الثلاثاء 25 يونيو 2024
رئيس مجلس الإدارة
هبة صادق
رئيس التحرير
أيمن عبد المجيد

علماء الدين وقيادات مجتمعية يقدمون مبادرة لحل الأزمة السودانية

مع نهاية الهدنة، أمس الأربعاء، شهدت الأجواء فى السودان طلعات جوية للطيران الحربى فى أم درمان، كما اندلعت اشتباكات فى عدة مناطق فى الخرطوم بين طرفى الصراع، وفقًا لتقارير محلية وشهود عيان.



ووردت تقاريرعن اندلاع قتال فى المدن الثلاث بمنطقة العاصمة الأوسع على ضفتى نهر النيل، الخرطوم وبحرى وأم درمان.

وأفادت تقارير محلية باندلاع اشتباكات عنيفة فى منطقة المهندسين وحى الفتيحاب بأم درمان فى الخرطوم وكذلك باندلاع اشتباكات عنيفة فى مدينة الدلنج بولاية جنوب كردفان بين الجيش وقوات الحركة الشعبية بقيادة عبدالعزيز الحلو.

وقال شهود إنهم سمعوا أصوات طائرات الجيش أمس فى أجواء أم درمان، وكذلك دوى النيران المضادة للطائرات التى تطلقها قوات الدعم السريع ونيران مدفعية من قاعدة فى شمال أم درمان وأصوات اشتباكات على الأرض فى جنوب الخرطوم.

وبمثل ما حدث خلال أوقات وقف إطلاق نار سابقة، وردت تقارير عن انتهاكات من الجانبين. وقالت السعودية والولايات المتحدة إن «طرفى الصراع إذا لم يحترما وقف إطلاق النار، فسوف يبحث الوسيطان تأجيل محادثات جدة».

من ناحية أخرى، قال شهود إن المدنيين السودانيين الفارين من مدينة الجنينة فى دارفور يلقون حتفهم بأعداد متزايدة، أو يتعرضون لإطلاق النار، خلال محاولات الفرار سيرًا على الأقدام إلى تشاد، منذ منتصف الأسبوع الماضي.

وحاول عدد كبير طلب الحماية بالقرب من مقر للجيش فى الجنينة فى 14 يونيو، لكن هذه الحماية لم تُمنح لهم. 

ولم يتضح عدد الأشخاص الذين قتلوا فى الأيام القليلة الماضية أثناء المغادرة.

وقال أحد السكان لمنظمة أطباء بلا حدود من تشاد إن «سكان الجنينة اتخذوا قرارًا جماعيًا بالرحيل» وإن معظمهم فروا سيرًا على الأقدام صوب الشمال الشرقى من الجنينة، لكن كثيرين منهم قُتلوا على الطريق.

وجاء فى بيانات للأمم المتحدة أن الحرب التى اندلعت فى إبريل تسببت فى نزوح نحو 2.2 مليون شخص، معظمهم من العاصمة ومن دارفور التى عانت بالفعل من عقدين من الصراع والنزوح الجماعي.

وتشير البيانات إلى أن أكثر من 500 ألف عبروا الحدود إلى البلدان المجاورة، من بينهم أكثر من 115 ألفًا فروا من دارفور إلى تشاد.

وقال شهود إن الاضطرابات فى دارفور تصاعدت، مع احتدام الحرب فى العاصمة، واتخذت طابعًا عرقيًا على نحو أكثر وضوحًا حيث يستهدف المهاجمون السكان غير العرب مستدلين عليهم بلون بشرتهم.

وأثار العنف تحذيرات من تكرار الفظائع التى شهدتها دارفور بعد عام 2003.

وقالت الأمم المتحدة إن فظائع دار فور أودت بحياة أكثر من 300 ألف شخص وأدت إلى نزوح 2.5 مليون.

وقال سلطان سعد بحر الدين زعيم قبيلة المساليت، التى تشكل العدد الأكبر من سكان الجنينة، إن عمليات قتل منهجية وقعت فى الأيام الماضية.

وأضاف أن الجثث ملقاة على الطريق بين الجنينة ومدينة أدرى التشادية بأعداد كبيرة لا قبل لأحد بإحصائها، مشيرًا إلى الصعوبة البالغة لرحلة الفرار إلى تشاد.

ويعد التنافس على الأرض من دوافع الصراع فى دارفور منذ زمن بعيد. 

وقال عدد من الشهود من الجنينة، التى تشهد انقطاعًا للاتصالات على نطاق كبير منذ أسابيع، إن غير العرب من ذوى البشرة الداكنة يتعرضون للاستهداف لا سيما المساليت. من ناحية أخرى، وبعد يومين من النقاشات والمداولات، أطلقت مجموعة من علماء الدين والمفكرين المثقفين وقادة المجتمع والخبراء، رؤية شاملة للمساعدة فى حل أزمة السودان، وتدارك الأوضاع الأمنية المتفاقمة فى منطقة الساحل الإفريقي.

الإعلان عن هذه المبارة جاء فى ختام اللقاء التشاورى الإقليمي، الذى نظمه المؤتمر الإفريقى لتعزيز السلم، فى العاصمة الموريتانية نواكشوط، للبحث عن حلول للسلام فى السودان ومنطقة الساحل الإفريقى، بمساندة واسعة من منظمات وجهات دولية وإقليمية. وتعتمد رؤية السلام هذه على دور الفعاليات الشعبية والقيادات المجتمعية.

وتضمنت المبادرة التى جاءت فى البيان الختامي، تنظيم قوافل للسلام لقيادات من مختلف العرقيات والقبائل «ليكونوا رسل وئام وسلام فى المناطق التى تعانى من الحروب الأهلية والصراعات الدموية» حسب البيان.

وتقترح المبادرة وضع إطار لتنسيق جهود السلام ومبادرات المصالحة، وإنشاء لجنة دائمة للحوار.. وشهد اللقاء مشاركة عشرات الشخصيات من السودان ودول الساحل ودول جوار السودان، جمعهم هاجس الخوف من تفاقم الأوضاع الأمنية وانتشار تداعيات الصراع فى المنطقة برمتها.