الجمعة 17 مايو 2024
رئيس مجلس الإدارة
هبة صادق
رئيس التحرير
أيمن عبد المجيد

فوز مرشح الحزب الحاكم المؤيد لاستقلال تايوان بالرئاسة

كابوس الصين يتحقق

فاز مرشح الحزب الحاكم فى انتخابات الرئاسة التايوانية والتى وصفتها الصين بأنها خيار بين الحرب والسلام، وأقر مرشح حزب «كومينتانج» المعارض هو يو- إيه بهزيمته.



وبهذه النتيجة يتولى «الحزب الديمقراطى التقدمى»، الذى يناصر هوية تايوان المستقلة ويرفض مطالب الصين بالسيادة عليها، السلطة لثالث فترة على التوالى، وهو أمر غير مسبوق فى نظام الانتخابات فى تايوان.

ولاى تشينج - تى الذى تقول الصين إنه يمثل «خطر جسيم» بسبب مواقفه المؤيدة لاستقلال تايوان يتولى منصبه فى 20 مايو 2024.

وحصل لاى تشينج - تى، نائب الرئيسة المنتهية ولايته، الذى ينتمى إلى «الحزب الديموقراطى التقدمى» على 40.2% من الأصوات، حسب النتائج التى تشمل 98% من مراكز الاقتراع. وحصل منافسه الرئيسى هو يو-إيه، مرشح الحزب القومى الكومينتانج الذى يدعو إلى التقارب مع بكين، على 33.2% من الأصوات.

وقال لاى تشينج- تي، فى كلمة له عقب الإعلان عن فوزه «أظهرنا للعالم مدى اعتزازنا بالديمقراطية، وسنعطى الأولوية للقضايا التى تحظى بتوافق بين الأحزاب السياسية»، مضيفا «أتحمل مسئولية مهمة الحفاظ على السلام والاستقرار فى مضيق تايوان، وسأحافظ على الوضع الراهن فى المضيق».

وفى بادرة تكشف عن سياسته الخارجية، أكد أنه «عازم على حماية تايوان من التهديدات والترهيب من الصين»، لكنه استدرك: «مستعدون للحوار مع الصين على أساس الكرامة والمساواة».

وتعتبر بكين تايوان بمثابة جزء من أراضيها وتؤكد على سياسة «صين واحدة» أى أن فى العالم صينا واحدة فقط، وتعارض الحكومة بحزم أى حديث أو عمل يهدف إلى الاعتراف بتايوان كيانا مستقلا عنها.

وتعدّ الولايات المتحدة الداعمة الأولى عسكرياً للجزيرة، وقررت إرسال «وفد غير رسمى» إلى تايوان بعد الانتخابات الرئاسية.

وتسعى الولايات المتحدة إلى ثنى بكين عن أى إجراء ضد الجزيرة التى تتمتع بحكم ذاتى وتطالب بها الصين.

جدير بالذكر أن الناخبون فى تايوان كانوا قد توجهوا إلى صناديق الاقتراع لانتخاب رئيس وبرلمان جديدين، فى انتخابات ذات دلالات جيوسياسية كبيرة تجذب الاهتمام العالمى، مع ترجيحات بفوز «الحزب التقدمى الديمقراطى» الحاكم الذى ينتهج سياسة استقلالية عن الصين، وسط توترات متزايدة بين الجزيرة المتمتعة بالحكم الذاتى وبكين التى تعد الدولة الجزيرة مقاطعة صينية وتهدد بضمّها.

وفتحت مراكز الاقتراع أبوابها صباح أمس فى تايوان التى يبلغ عدد سكانها 24 مليون نسمة.

ويخلف لاى تشينج - تى الفائز بالانتخابات رئيسة تايوان الحالية تساى إنج - وين (67 عامًا) التى لا يخولها دستور البلاد ولاية ثالثة متتالية، لكن نائبها فاز بالرئاسة كاستمرارية لها. وينتمى كل من تساى ولاى إلى «الحزب التقدمى الديمقراطى»، وهو حزب تمقته بكين، وتعدّهما انفصاليين.

ونتيجة لخشية بكين من نتيجة انتخابات تايوان حاولت التأثير على نتائج الانتخابات التايوانية عن طريق إطلاق بالونات تجسس على ارتفاعات عالية فوق الجزيرة، وتمويل مؤثرين تايوانيين على وسائل التواصل الاجتماعى مؤيدين لبكين، واستضافة مسئولين محليين فى رحلات فخمة إلى الصين. هذه من بين التكتيكات التى تُتهم بكين بنشرها.

وكان الناخبون التايوانيون قد اختاروا رئيسهم من بين ثلاثة مرشحين، بعد انسحاب منافس محتمل رابع، الملياردير تيرى جو، مؤسس شركة «فوكسكون» الموردة الرئيسية لشركة «آبل»، قبل ساعات من الموعد النهائى للتسجيل رسميا.

والمرشحون الثلاثة لرئاسة تايوان كانوا: لاى تشينج - تى (64 عامًا) عن «الحزب التقدمى الديمقراطي»، وهو نائب رئيسة تايوان الحالية، وحزبه معروف بميوله المؤيدة للاستقلال بشكل علنى عن الصين.

والمرشح الثانى هو هو يو - إيه (66 عامًا) من حزب «الكومينتانج». ضابط شرطة سابق وعمدة تايبيه الحالى يدعو إلى توثيق العلاقات مع البر الصينى.

والمرشح الثالث هو كو وين - جى (64 عامًا) عن «حزب شعب تايوان». عمدة تايبيه السابق، يقول إنه سيتبع السياسات الخارجية للرئيسة الحالية تساى، ولكنه يدعو أيضاً إلى إجراء محادثات مع بكين.

والأحزاب الثلاثة الرئيسية فى تايوان التى كانت تتنافس فى الانتخابات هى «الحزب التقدمى الديمقراطى» الحاكم (DPP)، وحزب «الكومينتانج» (KMT)، و»حزب شعب تايوان» (TPP) الذى تأسس فى عام 2019 فقط.

ويتمتع «الحزب التقدمى الديمقراطي» حالياً بأغلبية فى البرلمان بواقع 63 مقعداً، ويمتلك حزب «الكومينتانج» 38 مقعداً، بينما يمتلك حزب «الشراكة عبر المحيط الهادي» خمسة مقاعد.

أما مجموع عدد مقاعد البرلمان فهو 113 مقعداً.

ويؤيد «الحزب التقدمى الديمقراطى» هوية تايوان المنفصلة عن الصين ويرفض مزاعم بكين السيادية، قائلاً إن شعب تايوان وحده هو الذى يمكنه أن يقرر مستقبله.

ويفضل حزب «الكومينتانج» - وهو الحزب القومى الصينى الذى حكم تايوان لنحو 40 عامًا بقبضة حديدية منذ عام 1949 بعد خسارته حرب أهلية فى البر الصينى - إقامة علاقات وثيقة بالصين لكنه ينفى بشدة أن يكون مؤيداً لبكين. ويدعم حزب «الكومينتانج» الموقف القائل إن تايوان والصين تنتميان إلى صين واحدة، لكن يمكن لكل جانب تفسير ما يعنيه ذلك، وهو الموقف الذى رحبت به بكين. ويريد حزب «الشراكة عبر المحيط الهادي» أيضاً علاقات وثيقة مع الصين.

وتتألف المعارضة فى تايوان من حزب «الكومينتانج»، و»حزب شعب تايوان»، وهو حزب وسطى تأسس عام 2019، فشلت المعارضة فى توحيد قواها لخوض الانتخابات ضد «الحزب التقدمى الديمقراطى» الحاكم بعد أن تشاجر قادتها على الهواء مباشرة وانتهى بهم الأمر بتسجيل ترشحات رئاسية منفصلة.

ولا تقل الانتخابات البرلمانية أهمية عن الانتخابات الرئاسية، خاصة إذا لم يتمكن أى من الأحزاب الثلاثة من الحصول على أغلبية، وهو ما قد يعيق قدرة الرئيس الجديد على إقرار التشريعات والإنفاق، خاصة فى مجال الدفاع.

ويرى متابعون أن خبر فوز لاى سيئا للصين، لأنه:

• يعرف بمواقفه المؤيدة لاستقلال تايوان.

• يرفض مطالب الصين بالسيادة على الجزيرة.

• يقول إنه ملتزم بالحفاظ على السلام عبر مضيق تايوان، ومواصلة تعزيز دفاعات الجزيرة.