الخميس 16 مايو 2024
رئيس مجلس الإدارة
هبة صادق
رئيس التحرير
أيمن عبد المجيد

استشهاد العميد طارق المرجاوى فى المحاولة الثانية لاغتياله




متابعة - سيد دويدار


لم يستطع العميد طارق المرجاوى رئيس مباحث قطاع غرب الجيزة الهروب هذه المرة من القدر والاستشهاد، حيث كانت المرة الأولى عندما استهدفته جماعة أنصار بيت المقدس الإرهابية والعميد جرير مصطفى مدير المباحث الجنائية أمام سينما رادوبيس، حيث انفجرت القنبلة بعد رجوعهما من الطريق الذى كانا يسيروا فيه لنشر أنصار بيت المقدس الإرهابية بيان بنجاة العميد طارق المرجاوى وجرير مصطفى وتتوعدهما بمزيد من الدماء جزاء لهما لتصديهما لتظاهرات الإرهابية بمنطقة الطالبية. عقارب الساعة تشير إلى العاشرة مساء، بينما يتلقى الشهيد طارق المرجاوى مكالمة تليفونية من قيادى بمديرية أمن الجيزة يخبره فيها أن هناك معلومات من قطاع الأمن الوطنى تفيد باعتزام طلاب الإرهابية بالتظاهر والتعدى على رجال الشرطة بعد الخروج من الحرم الجامعى. لحظات ويجرى الشهيد مكالمات مع مفتشى مباحث فرقة الغرب يخبرهم بضرورة الحضور فى محيط الجامعة وحدد أسماء ضباط المباحث واتفق على حضورهم فى التاسعة صباحا.
بينما اللواء كمال الدالى مساعد الوزير لأمن الجيزة ينسق مع الحمكدار ونائبه لضرورة التواجد بمحيط جامعة القاهرة للسيطرة على التظاهرات.
بالفعل حضر الشهيد فى تمام الساعة العاشرة صباحا وتفقد الحالة الأمنية سيرا على الأقدام ثم عاد مرة أخرى إلى مقر الاستراحة الذى استشهد فيه، وجلس بجوار اللواء عبد الرءوف الصيرفى نائب مدير الأمن لقطاع الغرب بعدما دخل عليهما معاون مباحث قسم شرطة الجيزة، على الشهيد الذى كانت على وجهه ابتسامة خفيفة، وقال لمعاون المباحث حسن عبيد رئيس القطاع ليحيى خليك فاعتذر معاون المباحث وأمره الشهيد بنشر رجال المباحث وملاحظة الحالة الأمنية. وفيما يتابع الشهيد دوائر أقسام العمرانية والطالبية والهرم والجيزة وبولاق وقع انفجار ضخم يهز أركان مبنى الاستراحة الذى كان بجواره، وعندما التفت من هول المشهد، انفجرت القنبلة الثانية لتقضى عليه وتصعد روحه الطاهرة إلى بارئها تشكو له غدر الإرهاب وقلة الإمكانات.
لحظات ويهرول جميع ضباط المباحث إلى مكان الانفجار ليجدوا الشهيد العميد طارق المرجاوى ملقى على الأرض والدماء تنزف من رأسه وفمه واللواء عبد الرءوف الصيرفى ملقى على الأرض مصاب بجروح فى الرأس ومغشى عليه من شدة الانفجار والألم، كما أصيب العميد عادل هيكل مساعد الفرقة والعقيد حازم العراقى وكيل إدارة مباحث التموين فى قدمه.
الذعر يسيطر على المنطقة بعد سماع صوت الانفجار وضباط مباحث قسم شرطة الجيزة والأمناء يحاولون إنقاذ الشهيد ولكن باءت جميع محاولاتهم بالفشل وبكى ضباط المباحث عندما تأكدوا أن العميد طارق المرجاوى استشهد.
دقائق معدودة وتصل سيارات الإسعاف وقيادات مديرية أمن الجيزة إلى مكان الحادث وفرق المفرقعات بأشهر كلاب فى الفرقة ويدعى «سمبا» لمعاينة مكان الانفجار، حيث تبين أن العلبتين زرعهما مجهولون فوق الشجرة التى تعلوا الاستراحة وتواجد قيادات الأمن يوميا فى التظاهرات، حيث تبين أن بلاط الغرفة تكسر من شدة الانفجار كما تبين وقوع أفرع شجر، مما يدل على أن القنبلتين تم زرعها فوق الشجرة، وتم فرض كردون أمنى وقررت الداخلية إخلاء جامعة القاهرة.
المعاينة والرعب
فيما وصلت مدرعات الشرطة وسيارات قيادات أمن الجيزة إلى مكان الانفجار ونشر أجهزة كشف المفرقعات ويتجول الكلب «سيمبا» من فصيلة اللابدور لفحص المكان والسيارات المتواجدة وأثناء معاينة المعمل الجنائى وفرق المفرقعات والنيابة العامة انفجرت قنبلة ثالثة ليعلو صوت الانفجار سماء جامعة القاهرة وتتساقط فروع الشجرة مرة أخرى ويحدث حالة من الذعر مرة أخرى ولكن بدون سقوط شهداء. فيما تضطر أجهزة أمن الجيزة إلى فرض كردون أمنى وإطلاق أعيرة نارية فى الهواء لإبعاد المواطنين عن موقع الانفجار حتى لا يسقط ضخايا.
بعدها تلقت شرطة النجدة بلاغا مهما يفيد بالاشتباه فى وجود سيارة ماركة لانسر فضى اللون تقف فى وسط الطريق وعلى الفور يتوجه ضابطان والكلب سيمبا إلى السيارة لفصحها وتبين سلبية البلاغ.
فيما صرح مصدر أمنى لـ«روزاليوسف» بأن المعلومات، تشير إلى أن مجهولين وضعوا القنابل فوق الشجرة فى ساعة مبكرة من صباح يوم الانفجار وذلك لصعوبة أن ترصدها الكلاب المدربة، وأضاف المصدر: إنه قد يكون تم تفجيرها عن بعد عن طريق هاتف محمول، حيث عثر على بقايا هاتف محمول فى مكان الحادث.
بينما أكد العقيد حازم العراقى المصاب أنه أثناء وقوفه بجوار الاستراحة الأمنية فوجئ بالانفجار يهز أركان المكان وسقوط الشهيد طارق المرجاوى فى بركة من الدماء.
وفى مفاجآت جديدة رصدت أجهزة سيادية تحذير «الصفحة الرسمية لاتحاد طلاب كلية الهندسة» على موقع الفيس بوك تحذير من أدمن الصفحة للطلاب بعدم التواجد فى توقيت الانفجار خوفا على حياتهم وأن البوست تم نشره قبل الانفجار بساعة تقريبا.