الخميس 22 مايو 2025
رئيس مجلس الإدارة
هبة صادق
رئيس التحرير
أيمن عبد المجيد

مراكز مشورة متخصصة بالكنائس وكورسات للمخطوبين والمتزوجين حديثا




انتشر علم المشورة فى العالم كله كطريقة لحل المشكلات بعيدا عن "النصائح" التى فى كثير من الاحيان تعتمد على الخبرة فقط لا على الدراسة والمعرفة.
وقد بدأت الكنائس فى الالتفات لأهمية مثل هذه المراكز وضرورة وجودها لاعداد خدام كنسيين مؤهلين للتعامل مع المخدومين فى الفئات العمرية المختلفة، وايضا لاعداد أسر سليمة قادرة على حل مشكلاتها حتى لا تصل الى "الطلاق"، بالاضافة الى تنمية قدرة الآباء والأمهات على تربية ابنائهم بطريقة سوية لينضجوا نفسيا وجسديا.
الكنيسة الأرثوذكسية
من معاهد المشورة الكبرى فى الكنيسة المصرية معهد المشورة الارثوذكسية بالمعادى والذى يقدم العديد من الكورسات المتخصصة المهمة لكل المسيحيين من جميع الطوائف، بالاضافة الى الدراسة بمعهد المشورة والتى تستمر عامين ويلتحق بها المئات من الشباب والرجال والنساء وايضا الآباء الكهنة.
 

 
 
كورسات متخصصة فى رعاية الأبناء والتربية الجنسية والمقبلين على الزواج
 
ويقدم المركز عدداً من الكورسات المتخصصة منها كورس نمو الشخصية والذى يهدف لنمو الشخصية مع بعض أساسيات المشورة فى التعامل مع الاطفال والمراهقين وشريك الحياة ويقدمه بعض الاساتذة والاساتذة المساعدين.
وتتنوع موضوعات الكورس بين الاحتياجات النفسية وانواع الشخصيات و الصورة الذاتية وعلاج صغر النفس والشعور بالرفض والعلاج المعرفى والتعامل مع المراهقين والغفران (المسامحة) والعتاب واستعادة العلاقات (المصالحة) وعلاج فقد الهوية والانتماء واختيار شريك الحياة وسيكلوجية الرجل والمرأة والاحتياجات النفسية للطفل وطرق التأديب و المال والأهل والجنس (المشاكل الشائعة فى العائلة) وادارة الوقت وأهداف الحياة / التدين الشكلى. هذا الى جانب دورتى تربية الابناء والتفاهم الاسرى والتى تتناول الاحتياجات النفسية والروحية للأطفال، طرق التأديب المناسبة لكل طفل وكيفية حمايتهم من الايذاءات المختلفة. وأما دورة التفاهم الاسرى والتى تتضمن مهارات التواصل والمشاجرة الناجحة والعلاقة الحميمية والاولويات فى الزواج وكيف تكون البيوت قداسة وبيوت بركة.
وعلى الرغم من انتشار علم المشورة فى الكنيسة الإنجيلية منذ فترة كبيرة الا أنه لم يكن موجوداً فى اروقة الكنيسة الارثوذكسية ويرجع ذلك لوجود «سر الاعتراف» وهو الشىء الذى يعتمد فى الاساس على سرد الاشياء التى يعانى منها المعترف. إلا أنه مع التطور الكبير الذى شهدته الخدمة ومع انتشار خدمة أقباط المهجر انتشر هذا الفكر فى كنائس المهجر على يد الانبا يوسف اسقف امريكا الجنوبية ثم نقلت الى القاهرة على يد الأنبا دانيال اسقف المعادى لتكون كنيسة مارجرجس كوتسيكا اول كنيسة تقدم هذه الخدمة.
وعن نظام الدراسة تقول منال فريد وهى - احدى الدارسات بالمعهد - إن الدراسة فى مركز دراسة المشورة النفسية لمدة سنتين حيث تكون الدراسة فى السنة الأولى الدراسية عن نمو الشخصية و يدرس فيها الطالب ويفهم عن نمو علم النفس وتطور النظريات الخاصة بالشخصية وأنماط الشخصية وأيضاً الاضطرابات النفسية التى يمكن للشخصية مواجهتها.  وتوضح منال أنه يعرف الطالب عن صورته الذاتية وكيف يفهم نفسه ويعرف عن المشاعر ومنها (صغر النفس والوحدة وغيرها من أنواع المشاعر) ويدرس أيضا كيف يتعامل مع هذه المشاعر وكيف يبنى ثقته بنفسه على ضوء تعاليم الكتاب المقدس.
وتضيف إنه يقوم الطالب بدراسة النمو النفسى للمراحل العمرية من المهد إلى الشيخوخة ويفهم سيكلوجيات هذه المراحل كل مرحلة على حدة حيث يعرف عن نشأة المشكلات والتواصل الفعال مع لغات الحب والاعتذار ويفهم مفهوم الغفران الحقيقى حتى يقدر على المصالحة وغفران للآخرين واسترداد العلاقات ويدرس أيضاً بعض المهارات الحياتية التى تنفعه فى التعامل مع الآخرين.
وتشير منال الى أن المركز يقوم بعمل امتحانات كل فترة دراسية والذى يكون على جزءين فى الفترة الواحدة أى أربعة امتحانات فى السنة ويحدد من الامتحان الأول إمكانية التقدم فى الدراسة أم دونها.
وتؤكد منال انه يتم عمل اختبار تحريرى وشفوى بعد العام الأول للتقييم وتحديد امكانية دراسة السنة الثانية لأنها سوف تقوم على دراسة تمهيدية فى المشورة المسيحية التى بها يقدر على تطور نفسه وتطور طريقة خدمته وتفاعله مع الآخرين.
أما عن السنة الثانية الدراسية يقوم الدارس بالتعرف على المفهوم المسيحى عن المشورة والفرق بين المشورة وسر الاعتراف ويتعرف الدارس أيضاً على المشورة فى الكنيسة الأولى وفكر آباء الكنيسة القبطية الأرثوذكسية عنها. ويعرف أيضاً عن طرق المساندة والمساعدة لكل فئات العمر.
وكذلك يتم التعرف عن المدارس العلاجية المختلفة التى يفهم من خلالها عمل المشورة مع فهم بمقدمة بسيطة عن كل مدرسة على حدة حيث يتم التعرض لبعض من الحالات المشورية العمرية مثل الأطفال والمراهقة ويأخذ فكرة بسيطة عن المشورة العائلية والمشاكل الأسرية التى يمكن أن يواجهها فى خدمته مثل العنف الأسرى مع المال والجنس والأهل. ويقدم الأساتذة المتخصصون فكرة عن الجنس مقدساً. كما يدرس الطالب عن مشاعر مختلفة وعلاجها مثل الغضب والاكتئاب وأيضاَ مشاعر القلق والخوف. يتعرف أيضا على عمل المشورة فى الأزمات والضغوط النفسية.
ويقدم المركز أيضاً دراسة عن الانتحار وأسبابه وأمراض الشيخوخة مثل الديمنشيا والألزهايمر ومدى إمكانية التدخل مع المساعدة والمساندة فى هذه الفترة العمرية.
وفى النهاية يقدم المركز شهادة للذين اجتازوا الأربعة امتحانات تقديراً للجهد المبذول خلال السنتين.
 
الكنيسة الإنجيلية
وفى الكنيسة الانجيلية تم إنشاء رابطة الإنجليين بواسطة المجلس الإنجيلى العام فى عام 1981 على أن يكون جزءا من عمل مكتب الرابطة هو وضع بروتوكول الاتفاق بين الكنائس الإنجيلية فى مجال الخدمات المختلفة، والعمل معها على رعاية الشباب الإنجيلى والمرأة والطفل.

 
القس رضا ثابت: مركز مشورة مدينة نصر يفتح أبوابه لكل المصريين مجاناً

وتقيم الرابطة عددا من الكورسات المتخصصة والتى تهدف الى دعم وتشجيع وتوحيد صفوف الخدام الإنجيليين لمساعدتهم على إتمام خدمتهم والإرسالية المكلفين.
وقد شهدت السنوات الماضية نمواً فى عضوية الرابطة حيث كان عدد الخدمات عام 1999 ثمانى خدمات وقد وصل إلى 50 خدمة مقسمة إلى تسعة قطاعات. فهناك خدمة المشورة و النضج المسيحى والتى بدأت عام 1990 وتهدف الى إحداث نضج نفسى وروحى عميق من أجل رؤية أفراد أكثر نضجاً وتكاملاً قادرين على أن يعيشوا حياة سوية ومتزنة.
وايضا خدمة "نحو زواج وأسـرة أفـضل" هى خدمة عالمية تأسـسـت فى أكثر من 90 دولة وترجمت لأكثر من30 لغة مختلفة.
بدأت الخدمة سـنة 1994 وتم الوصول لأكثر من4000 أسـرة فى 8محافظات مختلفة فى مصر وبعض الدول العربية مثل السـودان والأردن ولبنان وسـوريا، وتهدف الخدمة الى المساعدة فى إقامة بيوت قوية تدريب خدام ممتلئين برؤية الخدمة من الكنائس المختلفة، ومسـاعدة الأسـر المسـيحية على القيام بدورها القيادى فى الكنيسـة.
وأضاف القس رفعت فكرى - رئيس لجنة الاعلام والنشر بسنودس النيل الانجيلى - إن رابطة الانجيليين تنظم عدداً من الكورسات متخصصة فى علم المشورة.
وأوضح ان المشورع كعلم برزت أهميته فى الآونة الأخيرة فى مصر خاصة فى تربية الاطفال ومساندة ودعم المتزوجين حديثا والمخطوبين والذين لا يملكون الخبرة الكافية لادارة حياتهم بشكل سليم وناجح ولابد من ارشادهم ودعمهم.
واستطرد موضحا: عندما نقوم بشراء أى جهاز جديد فنحن بحاجة الى "كتيب تعليمات" حتى نستطيع التعامل معه فكم وكم فى التعامل مع الانسان وتربية الاطفال والتعامل معاهم.
وقال: الكورسات المتخصصة بالمخطوبين مهمة لأن الحياة الزوجية ليست سهلة وعادة يحتاجون الى مرشد حتى لا ترتفع نسب الطلاق العالية، هذا بالاضافة الى مشورة للمتزوجين وكيفية التعامل مع تدخل الاهل وهذا أمر بحاجة الى خبراء متخصصين لاشادهم بشكل سليم.
موضحا ان وجود متخصصين فى المشورة هو أمر مهم، كما أن المشورة جزء من دراسة الآباء فى كلية اللاهوت الانجيلية حتى يتخرج رجل دين قادر على التعامل مع المشكلات المختلفة بشكل محترف وصحيح.
قال القس عزت شاكر راعى الكنيسة الانجيلية بمدينة نصر والمسئول عن مركز المشورة التابع لها إن المركز يعتبر من أكبر مراكز المشورة فى مصر ويقدم خدمات لكل الفئات العمرية وبه عدد كبير من المتخصصين النفسيين واساتذة المشورة أمثال الدكتور ماهر الضبع. وأضاف: نقدم خدمة المشورة لكل المصريين مسلمين ومسيحيين ونقدمه باحترافية وليس مشورة دينية وانما من خلال تحليل المشكلات ووضع حلول عملية لها.
واوضح ان عمل "المشير" يختلف تماما عن عمل الطبيب النفسى مشيرا الى ان الطبيب النفسى يعتمد على الادوية والعقاقير لعلاج حالات مرضية مثل الاكتئاب والوسواس والهلوسة وغيرها من الامراض التى تصيب الجهاز العصبى بينما المشير لا يقوم باعطاء اى عقاقير ويعتمد على فهم المشكلة وتحليلها ووضع حل لها واستطرد مدللا: عندما يأتى أب لديه مشكلة فى التعامل مع ابنه فيكون دور «المشير» هو الاستماع الى الاب والابن والوصول الى أساس المشكلة حتى يستطيع حلها. وقال: المشورة المتخصصة فى إعداد المخطوبين وماقبل الزواج والمتزوجين حديثا هى الاكثر اقبالا وتأتى بعدها تربية الابناء ومشاكل الطفولة من حيث الاقبال.
وأضاف فى السنوات الماضية وجدنا وعيا كبيرا لدى الشباب وأولياء الامور بأهمية وضرورة «المشورة» موضحا ان درجة الوعى تختلف المدن عن القرى فنجد أهل المدن والحضر يقبلون على «المشورة» فى المقابل اهالى القرى والارياف يرون المشورة " عيب وفضيحة "، مشيرا الى ان درجة الوعى تختلف فى الحضر نفسه بين قاطنى المناطق الشعبية والمناطق الراقية بالرغم من ان المشاكل الموجودة فى المناطق الشعبية اكثر واصعب.
موضحا ان مركز «المشورة» خدمى بدون مقابل للجميع ويعتمد على التبرعات فى استمرار عمله.  واوضح أنه كراع لكنيسة يشجع الشباب على حل مشاكلهم من خلال متخصص فى علم «المشورة» يساعدهم الا اذا كان راعى الكنيسة متخصص ودارس شورة.
وأكد ان «المشورة» علم وليست رفاهية كما يدعى البعض، مطالبا كل القسوس بدراسة علم المشورة، لافتا الى ان القسيس ورجل الدين بصفة عامة إذا كان دارسا للمشورة فإن ذلك ينعكس على خبراته فى الدرس والفهم الروحى للكتاب المقدس.
 
الكنيسة الكاثوليكية



كورسات إعداد المخطوبين ومراكز مشورية متخصصة

نظمت الكنيسة الكاثوليكية دورات متخصصة فى اعداد المقبلين على الزواج وتقديم «المشورة» لهم من خلال مراكزها المتخصصة فى الايبارشيات.
فيما أوضح الاب رفيق جريش - المتحدث الاعلامى للكنيسة الكاثوليكية - أن هناك مركزا للمشورة فى القاهرة تابعا للاقباط الكاثوليك وآخر فى كنيسة القديس كيرلس للروم الكاثوليك وفى كل ايبارشية هناك مكتب للمشورة.
واضاف: يتم تقديم كورسات مشورة للزواج ومشاكل ما بعد الزواج والحياة الاسرية فهناك اجتماع للاسرة وغيره للمتزوجين حديثا وآخر للسيدات حتى نخاطب كل فئة بشكل مباشر ومحدد .
وعن تشكيل مكاتب المشورة قال: عادة يرأسها مطران أو أحد الكهنة المتخصصين فى المشورة وليس اختيار عشوائيا.
موضحا: الى جانب اطباء نفسيين وقانونيين وذلك لشرح المشاكل التى قد تقابل الشباب والاسر من منظور نفسى وقانونى صحيح.
واشار الى ان كورسات تحضير الزواج أصبحت إلزامية ولا يتم عقد إكليل الا بعد اجتياز هذه الدورات حتى نقلل من فرص حدوث مشاكل فيما بعد.