السبت 19 أكتوبر 2024
رئيس مجلس الإدارة
هبة صادق
رئيس التحرير
أيمن عبد المجيد

الصراع يشتد

أوكرانيا تبدأ هجومها المضاد وروسيا تفتح مخازن السلاح

أعلنت وزارة الدفاع الروسية أن قواتها تصدّت لخمس هجمات أوكرانية فى محور باخموت بالجبهة الشرقية، بينما الجبهة الجنوبية أحبطت موسكو الهجوم السابع لكييف فى محيط زابوريجيا وخيرسون.



التطوّرات الميدانية تزامنت مع الإعلان الرسمى للرئيس الأوكرانى، فولوديمير زيلينسكي، بأن الهجوم المضاد والعمليات الدفاعية بدأت بالفعل.

وبالتزامن مع إعلان الرئيس الأوكرانى بدء الهجوم المضاد فعليا، أجرى وزير الدفاع الروسي، سيرجى شويجو، زيارة لتفقد ترسانات وقواعد التخزين بالمنطقة العسكرية الغربية، وفحص تجهيز المعدات والأسلحة لشحنها إلى منطقة العمليات العسكرية. وحث وزير الدفاع على تقليص وقت استلام المعدات من الشركات وتجهيزها بأسرع وقت ممكن لشحنها إلى وحدات القوات المسلحة الروسية.

وقال ضابط البنتاجون السابق، ستيفن بريان، إن الرئيس الأوكرانى تلقى أنباء غير سارة عن الخسائر الفادحة وإخفاقات قواته خلال محاولاتها الهجوم على زاباروجيه. وقال بريان على منصة Substack، «إن زيلينسكي، الذى زار إقليم خيرسون الخاضع لسيطرة كييف، تلقى حينها أنباء غير سارة عن الخسائر الفادحة وإخفاقات القوات الأوكرانية فى محاولاتها للهجوم على منطقة زاباروجيه».

وأضاف «تمكنت القوات الروسية من تدمير العديد من الدبابات الأوكرانية، بما فى ذلك دبابات AMX-10 المزودة بعجلات فرنسية ودبابات ليوبارد التى نقلتها ألمانيا إلى أوكرانيا. كما دمرت أيضا رادار Hensoldt TRML-4D AESA المهم، وهو جزء من Iris - نظام الدفاع الجوى الذى تم نشره فى منطقة الحرب لدعم القوات الأوكرانية».

كما أشار الصحفى إلى أن «الفريق الأفضل فى القوات المسلحة الأوكرانية، اللواء الميكانيكى السابع والأربعين، تم تدريبه فى دول الناتو، ومجهز بمعدات وتقنيات حديثة، بما فى ذلك عربات قتال المشاة الأمريكية برادلي، مدعومة بكمية هائلة من المدفعية، بما فى ذلك HIMARS MLRS، فشل فى الهجوم».

وأضاف بريان «ليس من الواضح حجم الضرر الذى لحق بهذا اللواء، لكن الوحدات الأخرى كانت منهكة لدرجة أن بعض الكتائب رفضت القتال.. فى الوقت نفسه، لا يزال لدى القوات المسلحة الأوكرانية احتياطيات كبيرة يمكن أن تجلبها كييف إلى ساحات القتال، لكن بالمقابل تمتلك روسيا أيضا قوات احتياط ضخمة».

صرح مسؤولو الولايات المتحدة والاتحاد الأوروبي، أنه من غير الواضح ما الذى سيعتبرونه «نجاحا» للهجوم الأوكرانى المضاد، لكنهم اعترفوا بأن إخراج القوات الروسية من الأراضى أمر غير مرجح.

وكما تشير صحيفة «نيويورك تايمز»، تعتقد الولايات المتحدة وأوروبا أن الهجوم المضاد قد يصبح نقطة تحول فى النزاع، و»يعتمد الكثير على النتيجة».

وفى الوقت نفسه، تقول الصحيفة: «ليس هناك شك فى أن الخطوة العسكرية الجديدة ستؤثر على المناقشات حول الدعم المستقبلى لأوكرانيا، وكذلك النقاش حول كيفية ضمان مستقبلها».

ووفقا لـ «نيويورك تايمز»، لا يزال من غير الواضح ما الذى ستعتبره الولايات المتحدة وأوروبا وأوكرانيا هجوما مضادا «ناجحا». فى السر، يعترف ممثلو الولايات المتحدة والاتحاد الأوروبى بأن «إخراج جميع القوات الروسية.. غير مرجح». وبحسب الصحيفة، فإن عودة القوات الأوكرانية والاحتفاظ بها داخل الحدود حتى 24 فبراير 2022، والإضراب الذى يجعل المرء يفكر فى مستقبل العملية الخاصة يمكن اعتباره «نجاحا».

وصرح الرئيس الروسى فلاديمير بوتين، يوم الجمعة، بأن القوات الأوكرانية تكبدت خسائر فادحة خلال هجومها المضاد، وهذه مأساة تتحمل سلطات كييف المسؤولية الكاملة عنها.

وأكدت وزارة الدفاع الروسية، أن القوات الأوكرانية تقوم بمحاولات هجومية فاشلة منذ 4 يونيو، وتكبدت خسائر فى الأشخاص والمعدات.

وفى 6 يونيو، قال وزير الدفاع الروسى سيرغى شويغو، إن القوات الروسية صدت خلال ثلاثة أيام كل محاولات «الهجوم الذى طال انتظاره» للقوات الأوكرانية، فى حين بلغت خسائر الجانب الأوكرانى 3715 شخصا، و259 عربة مدرعة، 134 مركبة و48 قطعة مدفعية ميدانية وأكثر من 50 طائرة مسيّرة.

من جهته، ناشد الرئيس الأوكرانى، فلاديمير زيلينسكي، وزيرة التغير المناخى والبيئة الإماراتية، مريم المهيري، التى تزور كييف حاليا، لدعم «صيغة السلام» التى تروج لها كييف. وقال زيلينسكى خلال لقائه مع الوزيرة الإماراتية، «نحن مهتمون بدعم بلدكم صيغتنا للسلام».

وأضاف زيلينسكى فى بيان، أن القضايا البيئية كانت موضوعا آخر للمفاوضات، وشكر الإمارات على استعدادها لتقديم المساعدة إلى كييف.

ولفتت السلطات الأوكرانية مرارا وتكرارا إلى «صيغة السلام» التى أعدتها، لكنها بالمقابل رفضت مقترحات الأطراف الثالثة للسلام. حيث قال زيلينسكى تعليقا على مبادرات الفاتيكان للتسوية، إن بلاده لا تحتاج إلى وسطاء.

أما من جانب موسكو، اعتبرت المتحدثة باسم الخارجية الروسية، ماريا زاخاروفا، أن ما يسمى بخطة زيلينسكى للسلام هى «دليل أمريكى آخر لإثارة الصراع فى أوروبا»، كما أشار المتحدث باسم الكرملين، دميترى بيسكوف، إلى أن تصريحات زيلينسكى حول تسوية سلمية لا تأخذ فى الاعتبار الحقائق القائمة.