الأربعاء 26 يونيو 2024
رئيس مجلس الإدارة
هبة صادق
رئيس التحرير
أيمن عبد المجيد

متحف جاير أندرسون أو «بيت الكرتيلية» فى انتظار زائريه بمصر القديمة




كتبت- هاجر كمال


كثيرا ما نتجول فى شوارع القاهرة ونجد العديد من المتاحف والمساجد ‏الاثرية المشهورة، وما اكثر هذه الاثار والمساجد بمنطقة مصر القديمة، ‏حيث تحوى العديد من المساجد والمتاحف الرائعة، ولكن هناك العديد من ‏المتاحف لم تأخذ حظها من الاهتمام، ومن ‏بين هذه المتاحف متحف «جايراندرسورن» والمشهور بـ«بيت الكرتيلية».‏

يقع متحف جاير اندرسون ضمن مجموعة من الآثار الإسلامية بمنطقة مصر ‏القديمة، من ‏بينها جامع احمد بن طولون والذى يرجع تاريخ بنائه الى القرن ‏الثالث ‏الهجرى ومدرسة صرغمتش‎ ويتكون المتحف من بيتين لكل منهما فنائه الخاص به، ‏البيت الاول يرجع ‏تاريخ بنائه الى سنة 1041 هـ وقد بناه الحاج ‏محمد بن الحاج سالم بن ‏جلمام الجزار، وسجل اسمه وتاريخ بنائه على ‏افريز من الخشب فى السبيل ‏، وفى تاريخ لاحق انتلقت ملكية هذا البيت الى ‏سيدة من جزيرة كريت ولهذا ‏اشتهر المنزل باسم بيت «الكرتيلية» نسبة الى ‏الجزيرة، اما البيت الثانى فقد ‏بناه عبدالقادر الحداد سنة 947 هـ - 1540 م ‏ويعرف باسم بيت آمنة بنت ‏سالم، وتم توصيل البيتين عن طريق قنطرة ربطت بين البيتين ‏وأطلق عليهما ‏بيت الكرتيلية، ويوجد فى مدخل البيت البير ‏المسحور، ويحوى العديد من ‏الغرف تضم لافتات تشرح تاريخ محتوياتها.

كما يضم المتحف جناح ‏السلاملك لاستقبال الزوار والحرملك ‏جناح الحريم الى جانب المكتبات ‏وغرف النوم، وكل غرفة ‏تحوى أثاثاً من كل مكان فى العالم ‏وهناك غرفة  تضم أنتيكات من الصين، واخرى تضم كراسى من الهند، ‏ومجموعة أندرسون تحوى نجف من ‏إيطاليا، ترابيزات إنجليزى وسجاد ‏فارسى وايضا غرفة معروفة بإسم «متحف ‏البيت» فى مجموعة من القطع ‏الأثرية المصرية، وكان ضمن المجموعة ‏تابوت كان فيه موميا من طيبة، ‏وتمثال لراس نڤرتيتى... وساهم جمال المتحف وروعته فى جذب الكثير من صناع السينما وتم تصوير فيلم «جيمس بوند ... الجاسوس الذى أحبنى - The Spy who loved me فى 1977، وايضا فيلم «شَهد الملكة» بطولة نادية الجندى وفريد شوقى ومن تأليف نجيب محفوظ سنة 1985.

يذكر ان جاير أندرسون ولد فى بريطانيا عام 1881م، وعمل طبيبا فى ‏الجيش الإنجليزى وكان من بين الضباط الذين خدموا فى الجيش الإنجليزى ‏والجيش المصرى فى وادى النيل، واستقر بمصر التى عشقها واعتبرها ‏وطنه الثانى منذ عام 1908م، وكان أندرسون مهتما بالأثار من العصور ‏المختلفة وخصوصا الفن الإسلامى حيث قام بتجميع مجموعات نادرة تعرض ‏حاليا فى المتحف.. ومنح الملك فاروق «اندرسون» سنة 1943 لقب باشا تقديرا منه ‏لهذا ‏الرجل ‏وأوصى ان تظل هذه التحف فى البيتين وأن يحول الى متحف ‏عند ‏وفاته أو ‏رحيله.‏