الأربعاء 26 يونيو 2024
رئيس مجلس الإدارة
هبة صادق
رئيس التحرير
أيمن عبد المجيد

لأسباب فنية

تأجيل اجتماع «إيكواس» بشأن النيجر لأجل غير مسمى

أرجأت دول غرب إفريقيا اجتماعًا مهمًا كان مقررًا أمس فى العاصمة الغانية أكرا حول نشر قوة تدخل لإعادة الرئيس محمد بازوم الذى أطاحه انقلاب فى النيجر، حيث جمعت تظاهرة مؤيدة للعسكريين الانقلابيين الآلاف من أنصارهم.



وكان من المقرر أن يلتقى قادة أركان جيوش دول الجماعة الاقتصادية لدول غرب إفريقيا (إكواس) فى العاصمة الغانية أكرا أمس السبت من أجل تقديم المشورة لقادة المنظمة بشأن «أفضل الخيارات» فيما يتعلق بقرارهم تفعيل ونشر «قوتها الاحتياطية».

لكن بحسب مصادر عسكرية إقليمية، تم تأجيل الاجتماع «لأسباب فنية» من دون الكشف عن موعد جديد.

وكان آلاف من أنصار الانقلابيين فى النيجر تجمعوا قرب القاعدة العسكرية الفرنسية فى العاصمة نيامى.

وهتف المتظاهرون خلال التجمّع «فلتسقط فرنسا، فلتسقط إكواس»، وذلك غداة قمة «إكواس» التى انتهت بالموافقة على تدخّل عسكرى محتمل فى النيجر.

ورفع المتظاهرون أعلاماً روسية ونيجرية، مؤكّدين دعمهم للعسكريين الذى استولوا على السلطة، وخصوصاً قائدهم الجنرال عبد الرحمن تيانى.

ومنذ الانقلاب، يستهدف العسكريون فرنسا فى شكل خاص، متّهمين إياها بأنها كانت وراء قرار دول غرب إفريقيا تفعيل «قوة الاحتياط» لديها تمهيداً لنشرها فى النيجر لإعادة النظام الدستوري، من دون الكشف عن جدول زمنى محدد للتدخل.

وتنشر فرنسا فى النيجر نحو 1500 من جنودها بهدف دعم القوات المسلّحة النيجرية فى التصدّى للمجموعات الجهادية.

من جهتها، أعربت روسيا مجددا عن رفضها أى تدخل عسكرى فى النيجر «يمكن أن يؤدّى إلى مواجهة طويلة الأمد فى هذا البلد الإفريقى وإلى زعزعة حادّة للاستقرار فى منطقة الصحراء والساحل بأسرها».

ولم تعلن روسيا دعمها للانقلاب صراحة منذ بدايته فى النيجر، لكن الولايات المتحدة – التى تدعم جهود إعادة رئيس النيجر المخلوع محمد بازوم – تقول إن مجموعة المرتزقة فاغنر الروسية تستغل حالة عدم الاستقرار هناك.

ولكل من فرنسا والولايات المتحدة قواعد عسكرية فى النيجر، استخدمت فى شن عمليات ضد الجماعات الجهادية فى المنطقة.

وقال التكتل الإفريقى إنه لا يزال منفتحا على أى حل دبلوماسى للأزمة، لكن الرئيس النيجيرى بولا تينوبو قال الخميس إن «جميع الخيارات لاتزال مطروحة على الطاولة، بما فى ذلك استخدام القوة كملاذ أخير».

ولم تعلن الولايات المتحدة دعما صريحا للعمل العسكرى، لكنها دعت المجلس العسكرى فى النيجر إلى التنحى والسماح باستعادة الدستور الديمقراطى للبلاد.

ولم يرد المجلس العسكرى فى النيجر على التصريحات الأخيرة لقادة إيكواس.

فى غضون ذلك، تتزايد المخاوف حيال صحة وسلامة بازوم المحتجز منذ استيلاء الجيش على السلطة فى 26 يوليو.

وقال مفوض الأمم المتحدة لحقوق الإنسان فولكر تورك إنه تلقى تقارير موثوقة أفادت بأن ظروف الاحتجاز «يمكن أن ترقى إلى مرتبة المعاملة غير الإنسانية والمهينة».

وقالت منظمة هيومن رايتس ووتش الحقوقية إن بازوم أخبرهم هذا الأسبوع بأنه وأسرته يعاملون بطريقة «غير إنسانية وقاسية».

فى السياق نفسه، قال الناشط النيجيرى إنسا غاربا سيدو إن الطريقة الوحيدة لتجنب الصراع بين الجنود المتمردين الذين أطاحوا بالرئيس محمد بازوم فى النيجر ودول المنطقة التى تهدد بالغزو لإعادته إلى منصبه هى «الاعتراف بالنظام الجديد».

وقبل ما يقرب من 3 أسابيع، أطاح الجنود المتمردون بقيادة رئيس الحرس الرئاسى، الجنرال عبد الرحمن تشانى، بالرئيس المنتخب للبلد الواقع فى غرب إفريقيا، قائلين إنهم يستطيعون القيام بعمل أفضل لتأمين الأمة من العنف المتزايد المرتبط بتنظيم القاعدة وتنظيم داعش الإرهابى.

وهددت المجموعة الاقتصادية لدول غرب إفريقيا «إيكواس» باستخدام القوة العسكرية إذا لم يتم إطلاق سراح الرئيس محمد بازوم، الذى تولى منصبه قبل عامين، وإعادته إلى منصبه، ومع ذلك، رفض المجلس العسكرى تحذيراته ورفض معظم محاولات الحوار.

وقالت «إيكواس» إنها أمرت «قوة احتياطية» باستعادة النظام الدستورى فى النيجر بعد انتهاء مهلة الأحد المحددة لإعادة الرئيس المخلوع محمد بازوم.

ومن غير الواضح متى أو أين سيتم نشر القوة، لكن محللين يقولون إنها قد تضم ما يصل إلى 5000 جندى من دول من بينها نيجيريا وبنين وكوت ديفوار والسنغال.