سماحة الإسلام
روزاليوسف اليومية
بقلم الشيخ فوزى عباس القوصي
إمام أول مسجد البحاروة - الخرانقة - قوص - قنا
الإسلام هو الدين الوحيد الذى سوى بين البشر جميعا ولم يفرق بين غنيهم وفقيرهم ولا بين عربى ولا أعجمى ولا بين أبيض ولا أسود ونادى فى الناس جميعا بأنهم كأسنان المشط الواحد وليس هناك ميزان يوزن به الناس إلا بتقواهم للرحمن وصدق الله إذ يقول «يا أيها الناس إنا خلقناكم من ذكر وأنثى وجعلناكم شعوبا وقبائل لتعارفوا إن أكرمهم عند الله أتقاكم إن الله عليم خبير» الحجرات.
هذه هى حضارة الإسلام وهذا هو تسامح الإسلام ولو قرأتم التاريخ جيدا لعلمتم أن جميع الأديان ما ذاقت طعم الأمن والأمان إلا فى ظل الإسلام الذى ساوى بين الناس جميعا فى الحقوق والواجبات ولذلك انظر إلى سيدنا عمر بن الخطاب رضى الله عنه وكان من أشد أصحاب النبى فى حكمه وفى عمله وقال عنه عبدالله بن مسعود عمر بن الخطاب أعدل رجل بعد رسول الله يمر يوما فى شوارع المدينة فيلمح رجلا عجوزا يمد يده للناس ونادى عليه وعرف أنه يهودى فماذا فعل عمر معه نادى على خازن بيت المال وقال انظر هذا وأعوانه ومن على شاكلته وأعطهم من بيت المال عيب ثم عيب أن نتركهم بعد ما شابت رؤوسهم وانحنت ظهورهم.
تأمل هذه السماحة جيدا واسمع إلى أمير المؤمنين عمر بن عبدالعزيز الذى نادى فى الناس أى يهودى وأى نصرانى يريد أن يصلح أرضا فيصلح أرضه من بيت مال المسلمين ولم لا وهو الذى جاءته رسالة من أهل سمرقند بأن قائد جيوشه فتح بلدة سمرقند عنوة دون أنى يستشير أهلها فى فتح البلدة فما كان من الأمير عمر بن عبدالعزيز إلا أن أرسل كتابا إلى قائد الجيوش ويأمره بالانسحاب من داخل البلدة لأنه فتح باطل فلما وصل الأمر إلى قائد الجيوش خرج منسحبا من البلدة فما كان من أهل البلدة إلا أن دخلوا فى دين الله جميعا وشهدوا بأنه لا إله إلا الله وشهدوا بأن محمدا رسول الله ولم لا وأجمل قصة ذكرها التاريخ قصة القبطى المصرى الذى ضربه محمد بن عمرو بن العاص لأنه سبقه فى الجرى وضربه وكان يقول خذها وأنا ابن الأكرمين فوصل الخبر إلى فاروق الأمة عمر بن الخطاب رضى الله عنه وأوقف عمر عمرو بن العاص وابنه أمام القبطى وقص القبطى الواقعة فاعترف بجريمته فقال أمير المؤمنين عمر للقبطى اضرب ابن الأكرمين وضرب القبطى بن عمرو بن العاص واقتص منه وإذا بعمر ينادى على عمرو قائلا له «يا عمرو متى استعبدتم الناس وقد ولدتهم أمهاتهم أحرارا» هذا هو عدل الإسلام وهذا هو الحق فى الإسلام.