عصام عبد الجواد
شهر رمضان المبارك
يعد شهر رمضان المبارك أفضل الشهور على الإطلاق وقد خص الله سبحانه وتعالى هذا الشهر بمزايا عديدة وجعل الأجر فيه مضاعفًا وقذف حبه فى قلوب العباد فالمسلمون فى كل بقاع الأرض يبتهجون لقدوم هذا الشهر العظيم ويجهزون أنفسهم لاستقباله أحسن استقبال ويفرحون بالعيش خلال أيامه المباركة وشهر رمضان ركن من أركان الإسلام وهو فرض على كل مسلم بالغ عاقل ويسمى شهر رمضان بشهر القرآن الكريم ففيه أنزل على رسولنا محمد صلي الله عليه وسلم وكان يتدارسه مع سيدنا جبريل عليه السلام فى ليالى رمضان المباركة ويطلق عليه أيضا شهر القيام لأن هذه العبادة تكثر فيه.. ويوجد حرص كبير من المسلمين على الحفاظ على قيام كل ليلة فى رمضان وذلك رجاء لكسب الأجر العظيم ويتسابقون على الإكثار من الطاعات والإقبال على الله عز وجل بقلوب صافية ليكرمهم الله سبحانه وتعالى بالعتق من النيران وذلك فى كل ليلة من لياليه المباركة وهو شهر الكثير من الفضائل مثل مغفرة الذنوب فقد قال الرسول صلي الله عليه وسلم «من صام رمضان إيمانا واحتسابا غفر له ما تقدم من ذنبه ومن قام ليلة القدر إيمانا واحتسابا غفر له ما تقدم من ذنبه».
وغاية صيام شهر رمضان هى التقوى والصلاح وطاعة الله والامتثال لأوامره وطاعته وتأدبه بأدب الإسلام فى كل شىء وحتى يشعر الغنى بالفقير ويتساوى الجميع أمام طاعة الله.
المسلمون فى كل مكان ينتظرون شهر رمضان بفارغ الصبر ويعدون له عدته والبعض منهم بل الأكثرية ينفذون ما أمر الله به من طاعة فى رمضان لكن هذا ليس كافيا حتى يتقبل الله منهم هذا العبادة العظيمة فعلى التجار الذين يصومون رمضان أن يتقوا الله فى تجارتهم وأن يمتنعوا عن احتكار السلع والمغالاة فى أسعارها حتى يتقبل الله منهم صومهم والعامل الذى يؤدى عمله عليه أن يتقنه وهو صائم ولا يتهاون فيه أبدًا حتى يتقبل الله منه صيامه وقيامه ويتقبل منه كافة الطاعات وعلى جميع من يصومون ألا يسرفوا فى المأكل والمشرب والمغالاة فى أصناف الطعام وقت الإفطار حتى أن الجميع بدأ يصور لنا شهر رمضان على أنه شهر الأكل والشرب والسهر فى حفلات ليالى رمضان وخيام رمضان وغيرها من الليالى التى يقام فيها احتفالات ما أنزل الله بها من سلطان.
شهر رمضان للعبادة وإصلاح النفس والشعور بالآخرين من الفقراء والضعفاء وهو شهر لصفاء النفس وقراءة القرآن والصلاة وسائر العبادات منها إعطاء الزكاة لمن يستحق فى آخر الشهر الفضيل.
نعم نحن مع تعليق الزينات ابتهاجا بالشهر الكريم واحتفالا بقدومه ولكن ليس بالمغالاة التى لا طائل منها والإسراف غير المبرر وهناك من يحتاج إلى ثمنها ليوفر قوت يومه وهناك مرضى يحتاجون ثمن العلاج ولا يجدونه، علينا جميعا التكاتف من أجل إسعاد بعضنا البعض فى هذا الشهر الذى يعد شهرا مميزا فى التكافل الاجتماعى من خلال موائد الرحمن المنتشرة فى الشوارع والميادين ومن خلال إعطاء الزكاة وهى من الأعمال الجيدة فى التكافل الاجتماعى بين الناس.
تقبل الله منا ومنكم صالح الأعمال وكل عام وكل أهل مصر بخير وسلام.