الخميس 2 مايو 2024
رئيس مجلس الإدارة
هبة صادق
رئيس التحرير
أيمن عبد المجيد

الركاب يحتلون الطرقات والأبواب.. وقطارات الصعيد دون تذاكر




السفر فى قطارات الصعيد من المميز الى المكيف رحلة عذاب يخرج منها المسافر منهكا ولا يملك عندما يصل محطة الوصول سوى أن يحمد الله انه مازال على قيد الحياة من هذه الرحلة المهلكة لم أنقل معاناة أهل الصعيد وأنا واحد منهم بل أننى عشتها بنفسى مساء يوم السبت الماضى ذهبت الى محطة قطارات أسيوط لعلى أجد تذكرة سفر الى القاهرة قبل انطلاق القطار رقم 979 الى القاهرة بحوالى 3ساعات وجدت فعلا تذكرة كنت سعيدا جدا بها رغم أنها درجة ثانية مكيفة وقلت أفضل من السفر فى الاتوبيس ولكن بعد أن استقللت القطار عشت أسوأ رحلة سفر فى حياتى على المقعد رقم 60بالعربة رقم 9 فبعد أن انطلق القطار من أسيوط بدأ الزحام فى العربة والتكييف لايعمل والركاب يدخنون داخل عربة القطار وكلما توقف القطار أمام محطة يزداد عدد الركاب وبدأنا نتصبب عرقا.

لم أجد أمامى سوى الاتصال بزميلنا «مصطفى عرفة» مراسل «روزاليوسف» ببنى سويف حتى يبلغ المسئولين عن مأساتنا واتصل برئيس مباحث السكة الحديد هناك وأعطانى رقم موبايل رئيس المباحث المقدم جمال محمد وبالفعل اتصلت به وأبلغنى أنه سيتم إعادة النظام الى العربات وعندما وصل القطار الى محطة بنى سويف لم نجد سوى الباعة الجائلين الذين احتلوا عربات القطار لبيع بضائعهم للركاب كما اتصلت بالمهندس سمير نوار رئيس هيئة سكك حديد مصر ولأول مرة فى حياتى أجد مسئولا يكون رده ماذا أفعل لما يحدث فى القطار وأبلغنى بأن الدولة فى حالة فوضى فاندهشت من رده رغم أنه عندما تم اعادة تسيير رحلات قطارات الصعيد خرج علينا المسئولون من وزارتى الداخلية و النقل وهيئة السكة الحديد عن التأمين فى القطارات واستغلال فترة توقفها فى تحسين الخدمة وكفاءة العربات.

حالة الغضب فى القطار لم تقتصر على كاتب هذه السطور سهير جمال مدرسة ترى أن القطارات على خط الصعيد قليلة جدا.. مشددة ان مرفقا مثل السكة الحديد لابد وأن يعمل وبكامل طاقته فالمواجهة هى الحل الوحيد للقضاء على حالة الفوضى والإرهاب الذى يهددنا خاصة مع العودة الامنية الملحوظة فى المحافظات.
وتطالب شيماء مصطفى طالبة بضرورة تعيين جنود مسلحين داخل كل عربة قطار كخدمات أمنية لأن ذلك سيعطى اطمئنانا للمواطنين حيث يوجد ركاب يستغلون عدم وجود أمن فى مضايقة الركاب والبلطجة داخل العربات مطالبة بتكثيف إجراءات التفتيش داخل جميع محطات القطار.

ويشكو محمد رشدى أعمال حرة من نقص عدد القطارات واختفاء تذاكر الحجز وارتفاع أسعارها فى السوق مما دفع الركاب الى استقلال القطارات بدون تذكر خاصة فى ظل عدم وجود تفتيش من «الكمسرية» مما يؤدى إلى وجود زحام وتكدس رهيب داخل العربات وعلى الأبواب الأمر الذى يمثل إهدارا للمال العام وفى هذا يفقد الركاب عنصر الأمان ويعرض السيدات للتحرش.

تشير عواطف عبد العزيز مهندسة إلى أن أجهزة التكييف يتم تعطيلها عمدا بمجرد الخروج من المحطة فتتحول عربات الركاب إلى غلايات تعذيب للركاب.
وتصف ليلى محمد طالبة جامعية رحلتها فى القطار بأنها رحلة عذاب يومية حيث تتعرض هى ومعظم الفتيات من ركاب القطارات لمضايقات الشباب وتحرشاتهم.

وقالت: فى أحد الأيام شاهدت كما شاهد معظم الركاب شابا يقوم بأفعال مخجلة مع إحدى الفتيات التى بكت أمامهم من شدة المضايقات ولم ينجدها أحد من الركاب خوفا من بطش الشباب الذين يستخدمون السنج والمطاوى لتهديد الركاب.

يشكو محمد على حسين من جيوش الباعة الجائلين الذين احتلوا القطارات يروجون لبضائع منتهية الصلاحية واغذية ومشروبات تسببت فى إصابة العديد من المواطنين بالتسمم وأشار الى أن العناصر التى تحدث شغبا فى القطارات لا يجرؤ أحد على الحديث معهم لانهم يحملون أسلحة بيضاء إلى جانب طريقتهم المستفزة أثناء عرض بضائعهم حيث يلقون بضائعهم على الركاب دون إذن أو رغبة.

ويضيف احمد حسين آدم موظف يرى ان هيئة السكك الحديدية لم تستغل فترة التوقف الطويلة فى تطوير مرفق القطارات فنفس القطارات المتهالكة الشبابيك مكسورة وأغلبها بدون زجاج يقينا من برد الشتاء فى ظل تعطل أجهزة التكييف.

وإذا هذا يحدث فى القطارت المكيفة فمابالنا بالاخرى العادية والمميزة يقول على الجزيرى أن القطارات أصبحت مهددة بالكوارث والحرائق فلا توجد بها طفايات للحرائق كما أن الأبواب والشبابيك بدون نوافذ زجاجية ولذلك فهى دائما تكون منفذا لاصابة الركاب بفيروس الانفلونز وتعرض باقى أجزاء الجسم للبرد القارص الذى يتزايد كلما أسرع القطار هذا فضلا عن تردى أحوال دورات المياه، مؤكدا أن الحالة التى وصلت إليها القطارات تعكس حالة الفساد المنتشرة فى هيئة السكك الحديدية.

داخل كابينة أحد القطارات استطعنا الانفراد بأحد السائقين والذى اشترط عدم ذكر اسمه او التصوير وتحدث بعد نظرات ارتياب قائلا «اشتغلت المهنة دى من 30 سنة، والظروف المادية سيئة ولوجالى شغل تانى هسيبه فورا موضحا ان فرامل اليد بها العديد من المشاكل وهذه مشكلة أساسية من مشاكل القطارات كما لا يوجد إضاءة داخل القطارات ليلا وحالة الفوضى والإهمال يعم القطارات والأمن غير مؤهل للتعامل مع البلطجة.
أما داخل محطة قطارات بنى سويف لاذ الجميع بالصمت مؤكدين وجود تعليمات مشددة بعدم الحديث للصحافة.