الأربعاء 26 يونيو 2024
رئيس مجلس الإدارة
هبة صادق
رئيس التحرير
أيمن عبد المجيد

تسونامى الصرف الصحى يجتاح بنى سويف الجديدة




   بنى سويف ـ مصطفى عرفة ومحمد عبدالحليم

المياه تخترق الجبال.. وتنحدر نحو النيل.. و86 مصنعا مهدداً بالتوقف عن العمل
اجتاحت مياه الصرف الصحى المدينة الصناعية والسكنية بمدينة بنى سويف الجديدة شرق النيل، وارتفعت المياه فى الشوارع لأكثر من نصف متر، بسبب انهيار الأحواض الخاصة بمحطة صرف المدينة، مما عكس بدوره تسرب المياه بكميات ضخمة ملأت شوارع المدينة السكنية وشلت الحركة المرورية بالطريق الصحراوى الشرقي، لتخترق المياه جبل سنور منحدرة ناحية النيل.


أعلنت الأجهزة التنفيذية بالمحافظة حالة الطوارئ القصوى لمواجهة الكارثة، وقامت بفصل التيار الكهربائى وقطع مياه الشرب لإصلاح الأعطال الموجودة بالمحطة والأحواض التى تسببت فى غرق المنطقة والإطاحة بها.


وأجرى المستشار مجدى البتيتى، محافظ بنى سويف، اتصالا هاتفيا بالدكتور مصطفى مدبولى، وزير الإسكان والمرافق والمجتمعات العمرانية، طالب خلاله بسرعة التحرك للسيطرة على انهيار خزانات وأحواض ومحطات الصرف الصحى.


وكلف البتيتى المسئولين بالمحافظة بالتعاون مع عدد من المقاولين بإنشاء جسر لحجز المياه بصورة سريعة قبل تسربها إلى مياه النيل، وتوفير المعدات الثقيلة واللوادر والكراكات للسيطرة على تدفق مياه الصرف الصحى، لافتا إلى تسخير جميع إمكانيات المحافظة للسيطرة على الموقف.
وطمأن محافظ بنى سويف الأهالى بأن الصرف الصحى لن يصل إلى نهر النيل ولن تختلط بمياه النهر، وأن نائب الوزير وعددا من المسئولين بوزارة الإسكان وصلوا للمحافظة لمتابعة الموقف والتوقف عليه.


وأوضح البتيتى أن ما يتم حالياً عبارة عن علاج مؤقت وأنه لابد من بناء جسر بطريقة فنية ويكون صلباً حتى لا تتكرر الكارثة، منوها إلى انهيار الجسر العام الماضى لتخزين كميات كبيرة من مياه الصرف الصحى والتى تفوق سعته وترتفع عن سطح الأرض مما يعرضه إلى الانهيار.
كانت قد استعانت شركة مياه الشرب والصرف الصحى ببنى سويف بمعدات ثقيلة من محافظة القاهرة للسيطرة على المياه التى غمرت المدينة الجديدة بعد انهيار الأحواض الترابية الخاصة بتخزين مياه الصرف الصحى المعالجة.


أكد المهندس محمود طه، رئيس شركة مياه الشرب والصرف الصحى بالمحافظة، أن انهيار محطة الصرف الصحى بشرق النيل ليست مسئولية الشركة لأن المحطة تم تسليمها إلى جهاز مدينة بنى سويف الجديدة.
وقال رئيس الشركة إننا توقعنا الانهيار منذ فترة ليست بالبعيدة، وأخطارنا بذلك رئيس الجهاز منذ شهرين لاتخاذ التدابير اللازمة، لكن لم يستجب وضرب بشكوانا عرض الحائط.


من جانبه لفت المهندس محمود أبو زيد، رئيس جهاز مدينة بنى سويف الجديدة، إلى أن إبراهيم محلب، رئيس الوزراء، اعتمد 200 مليون جنيه لتطوير محطة الصرف الصحى بشرق النيل، وجار تطويرها وإنشاء أحواض جديدة بعيدة عن الأحواض الحالية.
وأشار أبو زيد إلى أن العمل بالمشروع سينتهى خلال العام الجاري، بتكليف مباشر من رئيس الوزراء، مشيرا إلى أن انهيار الأحواض الحالية يعود لعدم قدرتها على استيعاب المياه القادمة إليها ووجود أخطاء فنية فى تصميمها، مؤكدا أن المحطة حاليا غارقة فى مياه الصرف الموجودة بها منذ سنوات، مشددا على المحاولة للحيلولة لمنع وصول مياه الصرف لنهر النيل بشفط المياه.


وأوضح المهندس كمال فهمى، نائب رئيس هيئة المجتمعات العمرانية الجديدة لتنمية وتطوير المدن، أنه تم التدخل لإصلاح الجسر المنهار بمحطة الصرف الصحى بمدينة بنى سويف الجديدة وتقوم الأجهزة المعنية بشفط المياه من المناطق التى تأثرت بالأزمة.
وأضاف فهمى أنه فور انهيار الجسر انتقلت معدات جهاز مدينة بنى سويف الجديدة وتم إصلاح الجزء المنهار، بالتوازى مع شفط المياه من الشوارع، مشيرا إلى أن أعمال شفط المياه تتم حتى الآن ومن المتوقع الإنتهاء منها خلال ساعات.
وأشار نائب رئيس هيئة المجتمعات العمرانية الجديدة إلى أن جميع مسئولى جهاز المدينة موجودون فى مواقع العمل منذ وقوع المشكلة، وهناك تعليمات من الوزير بمتابعة الموقف أولا بأول لحين الانتهاء من حل المشكلة.


جدير بالذكر أن الموقف كان  مأساويا داخل المنطقة الصناعية بعد أن غمرت مياه الصرف الصحى منطقة الصناعات الخفيفة بالمنطقة الصناعية ما ينذر بتوقف العمل وتشريد آلاف العاملين، فضلا عن تلف الخرسانات والأساسات وظهور كميات كبيرة من المياه داخل أرضيات المصانع.
وتبعد محطة الصرف عن تلك المصانع ما يقارب من 5 كيلومترات، وتستقبل مياه الصرف الصحى من المصانع والمناطق المجاورة وتقوم بتفريغها فى المنطقة الجبلية المحيطة بها والتى تقع فى مستوى أعلى عن تلك المصانع لذلك تندفع المياه إلى المصانع وتغمرها مهددة بسقوط المنشآت وتوقف العمل بتلك المصانع والتى تضم 86 مصنعا للرخام وتشكيل المعادن والصناعات الكيماوية وبورسلين ومطاحن للقمح ومضرب للأرز وغيرها يعمل بها الآلاف من أبناء بنى سويف.


قال حامد صديق، مدير منطقة بياض العرب الصناعية، سبق وأن حذرت أكثر من مرة انهيار محطة الصرف الصحى والآن احذر وبشدة من كارثة مفجعة بسقوط محطة كهرباء شرق النيل التى تغذى ليس فقط المنطقة الصناعية وإنما منطقة شرق النيل بأسرها على وشك الانفجار نتيجة غرقها فى مياه الصرف الصحى ونحن ننتظر بين لحظة واخرى سقوط المحطة.