبل ولادة السيد المسيح بـ ٧٠٠ أو ٨٠٠ سنة جاءت نبوءة «فِى ذلِكَ الْيَوْمِ يَكُونُ مَذْبَحٌ لِلرَّبِّ فِى وَسَطِ أَرْضِ مِصْرَ» (إش ١٩: ١٩)، وهذا هو ما كان، والمذبح المُدشّن بيد المسيح نفسه يوجد فى دير المحرق بأسيوط، كما ذُكرت مصر والمصريين حوالى ٧٠٠ مرة فى الكتاب المقدس بعهديه.

وأضاف: الجانب الروحى لهذه الزيارة لها بركتها على أرض مصر ونشعر بها، وهذه البركة هى بركة حياتية، لأن السيد المسيح مكث بمصر ثلاث سنوات وستة أشهر وعشرة أيام، وتحركت العائلة المقدسة بمصر شرقًا وغربًا وشمالًا وجنوبًا، وأيضًا برًّا ونهرًّا، فكانت البركة للأرض ومياه النيل. 

واستطرد: وجانب البركة (الروحى) هو جانب بركة لنا جميعًا، واختيار السيد المسيح لمصر خاصة عن دون دول العالم لكى يمكث بها هذه الفترة هو امتياز وانفراد ليس له مثيل فى العالم، وهذه المواقع التى تعود للقرن الأول والرابع الميلادى هى للبركة والقوة الروحية، فالله يسكب فى داخلنا قوة خاصة هى قوة الحياة، مما يجعل مصر بدءًا من الفراعنة والعصور المسيحية والإسلامية فهذا الامتداد يجعل من مصر ممسوحة بغطاء روحي، فيُعطى الإنسان قوة روحية مهمة لحياته وأن يشعر بيد الله التى تعمل ويشعر وكأن مصر معبد كبير.

وقال: الجانب السياحى (الاقتصادى) هذا المسار هو نعمة خاصة وهدية منفردة أعطاها الله لمصر، واهتمام الدولة بالقيادة السياسية والحكومة المصرية والهيئات بدأ منذ عدة سنوات لمحطات الزيارة الـ ٢٥ من سيناء إلى الصعيد، فصار هذا المسار جاذبًا للسياحة لأنه موضع غير موجود بمكان آخر، وهو موضع له قيمة روحية وتاريخ كتابي، ولأن كنائسنا القبطية انتشرت فى العالم فوضعنا تسمية جديدة لهذا العيد تصلح للاستخدام العالمى وهى GLOBAL COPTIC DAY «اليوم القبطى العالمى». 

وطالب قداسته أن يكون للمسار مكانة فى مدارسنا، وأن يكون يوم ١ يونيو، يوم تحتفل فيه مصر لأنه يُعتبر عيدًا قوميًّا، ويلزم التوعية والثقافة بأهمية هذا الجزء من تراثنا المصرى أن يكون حاضرًا فى الأذهان، لأن هذا المسار يهم مصر كدولة وإذا أُتيحت الفرصة لكثيرين أن يأتوا إلى مصر ووجدوا استعدادًا للترحيب بهم وبرامج سياحية متعددة سوف يتدفق الملايين من السائحين على مصر، وإذا نجحنا فى وضع حملة توعية مستمرة سيعلم العالم مقدار هذا المسار تاريخيًّا وجغرافيًّا وروحيًّا سياسيًّا وأيضًا اقتصاديًّا. 

هذا الاحتفال قوى نحتفل فيه بمناسبة تملؤنا فخرًا وتعطينا قوة وتباركنا بكل نعمة روحية.