الخميس 30 مايو 2024
رئيس مجلس الإدارة
هبة صادق
رئيس التحرير
أيمن عبد المجيد

إسرائيل تدخل مرحلة جديدة من الحرب فى غزة

شنت القوات الإسرائيلية عمليات برية ضد حركة حماس فى غزة، أمس الأحد، فيما وصفها رئيس الوزراء الإسرائيلى بنيامين نتنياهو بالمرحلة الثانية من الحرب المستمرة منذ 3 أسابيع.



وواجه سكان غزة المحاصرون انقطاعا شبه كامل للاتصالات والإنترنت مع قيام الطائرات الحربية الإسرائيلية بإلقاء قنابل ودخول قواتها ومدرعاتها إلى القطاع الذى تحكمه حماس، مع إشارة قادة الجيش الإسرائيلى إلى أنهم يستعدون لهجوم برى موسع.

حملة طويلة وصعبة

وفى حديثه فى مؤتمر صحفى فى تل أبيب أمس الأول، نبه نتنياهو الإسرائيليين إلى توقع حملة «طويلة وصعبة»، لكنه لم يصل إلى حد وصف التوغلات الحالية بأنها اجتياح. وقال مسؤولون أمريكيون إن بعض مساعدى الرئيس الأمريكى جو بايدن نصحوا نظراءهم الإسرائيليين بتأجيل شن هجوم فورى شامل.

ومع أن العمليات البرية الأولية تبدو محدودة فى الوقت الحالي، تعهد نتنياهو بعدم ادخار أى جهد لتحرير أكثر من 200 رهينة، منهم أمريكيون وأجانب آخرون، تحتجزهم حماس.

وقال نتنياهو للصحفيين «هذه هى المرحلة الثانية من الحرب التى أهدافها واضحة وهى تدمير قدرات حماس الحاكمة والعسكرية وإعادة الرهائن».

وأضاف «نحن فقط فى البداية. سوف ندمر العدو فوق الأرض وتحتها».

وكان وزير الدفاع الإسرائيلى يوآف غالانت، قد أعلن السبت أن الحرب مع حماس «دخلت مرحلة جديدة».

كابوس إراقة الدماء

فى المقابل، حذر أمس الأمين العام للأمم المتحدة أنطونيو جوتيريش، بأن الوضع فى قطاع غزة يتدهور بسرعة، داعيا مجددا إلى وقف إطلاق نار لوضع حد لـ»كابوس» إراقة الدماء.

وقال جوتيريش خلال زيارة إلى العاصمة النيبالية كاتماندو «الوضع فى غزة يزداد يأسا ساعة بعد ساعة»، مبديا أسفه لـ»تكثيف إسرائيل عملياتها العسكرية بدل إعلان هدنة إنسانية مدعومة من الأسرة الدولية فى ظل حاجة ماسة إليها»، وفقا لفرانس برس.

وأكد أن «عدد المدنيين الذين قتلوا وجرحوا غير مقبول إطلاقا»، وقال جوتيريش «العالم يشهد كارثة إنسانية تقع تحت أنظارنا»، بحسب فرانس برس.

وتابع «أكثر من مليونى شخص محرومون من مقومات الحياة الأساسية من طعام وماء وملجأ وعناية طبية من غير أن يكون لديهم مكان آمن يذهبون إليه، فيما يتعرضون لقصف متواصل. أحض كل الذين يتولون مسؤوليات على التراجع عن حافة الهاوية».

وقال «أجدد دعوتى إلى وقف إطلاق نار إنسانى فورى وإطلاق سراح جميع الرهائن بدون شروط وتسليم مساعدة إنسانية متواصلة على نطاق يلبى حاجات سكان غزة».

وتابع «علينا أن نتكاتف لوقف هذا الكابوس لشعب غزة وإسرائيل وكل الذين طالهم عبر العالم بما فى ذلك هنا فى نيبال».

بدء انهيار النظام المدنى

إلى ذلك، حذرت وكالة تابعة للأمم المتحدة من «فوضى» بعد أن اقتحم الآلاف فى غزة مستودعات المساعدات ومراكز التوزيع ويأخذون الطحين والمؤن.

وقالت وكالة غوث وتشغيل اللاجئين الفلسطينيين «الأونروا»، امس، إن آلاف الأشخاص اقتحموا مستودعات المساعدات فى غزة لأخذ مواد غذائية وغيرها من المواد الأساسية.

وأوضحت الأونروا أن الآلاف من سكان غزة اقتحموا مستودعات ومراكز توزيع المساعدات التابعة لها واستولوا على الطحين (الدقيق) و»مواد البقاء الأساسية».

وأضافت الوكالة التابعة للأمم المتحدة فى بيان «هذه علامة مقلقة على أن النظام المدنى بدأ فى الانهيار بعد 3 أسابيع من الحرب والحصار المشدد على غزة».

وتوقفت إمدادات المساعدات المتجهة إلى غزة منذ أن بدأت إسرائيل قصف القطاع الفلسطينى ردا على هجوم دام شنته حركة حماس فى السابع من أكتوبر الجاري.

ارتفاع عدد الشهداء إلى 8005 

وقالت وزارة الصحة فى غزة، أمس، إن عدد الشهداء فى قطاع غزة، جراء القصف الإسرائيلى العنيف والمكثف، ارتفع إلى 8005 أشخاص، بينهم 3342 طفلا، وذلك منذ السابع من أكتوبر الجاري.

وأضافت الوزارة أن من بين القتلى الذين سقطوا خلال الحرب الإسرائيلية على غزة 2062 امرأة و460 مسنا.

وكانت الوزارة أعلنت أمس الأول مقتل 7650 فلسطينيا، مع إصابة 19450 فى قطاع غزة، بينما قتل 114 شخصا، على أيدى الجيش الإسرائيلى والمستوطنين، وسقط أكثر من 1950 جريحا فى عمليات الدهم فى مختلف مدن ومخيمات اللاجئين فى الضفة الغربية المحتلة.

وقالت وزارة الصحة: إن عدد الشهداء من الكوادر الطبية ارتفع إلى 116 شخصا، بالإضافة إلى تدمير 25 سيارة إسعاف واستهداف 57 مؤسسة صحية.

وكان المتحدث باسم الدفاع المدنى فى غزة قال فى وقت سابق امس إن عدد المفقودين تحت الأنقاض بلغ 1800 «ولا نعلم إن كانوا أحياء أم أمواتا».

عودة تدريجية 

للاتصالات والانترنت

قال عدد من وسائل الإعلام الفلسطينية، فى وقت مبكر أمس، إن اتصالات الهاتف والإنترنت بدأت تعود بالتدريج إلى قطاع غزة.

وقالت منظمة «نت بلوكس» لمراقبة الشبكات إن خدمة الإنترنت بدأت تعود تدريجا إلى قطاع غزة الأحد بعد أن انقطعت الجمعة خلال عمليات قصف إسرائيلية مكثفة.

وذكرت «نت بلوكس» عبر منصة «إكس» (تويتر سابقا) أن «بيانات الشبكة فى الوقت الحقيقيّ تُظهر أن الاتصال بالإنترنت يعود» تدريجا فى قطاع غزة، بحسب فرانس برس.

وأكد أحد المتعاونين مع وكالة فرانس برس فى مدينة غزة أنه تمكن من الاتصال بالإنترنت وبشبكة الهاتف المحمول وأنه استطاع الاتصال بأشخاص آخرين.

كما أعلنت «بالتل»، مجموعة الاتصال الرئيسية العاملة فى قطاع غزة، وشركة «جوال» التابعة لها، عبر فيسبوك، عن «العودة التدريجية لخدمات الاتصالات (الثابتة والخلوية وبالإنترنت) التى انقطعت فى قطاع غزة بسبب القصف الإسرائيلى مساء الجمعة».

وقد أدى انقطاع الاتصالات هذا إلى منع ملايين السكان من التواصل مع اقاربهم خارج قطاع غزة المحاصر أو داخله.

ستارلينك تدخل على الخط

قال إيلون ماسك أمس الأول إن خدمة ستارلينك التابعة لشركة سبيس إكس ستدعم خطوط الاتصالات فى غزة مع «منظمات الإغاثة المعترف بها دوليا»، مما دفع وزير الاتصالات الإسرائيلى إلى القول إن إسرائيل ستعارض هذه الخطوة.

وذكر ماسك فى منشور على موقع التواصل الاجتماعى إكس، المعروف بتويتر سابقا، أنه ليس واضحا من لديه السلطة فيما يتعلق بالخطوط الأرضية فى غزة، لكن نعلم أنه «لم تطلب أى محطة اتصالا فى تلك المنطقة».

هجوم على نتنياهو

على جانب آخر، تعرض رئيس الوزراء الإسرائيلي، بنيامين نتنياهو، امس، إلى هجوم واسع النطاق من داخل الحكومة وخارجها، بعدما تملص من أى مسؤولية إزاء الفشل أمام هجوم حركة حماس المباغت فى 7 أكتوبر الجاري.

وأجبرت الانتقادات الحادة التى انهالت على نتنياهو على حذف التغريدة التى حمّل فيها قادة أجهزة الاستخبارات مسؤولية الفشل أمام حماس.

وكان نتنياهو كتب على حسابه الرسمى فى موقع «إكس» (تويتر سابقا)، أمس، أن وكالات الاستخبارات، كانت تقدر بأن حركة حماس مردوعة إثر الحروب السابقة واتجهت نحو التسوية، وعليه لن تجرؤ على مهاجمة إسرائيل.

وذكر أن هذا التقييم الاستخبارى قُدم مرة بعد أخرى إليه وإلى المجلس الأمنى المصغر، وذلك حتى قبيل اندلاع الحرب.

وذكرت صحيفة «هآرتس» أن نتنياهو يحمل المسؤولية فى فشل توقع الهجوم خصوصا لشعبة الاستخبارات العسكرية الإسرائيلية «أمان»، ورئيسها أهارون هاليفا، ورئيس جهاز الأمن العام «الشاباك»، رونين بار.

جانتس ينتقد

وكتب عضو حكومة الحرب الإسرائيلي، بينى جانتس، على منصة «إكس»، صباح امس، أنه يعبر عن دعمه للجيش والأجهزة الأمنية.

وقال: «إنه عندما نكون فى حالة حرب يجب على القيادة أن تتحلى بالمسئولية وتقرر فعل الأمور الصحيحة وأن تعمل على تمكين القوات، أما أى أفعال أو تصريحات أخرى فإنها تضر بقوة الشعب وقدرته على الصمود».

وطالب رئيس الوزراء بالتراجع عما كتبه فى الليل.

تجاوز الخطوط الحمراء

ومن ناحيته، نشر زعيم المعارضة فى إسرائيل، يائير لابيد، شريط فيديو مرافقا لتغريدة على منصة «إكس» يقول فيه إن مسؤولية الفشل أمام حماس تقع على نتنياهو لا أجهزة الاستخبارات.

وقال إنه نشر مقالا فى 20 سبتمبر الماضى يحذر فيه من احتمال اندلاع أعمال عنف على جبهات متعددة اعتمادا على معلومات استخبارية اطلع عليها نتنياهو أيضا.

وأضاف أن أجهزة الاستخبارات التى جمعت هذه المعلومات هى التى يتهمها نتنياهو اليوم بعدم تحذيره.

وذكر أن نتنياهو بتصرفه هذا «تجاوز الخطوط الحمراء، فبينما تقاتل القوات حاليا يحاول إلقاء اللوم عليهم».