المنيا «تكتوى» بنار «الإرهاب».. والأهالى يدفعون «الفاتورة»
روزاليوسف اليومية
المنيا - علا الحينى
اكتوت المنيا منذ تسعينيات القرن الماضى بالارهاب الأسود الذى اغتال براءة الأطفال ورمل الكثير من النساء ووضع المحافظة فى بؤرة سوداء أمنياً لسنوات طويلة غابت عنها السياحة رغم امتلاكها أكثر من ثلث آثار مصر، وما مرت السنين والسنين حتى عاد التطرف وارهاب يطل على المحافظة بحوادث ارهابية راح ضحيتها الكثيرون وترك العديد من المبانى كالحطام بعد ثورة 30 يونية.
وتعد المنيا معقلاً لتيارات الإسلام السياسى نظراً لتفشى الامية والفقر والبطالة بين أبناء المحافظة إضافة أن 80% من تعداد سكان المحافظة يعيشون فى الريف ببساطته فى التفكير مما جعلها أرضاً خصبة لتيارات الاسلام السياسى التى استثمرت هذا الفقر والبطالة والامية فى نشر أفكارها المتطرفة بين شباب وأبناء تلك المحافظة.
كما أن المحافظة يقطن بها العديد من قيادات تيار الإسلام السياسى فقيادات الجماعة الإسلامية ومعظم مجلس شورى الجماعة من أبناء محافظة المنيا أمثال عاصم عبدالماجد وكرم زهدى وناجح إبراهيم وعصام دربالة وصفوت عبد الغنى ومحمد مختار الملقب بكشك الصعيد، وأسامة حافظ، كما أن المنيا هى معقل خالد الاسلامبولى قاتل الرئيس الراحل أنور السادات.
اضافة إلى الدكتور سعد الكتاتنى رئيس مجلس الشعب السابق وأمين حزب الحرية والعدالة كان يقيم بالمنيا رغم أنه من مواليد محافظة سوهاج، وأبو العلا ماضى وغيرهم وغيرهم من قيادات تيار الإسلام السياسى.
وفى نفس الوقت تجد أيضا أن المنيا بها نسبة كبيرة من الأقباط مما جعلها من أكثر المحافظات التى تشهد حوادث الفتنة الطائفية التى يلعب دوما بأوراقها تيار الإسلام السياسى.
ففى فترة التسعينات شهدت المنيا العديد من حوادث الإرهاب وارتبط اسم مركزى ملوى وديرمواس جنوب المحافظة بأغلب تلك الحوادث والتى شهدت العديد من المواجهات بين الشرطة والارهابين تركت فى الاذهان ماضياً حزينا لدى أهالى المحافظة وأبناء المركزين.
ولم يلبث الحال طويلاً حتى خرج قيادات تلك التيارات والمنتمين لها منذ ثورة يناير ليعيش أهالى المحافظة فى صراع معهم حتى ثورة 30 يونيو والتى خرجت المنيا لأول مرة بأعداد كبيرة لم يتوقعها أحد حتى أكثر المتفائلين حتى امتلأت الشوارع والميادين رفضاً لحكم الإخوان المسلمين الأمر الذى هز عرش الإخوان وأنصارهم من تيارات الإسلام السياسى ولم يتوقعوا كم هذا الغضب الشعبى من أهالى المنيا أحد المعاقل المهمة لهم فى صعيد مصر.
حتى جاء يوم الأربعاء الحزين ليطل الإرهاب بوجهه الأسود على المحافظة وأبنائها لتصبح أكثر محافظات مصر التى شهدت أحداثا ارهابية رداً على رفضهم حكم الاخوان واعتراضا على فض اعتصامى رابعة العدوية والنهضة، وكانت من أكثر ضحايا حوادث العنف بالمنيا هم رجال الشرطة والكنائس فقد استشهد فى احداث العنف 13 شخصا من رجال الشرطة بعد قيام ارهابين باقتحام واحراق 6 مراكز شرطية منها مراكز شرطة العدوة ومغاغة ومطاى وسمالوط وأبوقرقاص، ديرمواس واحراق كنائس مارى مينا والانجيلية الثالثة والأمير تادروس الشاطبى بالمنيا والانجليلية والكاثوليك بملوى، والعذراء والأنبا إبرام واٌصلاح ومبنى الخدمات بمطرانية ديرمواس، والانجلية بجاد السيد والانجلية ببنى مزار، والانجيلية بمنشأة بدينى بسمالوط كنائس واقتحام أكثر من 4 آخرين، ومنازل ومحلات الأقباط بالمحافظة وبعض المنتجعات والسفن السياحية والجمعيات الأهلية وملجأ للايتام تابع لجمعية قبطية مملكوين لأقباط، و4 محاكم ونيابات إضافة لأكثر من 9 مدارس منها مدارس الراهبات والقديس يوسف بالمنيا، والراهبات بملوى، و5 مدارس بمجمع تعليمى بملوى أيضا ومدرسة بمركز سمالوط وعدد من المبانى الحكومية كوحدات محلية وبعض السيارات الحكومية، والعديد من الممتلكات الخاصة أيضا التى شهدت عمليات ارهابية ممنهجة تبدأ بالسلب والنهب ثم إلقاء قنابل المولوتوف.
وتعتبر من أكثر المناطق التى شهد العديد من الحوادث الارهابية هى مراكز الجنوب وخاصة ملوى وديرمواس حيث يسيطر عليها قيادات الجماعة الإسلامية والتى لاتزال تشهد بعض أعمال العنف حتى الآن والتى قامت قوات الجيش بتكثيف تواجدها.
وفى سياق آخر قامت قوات الجيش بالمنيا أمس الاول بتعزيز تواجدها بقرية دلجا بديرمواس حيث أكد شهود عيان بالقرية أن القوات المسلحة قامت بالدفع بـ 6 مدرعات وطائرة استطلاع، لاستطلاع الحالة الأمنية بقرية دلجا بعد اشتباكات بين قوات الأمن ومسلحين من أنصار الرئيس المعزول.
وتهديدات لأقباط القرية بعد تعرض منازلهم وكنائس القرية لمحاولات الأحتراق وإشعال النيران بها.
حيث قامت قوات الجيش بالدفع بأربع مدرعات بالإضافة لمدرعتين متمركزتين بمدينة ملوى لمحل الاشتباكات، وطائرة كانت تحلق فى سماء القرية.
كانت اشتباكات قد وقعت بقرية دلجا التابعة لمركز ديرمواس جنوب محافظة المنيا بالاسلحة النارية بين قوات الشرطة والجيش وأنصار الرئيس المعزول.
وقال شهود عيان بالقرية إن 4 مدرعات للجيش اتجهت لقرية دلجا لتأمينها بسبب استمرار أنصار الرئيس المعزول فى تظاهراتهم واثارة البعض لأعمال شغب، وتم تبادل إطلاق النار اثناء محاولة بعض الأهالى منع القوات من دخول القرية وتمت السيطرة على الموقف.
ومن ناحية أخرى سلمت أجهزة الأمن بالمنيا صيدليتين 7 كراتين من الأدوية تبين أنهما مسروقان من صيدليات بعض الأقباط التى تم الهجوم عليها وسلبها ونهبهما يوم الأربعاء الدامى قام أنصار المعزول بإخفائها داخل مسجد بالمنيا.
كان اللواء عبد العزيز قورة مدير أمن المنيا قد تلقى إخطاراً من مأمور قسم شرطة المنيا بتلقيه بلاغاً من الشيخ سعد بدر أحمد 58 سنة إمام مسجدالخضرى المجاور لميدان بالأس بمدينة المنيا، يفيد بوجود 7 كراتين داخل المسجد غير معلومة المصدر وبعد فحصها تبين أنها تحتوى على أدوية وتوصلت التحريات إلى أن الكراتين تمت سرقتها من صيدليات الأقباط التى تعرضت لأعمال التخريب يوم الأربعاء الماضى وأن المسجد كان مقرا لاعتصام أنصار الرئيس المعزول.
وتعرف كل من الدكتور جون عدلى صاحب صيدلية الأمير والدكتورة سلوى فوزى صاحبة صيدلية الجامعة على الأدوية حيث تبين أنها من مسروقات الصيدليتين.