الأحد 16 يونيو 2024
رئيس مجلس الإدارة
هبة صادق
رئيس التحرير
أيمن عبد المجيد

إعصار «دانيال» يحول «درنة» الليبية إلى منطقة منكوبة

أصبحت الأوضاع كارثية بكل المقاييس جراء ما خلفه إعصار «دانيال» وراءه فى ليبيا، حيث أعلن وزير الصحة الليبى فى الحكومة المكلفة من البرلمان، عثمان عبد الجليل، مقتل 3 آلاف شخص بسبب ​العاصفة​ «دانيال»، متوقعاً ارتفاع العدد إلى 10 آلاف.



توقعات بفقدان 100 ألف شخص

وقال عبد الجليل فى مقابلة مع قناة «المسار» الليبية: إن «عدد المفقودين بالآلاف، ومن المتوقع أن يصل عدد المفقودين إلى نحو 100 ألف شخص»، مؤكداً أن «الأوضاع فى مدينة درنة تزداد مأساوية، ولا توجد إحصائيات نهائية لأعداد الضحايا»، وأشار إلى «تعذر الوصول إلى الكثير من الأحياء»، مطالباً «الدول الصديقة بالمساعدة فى إنقاذ ما تبقى من درنة فى مناطق الجبل».

ومن جانبه، قال وزير فى حكومة شرق ليبيا، أمس إنه تم انتشال أكثر من ألف جثة فى مدينة درنة التى اجتاحتها السيول، وإنه من غير الممكن إحصاء العدد الكلى للقتلى فى الوقت الراهن لكن العدد كبير للغاية.

وقال وزير الطيران المدنى وعضو لجنة الطوارئ هشام شكيوات، عبر الهاتف: «عُدت من هناك (درنة).. الأمر كارثى للغاية.. الجثث ملقاة فى كل مكان فى البحر، فى الأودية، تحت المباني».

وتابع «ليس لدى عدد إجمالى للقتلى لكن هو كبير جداً.. عدد الجثث المنتشلة فى درنة تجاوز الألف.. لا أبالغ عندما أقول إن 25 % من المدينة اختفى.. العديد من المبانى انهارت».

مناطق منكوبة

من جهته، قال رئيس الحكومة الليبية المكلفة من البرلمان أسامة حماد، إن أحياء كاملة فى مدينة درنة تضم آلاف الموطنين اختفت داخل البحر، مشيرًا إلى أن الحكومة أعلنت المدينة منطقة منكوبة وفرضت حظر التجوال وحالة الطوارئ فى شرق ليبيا، لمدة يومين، بسبب الإعصار والسيول التى تجتاح المنطقة.

وأشارت تقارير إلى أن الأمطار الغزيرة، المصاحبة للعاصفة دانيال، خلفت مئات القتلى الذين لقوا حتفهم جراء السيول، فيما لايزال العشرات فى عداد المفقودين وبجانب ذلك شردت مئات آخرين.

وغمرت السيول المفاجئة مناطق بأسرها، حتى باتت درنة منطقة منكوبة وهى مدينة يقطنها نحو 200 ألف نسمة وتقع على وادى يحملها اسمها.

وجرفت مياه الأمطار الغزيرة والفيضانات سكان مدن البيضاء وسوسة والمرج، وطبرق وكل مدن وقرى الجبل الأخضر والساحل الشرقي، وصولًا إلى بنغازي.

وبلغت كمية التساقطات المطرية المسجلة 400 مليمتر فى مناطق الجبل الأخضر وهى كمية لم تسجلها المنطقة منذ أكثر من 4 عقود.

وعلى أثر الكارثة الطبيعية اتخذت حكومة الوحدة الوطنية، خلال اجتماع طارئ، جملة إجراءات من بينها، إعلان الحداد لثلاثة أيام وتنكيس الأعلام ودعت إلى ضرورة التغاضى عن الخلافات السياسية ووجهت بتحويل أموال لكافة البلديات المتضررة من السيول شرق البلاد.

من جانبها طالبت الحكومة المكلفة من البرلمان برئاسة أسامة حمّاد الجهات المعنية باتخاذ التدابير والإجراءات الاستثنائية اللازمة للتعامل مع الكارثة، كما قررت تعليق الدراسة إلى الخميس مع تحويل مدارس بنغازى إلى مراكز إيواء.

مناشدات إغاثية 

وناشد الأمين العام لمنظمة التعاون الإسلامى، حسين إبراهيم طه، الدول الأعضاء بالمنظمة، ومؤسساتها الإنسانية ذات الصلة، وجميع الشركاء الدوليين تقديم المساعدة الإنسانية العاجلة لليبيا، والإسهام فى جهود الإنقاذ التى تقوم بها السلطات الليبية عقب الإعصار القوى غير المسبوق، الذى أصاب عدة مدن وخلف آلاف الضحايا والمصابين والمفقودين وخسائر فادحة فى الممتلكات، جراء والسيول والفيضانات العارمة التى غمرت أرجاء من البلاد.

وأشاد الأمين العام، فى بيان نشرت المنظمة على موقعه الإلكتروني، أمس الثلاثاء، بـ «الجهود التى تبذلها السلطات الليبية، لاحتواء هذه الكارثة وإنقاذ السكان المتضررين وتقديم الدعم لهم والحد من تأثير الإعصار، مجدداً مواساته للشعب الليبى وتضامنه مع أسر الضحايا والمفقودين.

ومن جهتها، أعربت وزارة الخارجية السعودية عن تعازى وتضامن المملكة مع ليبيا وشعبها فى ضحايا الفيضانات التى وقعت فى مدينة درنة الليبية.

وعبرت الوزارة فى بيان أوردته وكالة الأنباء السعودية (واس)، أمس، عن تعازيها لأسر وأقارب المتوفين، وخالص تمنياتها بالنجاة للمفقودين، وبالشفاء العاجل للمصابين.

وضرب إعصار متوسطى أطلق عليه اسم «دانيال»، الأحد الماضي، شرق ليبيا لا سيما بلدة الجبل الأخضر الساحلية، إضافة إلى بنغازى حيث تم إعلان حظر تجوال وإغلاق للمدارس لأيام.