الأحد 23 يونيو 2024
رئيس مجلس الإدارة
هبة صادق
رئيس التحرير
أيمن عبد المجيد

انقلاب النيجر.. مهلة إفريقية وتهديدات أوروبية

15 يومًا هى مهلة الاتحاد الإفريقى لجيش النيجر يعود خلالها، إلى ثكناته، فيما تستمر التهديدات الأوروبية لقادة الانقلاب، ما قد يقود نحو تعليق المساعدات المالية أو قطعها عن نيامى.



وطالب تكتل القارة السمراء جيش النيجر بـ«العودة إلى ثكناته وإعادة السلطات الدستورية» خلال 15 يومًا، وذلك على خلفية انقلاب بدأه الحرس الرئاسى وانضم إليه الجيش، وأطاح بالرئيس محمد بازوم.

وفى بيان، قال مجلس السلم والأمن الإفريقى، إنه «يطالب العسكريين بالعودة الفورية وغير المشروطة إلى ثكناتهم وإعادة السلطات الدستورية، خلال مهلة أقصاها 15 يومًا».

بالجهة المقابلة، يستمر الغضب الأوروبى من انقلاب النيجر، فبعد تهديد تكتل القارة العجوز بتعليق المساعدات للنيجر على خلفية انقلاب العسكريين، أكد أنه «لن يعترف بسلطات الانقلاب».

وفى بيان قال مسئول السياسة الخارجية فى الاتحاد الأوروبى جوزيب بوريل: إن الرئيس المخلوع محمد بازوم «انتُخب ديمقراطيًا ويبقى إذًا الرئيس الشرعى الوحيد فى النيجر»، داعيًا إلى «ضرورة أن يتمّ الإفراج عنه دون شروط ودون تأخير».

وبالإضافة إلى تعليق كلّ مساعدات الميزانية، سيعلّق الاتحاد الأوروبى «كلّ التعاون فى المجال الأمنى على الفور وإلى أجل غير مسمى»، وفق بوريل.

فيما أدان الاتحاد الأوروبى «بشدّة» الانقلاب العسكرى فى النيجر، وهدّد بوقف المساعدات المالية لهذا البلد الواقع فى منطقة الساحل.

وحذّر بوريل من أنّ «أىّ خرق للنظام الدستورى ستكون له عواقب على التعاون بين الاتحاد الأوروبى والنيجر، بما فى ذلك الوقف الفورى لكافة أشكال الدعم المالي»، معتبرًا أنّ الإطاحة بالرئيس محمد بازوم تشكل «مساسًا خطيرًا بالاستقرار والديمقراطية». وأضاف بوريل فى بيان، «نبقى على تنسيق وثيق مع رؤساء الدول» فى المجموعة الاقتصادية لدول غرب إفريقيا «إيكواس»، مكررًا «دعم الاتحاد الأوروبى لما تقوم به المنظمة وللجهود القائمة للسماح بعودة فورية إلى النظام الدستورى».

وبعد مالى وبوركينا فاسو، باتت النيجر حليفة الدول الغربية، البلد الثالث فى مجموعة دول الساحل الذى تشهد انقلابًا منذ العام 2020، وسط مخاوف من أن يوسع التداول القسرى للسلطة من ثغرات الإرهاب فى بلد تطوقه مخاطر داعش والقاعدة وبوكو حرام.

من جهته، رأس الرئيس الفرنسى إيمانويل ماكرون اجتماعًا دفاعيًا بشأن الانقلاب فى النيجر، وتنشر فرنسا  1500 جندى كانوا يتعاونون حتى الآن مع جيش هذا البلد. وقد يؤدى الانقلاب إلى إعادة النظر فى وضع الانتشار الفرنسى.

وتعد النيجر واحدة من آخر حلفاء باريس فى منطقة الساحل التى يجتاحها العنف الجهادي، بينما التَفَتت جارتاها مالى وبوركينا فاسو، بقيادة عسكريين انقلابيين، نحو شركاء آخرين بينهم روسيا.

وبعدما كانت النيجر تشكل قاعدة لعبور القوات إلى مالى من حيث انسحبت قوة برخان الفرنسية بطلب من المجلس العسكرى الحاكم فى باماكو فى العام 2022، أصبحت الدولة الإفريقية الوحيدة التى ما زالت تجمعها بفرنسا شراكة «قتالية» ضد الجهاديين. وندد ماكرون بـ«الانقلاب العسكرى (فى النيجر) بأكبر قدر من الحزم»، فيما أكدت وزارة الخارجية الفرنسية أن باريس «لا تعترف بالسلطات» المنبثقة عن الانقلاب الذى قاده الجنرال عبدالرحمن تياني.

وظهر الجنرال عبدالرحمن تشيانى قائد الحرس الرئاسى فى النيجر الذى يقف وراء الانقلاب الذى أطاح بالرئيس المنتخب محمد بازوم، على التليفزيون الرسمى باعتباره الرجل القوى الجديد فى البلاد.

وتلا بيانا بصفته «رئيس المجلس الوطنى لحماية الوطن»، أى المجلس العسكرى الذى أطاح بازوم، وبرر تشيانى الانقلاب بـ«تدهور الوضع الأمنى» فى بلاد تواجه أعمال عنف تقف وراءها جماعات جهادية.

وبدأ الجنرال، الذى يعرف أيضا باسم عمر تشياني، الانقلاب يوم الأربعاء، عندما ألقت وحدة الحرس الرئاسى التى يقودها القبض على زعيم البلاد.

 

لماذا النيجر؟

 

• النيجر هى رابع أكبر منتج لليورانيوم فى العالم.

•  فى 2021، زودت الاتحاد الأوروبى بما يقرب من 25%من إمدادات اليورانيوم، مما ساعد على إنتاج الكهرباء لملايين الأسر.

• بدأت الشركة النووية الفرنسية، تعدين احتياطيات اليورانيوم فى النيجر منذ عام 1970.

• فى مارس 2021، أغلقت النيجر مناجم كوميناك بالقرب من بلدة أرليت الشمالية، لكن تُرك السكان المحليين للعيش مع 20 مليون طن من المواد المشعة فى موقع المنجم، وفقا للجنة المستقلة للبحوث والمعلومات حول النشاط الإشعاعى ومقرها فرنسا.

• كان قرابة 35 % من اليورانيوم المستخدم فى المفاعلات الفرنسية عام 2020، يأتى من النيجر.

• أوضحت منظمة «آغير إنمان» غير الحكومية المحلية لحماية البيئة، أن تعدين اليورانيوم كان من المفترض أن يساعد فى مكافحة الفقر بالبلاد «لكن ما حدث هو أن مشاكلنا تفاقمت فقط».

• أقرت النيجر فى العام 2006 قانونًا بشأن المناجم لزيادة الضرائب على المعادن المستخرجة من 5.5 % إلى 12 % مع إلغاء عدد من الإعفاءات الضريبية.

• فى 2007، طالب الرئيس السابق مامودو تانجا بزيادة تصل إلى نسبة 40% فى سعر شراء اليورانيوم من قبل شركة «أريفا» الفرنسية.

• أما فى 2014 وبعد مفاوضات مطولة، تم التوقيع على اتفاق تحصل بموجبه النيجر على فوائد أفضل من خلال بناء منجم إيمورارين العملاق.

• على الرغم من ذلك، لم تستفد النيجر على مدار تاريخ كثير من ثراء تربتها، ففى 2020، لم تتجاوز مساهمتها فى الميزانية الوطنية 1.2 %.

• تعمل الوكالة الفرنسية للتنمية على زيادة استثماراتها فى النيجر من 100 مليون يورو إلى 150 مليون يورو كقروض ومنح.