الأحد 19 مايو 2024
رئيس مجلس الإدارة
هبة صادق
رئيس التحرير
أيمن عبد المجيد

دراما 2013 ثورة سيذكرها التاريخ




إعداد - سهير عبدالحميد
فى الوقت الذى شهدت فيه السينما والمزيكا والمسرح فى عام 2013 حالة من الإفلاس والتردى فى المستوى إلا أن الدراما على الجانب الآخر صعدت إلى القمة واستطاعت أن تفرض نفسها على المشاهد الذى وجد فيها مضمونا هادفا وصورة مبهرة تفوقت على الدراما التركية التى هددت فى وقت من الأوقات عرش الدراما العربية فقد شهدت عودة كبار الكتاب أمثال وحيد حامد وأسامة أنور عكاشة وميلاد نجوم ونجمات كشفوا عن مواهب حقيقية كانت مختفية.

أول الأعمال التى فرضت نفسها وأعادت روح الأدب للدراما هو مسلسل «ذات» للكاتب صنع الله إبراهيم فقد كشف هذا العمل عن نجوم فى التمثيل والكتابة والإخراج متمثلة فى الثلاثى نيللى كريم ومريم نعوم وكاملة أبوذكرى وأثبت العمل أن المشاهد عندما يجد عملا يحترم فكره وعقله فإنه يتابعه عدة مرات وليس مرة واحدة وهذا اتضح مع إعادة عرض العمل بعد رمضان فقد وجد فيه صورة مصر المتمثلة فى «ذات» التى رأى فيها الأم والأخت والزوجة والابنة.

أيضا مسلسل «موجة حارة» الذى أعاد إلينا روح أسامة أنور عكاشة الغائب بجسده والحاضر بإبداعه وأعماله وأكملت هذه الحالة المؤلفة مريم نعوم التى كتبت السيناريو والحوار للعمل الذى شهد عودة الثنائى إياد نصار والمخرج محمد ياسين صاحبى رائعة «الجماعة» فقد استطاع إياد نصار أن يقدم ضابط الآداب «سيد العجاتي» بشكل مختلف عن دوره السابق فى مسلسل «المواطن إكس» الذى جسد فيه أيضا دور ضابط شرطة وقد شهد هذا العمل جدلا حول بعض الألفاظ فى الحوار بين الأبطال وكذلك على بعض الأمور مثل الشذوذ الجنسى وتعاطى المخدرات، مما أجبر صناع العمل على وضع عبارة «تحت +18».

عاد السيناريست وحيد حامد للدراما بعد غياب سنوات منذ مسلسل «الجماعة» وذلك من خلال مسلسل «بدون ذكر اسماء» الذى شهد ميلاد المخرج الشاب تامر محسن والذى أدار بحرفية شديدة سيمفونية وحيد حامد التى رصدت أنماطا من البشر بداية من أولاد الشوارع ورجال الشرطة والصحفيين الفاسدين وبنات الجامعة المغتربات وغيرها من الفئات المختلفة وقد شهد هذا العمل إزاحة الستار عن مواهب شابة مثل محمد فراج الذى جسد شخصية «رجب الفرخ» الشاب الذى تربى فى الشوارع وتزوج سيدة فى عمر أمه بحثا عن المال أيضا روبى وأحمد الفيشاوى اللذان أظهرا نضجا فنيا.

وعلى الرغم من أن مسلسل «العراف» للزعيم عادل إمام كان يدور حول قضية بسيطة وإنسانية فى نفس الوقت فإنه حقق نجاحا كبيرا مع المشاهدين خاصة مع الدويتو الكوميدى الذى كونه الزعيم مع الفنان حسين فهمى فى ثانى تعاون لهما وهذا شجع إمام لتقديم عمل درامى للسنة الثالثة على التوالى إذ يستعد مع بداية 2014 لتجهيز مسلسل «صاحب السعادة».

ومن المسلسلات التى حققت نجاحا كبيرا عبر المحتوى مسلسل «القاصرات» للفنان صلاح السعدنى وداليا البحيرى والذى يتناول بشكل مفصل قضية زواج القاصرات المنتشرة فى نجوع الصعيد والتى يبيع فيها الآباء بناتهم لرجال ذوى أعمار كبيرة تصل حد الشيخوخة.

كذلك يأتى فى قائمة المسلسلات المهمة هذا العام مسلسل «الداعية» سواء من ناحية التمثيل أو الكتابة أو الإخراج فقد عزف السيناريست مدحت العدل على وتر مهم وهو شيوخ الفضائيات الذين يتاجرون بالدين لخدمة مصالحهم الخاصة واستطاع الفنان هانى سلامة أن يجسد هذا النموذج فى الجزء الأول من المسلسل قبل أن يقع فى غرام عازفة الكمان التى أدت دورها الفنانة بسمة.

وللعام الثانى على التوالى استطاعت الفنانة غادة عبدالرازق تحقيق المعادلة الصعبة إذ قدمت مسلسل «حكاية حياة» الذى أثبتت من خلاله قدرات تمثيلية وجوانب جديدة فى أدائها وحقق العمل نجاحا كبيرا رغم كثرة الانتقادات التى واجهها.. الألفاظ الخادشة للحياء التى جاءت على لسان أبطالها فى بعض المشاهد الساخنة بجانب الخلافات والقضايا المتبادلة بين غادة عبدالرازق ومخرج «حكاية حياة» محمد سامي.

مسلسل «نيران صديقة» لحق أيضا بقائمة المسلسلات المميزة فى 2013، الذى قدم مباراة فنية بين أبطاله منة شلبى ورانيا يوسف وكندة علوش وعمرو يوسف وظافر العابدين بجانب تقديم عامل الإثارة والتشويق الذى يتم بها العمل بتكتيك سينمائى.

خلال 2013 قدمت الفنانة إلهام شاهين عملا كوميديا لأول مرة على شاشة التليفزيون وهو مسلسل «نظرية الجوافة» للمخرج والمؤلف مدحت السباعى وشاركه البطولة سماح أنور وفتحى عبدالوهاب وتامر عبدالمنعم واعتبرت إلهام أن هذه التجربة لا يمكن تكرارها فى مشوارها لأنها لا تعتبر نفسها ممثلة كوميدية فى الوقت الذى حصلت فيه على أحسن ممثلة كوميدية فى أحد الاستفتاءات.

وقد شهد عام 2013 عرض مجموعة من المسلسلات المهمة لكنها لم تحقق نسب المشاهدة المتوقعة بسبب عرضها بشكل حصرى على قناة واحدة مما جعلها تتعرض لظلم فى المتابعة إلى جانب تكرار فريق العمل من مسلسلات سابقة من هذه المسلسلات.

«نكدب لو قلنا مبنحبش» ليسرا ومصطفى فهمى واللبانية ورد الخال حيث عرض بشكل حصرى على قنوات دريم ولم تتعاقد عليه قنوات جديدة إلا منذ أيام ويأمل صناعه أن يحقق النجاح المرجو منه فى العرض الثانى.

وهناك مسلسل «خلف الله» لنور الشريف وصبا مبارك وعبير صبرى وإخراج حسنى صالح الذى لم يحقق النجاح الكبير.

كذلك مسلسل «نقطة ضعف» لجمال سليمان ورانيا فريد شوقى وإخراج أحمد شفيق ولم يحقق نجاحا هو الآخر ولم تتم إعادة عرضه بعد رمضان فقد أثر العرض الحصرى على نسبة نجاحه.

الأمر نفسه ينطبق على مسلسل «آسيا» الذى عادت به الفنانة منى زكى للدراما بعد غياب سنوات وقدمت فيه شخصية الراقصة.

عام 2013 شهد أيضا مسلسلات يؤدى البطولة المطلقة فيها شباب لأول مرة على رأسهم محمود عبدالمغنى الذى قام ببطولة مسلسل «الركين» وشاركه البطولة لقاء الخميسى وإيمان العاصى وأخرجه جمال عبدالحميد الذى يحمل إسقاطا سياسيا على الشهيد «جابر جيكا» وذلك من خلال شخصية «ركين» يحمل نفس الاسم ويعيش ظروفا صعبة وظلما مجتمعيا.

وهناك مسلسل «تحت الأرض» الذى قام ببطولته أمير كرارة وشاركته فيه التركية نور وأخرجه حاتم علي.

أما الفنان يوسف الشريف فيقدم ثانى بطولة مطلقة له بعد مسلسل «رقم مجهول» حيث قدم مع نفس فريق العمل السيناريست محمد سليمان وأحمد نادر جلال مسلسل «اسم مؤقت» الذى يدور فى إطار تشويقى.

ثم يأتى عدد من المسلسلات التى لم تحقق نجاحا بسبب تأجيل عرضها أكثر من عام وعرضها حصريا منها مسلسل «ميراث الريح» لسمية الخشاب ومحمود حميدة ومسلسل «الصقر شاهين» لتيم الحسن ورانيا فريد شوقى وشيرى عادل وإخراج عبدالعزيز حشاد ومسلسل «أهل الهوى» لفاروق الفيشاوى وإيمان البحر درويش وريهام سعيد وإخراج عمر عبدالعزيز ويتناول قصة حياة الشاعر «بيرم التونسي».

كذلك مسلسل «على كف عفريت» لخالد الصاوى وكندة علوش ونجلاء بدر ومسلسل «طيرى يا طيارة» لبوسى ومصطفى فهمي.

ورغم أن هذا العام شهد عددا ليس بقليل من الأعمال الكوميدية والست كوم فإنها لم تترك أثرا لدى الجمهور باستثناء عمل أو اثنين منها الجزء الثالث من «الكبير أوى» لأحمد مكى ودنيا سمير غانم وإن كان لم يحقق نفس نجاح الجزئين الأول والثانى ويضاف إليه مسلسل «الرجال العناب» للثلاثى هشام ماجد وأحمد فهيم وشيكو لكن فى المقابل هناك مسلسلات لم تحقق نجاحا كبيرا منها مسلسلات «حاميها حراميها» لسامح حسين و«قشطة وعسل» لسمير غانم وعلا غانم و«ألف سلامة» لأحمد عيد.

الناقدة ماجدة خيرالله قالت إن عام 2013 كان من أهم الأعوام فى الدراما التليفزيونية من ناحية المستوى التقنى والفنى للمسلسلات إذ ظهرت صورة جميلة ومختلفة وموضوعات مهمة ورشحت ثلاثة أعمال لتحظى بلقب مسلسلات العام التى سيتذكرها الجمهور ولو بعد عشرين عاما وهى «بدون ذكر اسماء و«ذات» و«موجة حارة» لأنها حظيت بأفضل تأليف يتصدرهم السيناريست وحيد حامد وأفضل ممثل وهو إياد نصار وأفضل إخراج وهو محمد ياسين أما أفضل ممثلة من وجهة نظرها فهى نيللى كريم، ورشحت خيرالله كلا من الفنانين الشباب محمد فراج وسمر الصايغ وميريت كأفضل وجوه شابة لعام 2013 عن مسلسل «بدون ذكر أسماء»