السبت 15 يونيو 2024
رئيس مجلس الإدارة
هبة صادق
رئيس التحرير
أيمن عبد المجيد

واحة الشعر




يسيل بجوار النيل فى بر مصر نهر آخر من الإبداع.. يشق مجراه عبر السنين والأجيال داخل نفوس المصريين.. فى سلسلة لم تنقطع.. وكأن كل جيل يودع سره بالآخر.. ناشرين السحر الحلال.. والحكمة فى أجمل أثوابها.. فى هذه الصفحة نجمع شذرات من هذا السحر.. للشعر.. سيد فنون القول.. الذى يجرى على ألسنة شابة موهوبة..

 شارك مع فريق «روزاليوسف» فى تحرير هذه الصفحة بمشاركتك على  [email protected]
رسوم: مجدى الكفراوى
حتى يشاء

للورد فى باقاته لم ترسله
أقول: متعب حبيبى
للعيد قد تأخر
فى الطرقات وبالفساتين الجديدة انتظرته ولم يأت
أقول: متعب حبيبى !
لاقمر.. ولانجوم قلت للسارين فى الليل
وللطريق: لاخطى تروح أو تأتى
فى حرم الصمت
فى شجر الإشارة ضوئية أو ذابلة
أقول للأرجيلة المفضضة
لمبسم لايبتسم
لانارة ولامقاه
لاصوت بالغناء قد يشجى
تلك القلوب الواجفة
أقول للسماء الراعشة ولاأرض ولاأثر أقصه
أقول: متعب حبيبى
لامائدة من السماء أريدها
فقط.. ليمونة واحدة له.. له
أقول: متعب حبيبى
لفراشة تدور حول نفسها:
لازهر.. لاربيع.. لا
وللفصوص فى الخواتم:
أن لاعقيق
ولازمرد
ولايواقيت
ولا.. لآلىء
بل لاأنامل
ستلتقى
فى لمسة المعانقة.
لقاعة الأعراس
والتورتة البيضاء
والشكولاه
لشرائط الساتان
لزينة السيارة الحمراء
للضجة.. للأدخنة:
انصرفوا الآن
إن عاجلا أو آجلا
لهم جميعا
أقول: متعب حبيبى
لسرادق منصوبة
لآت من ضفة الحَزن
لاعتب.. لالوم
على الذى لم يبك
لاموطن للدمع
فلم يعد أحد إلينا من هناك كى يقول لنا
وماعواقب الفرح ومانتائج الدمع ؟
فى عالم ميت
ولاملك
يخط شيئا
عن اليمين أو الشمال
فلاحلال أو حرام
فالملك للمالك
أقول: متعب حبيبى
وفى سريره
كغزالة بشمت ومن طعم العسل
وإلى حدود الراحة
متدللا فى القلب حتى شاقنى
متمرغا فى الورد حتى أتأما
غزالتين من تعب
شاخصتان لى بنظرة معاتبة لها من مسكها فوح.. ألم
وبقيت وحدى
فى العين مسك وزجاج متكسر ودمع من عسل
آنية.. آنية حملت دمعى
أسفحه.. أشربه
الخمرة المعتقة
فى كأسها الجديدة
تفطرت
الخمرة الطازجة الحلوة
فى كأسها القديمة
فأنفطر
ومتخم ياحبى
حتى الدلع
أنقََِل الجبل إلى قرب سريره
يهمس من
سوف إليه يسير من ؟
أثََََبت الشمس على برانق الشراشف
فيقول لى: الليل نائم على كف القمر
سقت التلال والجمال
حمل الحرير
أجولة التمر وسكََرى ولم أكد أداويه
حتى تلفت باحثا
عن شاله الذى أضاعه ولم أره ولاأقض مضجعه ولا
على مقاعد الشتاء بلا اكتراث ضمه
سرت وراء بائعى غزل البنات
وباعة الآيس كريم
فى الطرقات
رجوتكم ألا تبيعوا اليوم
لتشتروا منى عذابى مرة
كم بهجة أنفقتها
وفديتها بكل مامعى ياهلى ورفقتى وناسى
أقول: متعب حبيبى
قولوا معى
مع المساكين
يدحرجون أنابيب الغاز
إلى بيوتهم وهم يفكرون فى الليالى القادمة
هل سيكون لهم شرارة وحيدة ونار
وأنت تملك الشرر ؟
مقطع من شعر: عزة بدر

اعتزال بيـّاع مواويل
ايه ؟
مش سامع
مش واخد بالك
من نُقَط الجلوكوز
اللى بتنزل تصرخ ف عروقك
سرحان وكأنك أول مرة تحب
مع انك يا ابن الناس وارث
كل انكسارات مجاريح الحرب
من أول حبّيب فى العالم
حتى آخر عيل نايم
ع التلتوار
قدام تمثال سعد
أنا فاكر نفس البسمة اللى اترسمت ف شفايفك
وانت بتحكى لى على القهوة
عن خرزانة شيخ الكتّاب
وازاى كان نفسك تسرقها
تعمل زى المزيكاتية
وتشاور بيها للعصافير والقِمْرى
على تكعيبة العنب اللى قصاد بيتها
فتقوم تفتح لك شبّاكها
وتغنوا زى محمد فوزى وليلى مراد
ـ روّح
: للّه .. للّه
ـ اسرح
: للّه
ايه ؟
بتبحلق وتشاور كدة
أنده لك ع الدكتور
راخر هتوّصيه ياخد باله
م الأشياء الموجوده فْ رسم القلب
الورده والبيرق والموّال
وحروف منقوشة .. على شجر الجمّيز
ف سنين أحزانها بيوت
دايما تحبل بالحواديت والشعر
وف ساعة الطلق
يطلع من جوفها الفجر
اللى بنستنّاه
حتّة مركب من ورق اللمّيع
بيلالى ف بحر ضباب ويمر
متذوّق بصور
أبطال أفلام الكرتون
ف شوارع « بَنْها «
اللى بتربط تواريخها
ف عريش العربيات الكارّو
اتبعتر عمرك
شوق وشجون وجنون وورق وعرق وروشتات
كان مين يقدر يعملها ، ويلّمه من المتاهات
الاّ اللى الناس بيسمّوه الموت
جالك راكب راهوان ، شايل قلّة ميّة ورد
وعروسه حلاوة
قطع المسافات
وحضن جتتك الهمدانة
م الزنقه فْ طوابير العيش
جتتك العريانة من الريش
راح واخد حبّة قلبك
علشان
يزرعها بمعرفته هناك
تخضرّ
تطلع من جوف القبر
شجرة صبّار
ناخد منها
ونعوص الحَلَمات
اللى بتحلب قهروخوف وسكات
أو جايز تطلع نبْقَة
تفتح أحضانها
وتلّم الطير اللى اتشرّد
بين خلق الله
اكمن غًُنَاه
من غير مونتاج
شعر: محمد علي عزب

هكذا يقرأُ البحرُ
فرَحٌ..
يُسافرُ فى فضاءِ الصَّدرِ،
ينشرُ داخلى ألقَ المحبَّةِ كُلَّما..
نامتْ على خدِّى جداولُ بوحها
هى كوثرٌ،
وتلألؤٌ يتلو هنالكَ ما تيسَّرَ..
مِنْ ترانيمِ ارتحالِ الفُلِّ بينَ جِنانها،
وجَنانها
هى نورسٌ ما زالَ يشدو..
فى سماءِ قصائدى،
ويجوبنى..
قدْ يصطفيهِ البحرُ،
يدنو بازرقاقِ سُهادها نحوي
فأصعدُ..
ثم يقرأُ ما فعلتُ على أريكتها العجيبةِ،
أو يعانقُ عشبَها هذا الفراغُ..
فداونى برحيقها،
وحريقها..
يا وجهها النِّيليَّ
يا وِرْدَ التَّموسقِ، والنَّشيدْ
الآنَ أولَدُ مِنْ جديدْ
الآن أولَدُ مِنْ جديدْ.
شعر :أحمد اللاوندى


عزفٌ على وتر مؤرَّقٍ

عزفـًا على وترى المُـؤَرَّقِ لم أزلْ
فبأيِّ لحن ٍ يستقيـــمُ غنــــــاءُ؟
نامتْ جفونكِ عنْ حبيبٍ ســـاهر
وَ فـَتَحـْتــِهـَا كـــى يَسْهَرَ الغرباءُ
ثكلى جفوني، وَ الدموعُ عصيَّةٌ
كيفَ ابتساميَ وَ الفقيدُ لقـــاءُ؟!
مـُتـَعـَلـِّلًا بالصـَّبـْر رغـْمَ مـَرَارِهِ
هيهاتَ يُجْدِى فى الغِيَـابِ رثاءُ
شوقًٌ بحجم الكونِ ملءُ جوانحي
أهـْـفـُـو لوصْلــِكِ، وَ اللـِّقـَا إرواءُ
يا أيها الصـُّبـْحُ الحَريــقُ كَبُعْدِهَا
لا حــَى يُرْجَــى إذْ يغيــبُ الماءُ
يا مـُزنـَةَ العشقِ المعتَّقِ أمطريني
تكـْـتَسى بخـَضـَــــارها الصَّحـْراءُ
وَجْـهُ الحياةِ بدونِ وَصْلكِ عابسٌ
وَ الصـُّبحُ وَهْمٌ لم يزرهُ ضيــَــاءُ؟!
إنى لأكتبُ منــكِ فيـــكِ قصائدى
فيغـــــارُ مــن إبهارها الشعراءُ
وَالشِّعرُ مــا لمْ تمنحينى وَحـْيَه
لم يـُغْرِنـِي، فحروفـُهُ جـَوفَـــاءُ
أنـَّى لمَنْ نَكَـأ الجـرَاحَ شفَــــاؤها؟
جُـرْحُ الأحبـَّةِ ليسَ مِـنْــهُ شِفَــــاءُ
لمَّا اقتربْنَا منْهُمُ، ارتَحَلـُوا، وَ مَـا
أغْنـَى عَـنِ البعدِ اللـَّعِيــنِ رَجَــــاءُ
لمَّـا ابتَعَدنا عنهُـمُ، فاضـوا أسَـىً
رسَمُوا التوسُّلَ فى العيونِ وجَاءوا
فعلــى الذى هـَدَمَ الجدارَ بنــــاؤهُ
حتى إذا استعصــى عَليـْـهِ بنـَـــاءُ
الحــــاءُ فـى الحــُبِّ اكتمالٌ آجـلٌ
كــُلُّ السعــادة حيــنَ تأتـى البـَـاءُ
فتعجَّلي، سَيـْـفُ التـدللِ قـــاتلٌ
وَ إذا قـُتِـلْـتُ فـَلـَيْسَ فى عَــزَاءُ


مين يرد الروح لجسمه؟

بيموت..
من كل الأشياء حواليه
م الخوف..
م الوحدة..
م الليل..
من نظرات الناس
من سؤالات بتدور فى دماغه..
مش لاقيه جواب
من أصحابه اللى سابوا..
قلبه ينزف..
من غير ما يغطوه..
حتى بورقة جورنان
من جسمه اللى مش قادر يتحمل
م الهم اللى مجرجر روحه..
على الأسفلت لسابع أرض
من عقله اللى مش عارف يستوعب..
إن الكون زى ما بيدور
الناس برضه بتتغير
بيموت..
فى اليوم الواحد أكتر من مرة
من أنفاسه المهدودة
وخطواته المحسوبة
وأفراحه المسروقة
من أيامه اللى بتطرح شوك..
أكتر م الورد
ومن غير طعم ولون
من عمره الضايع منه هباء
من قلقه ف عز الليل..
الرافض يمشى
من قلبه اللى ما نامشى
بيموت..
والدنيا عليه بتضيق
رغم بساطة أحلامه
بيموت..
علشان هو مسالم أكتر م اللازم
بيموت..
علشان الحتة اللى ف صدره..
مش بتبطل دق
بيموت..
اكمنه طيب جداً
بيموت..
ويموت..
ويموت

شعر: مجدى عبدالرحيم