الجمعة 17 مايو 2024
رئيس مجلس الإدارة
هبة صادق
رئيس التحرير
أيمن عبد المجيد

تعاملنا مع الانتخابات على أنها فريضة وطنية على كل مصرى




جاء يوما السادس والعشرين والسابع والعشرين من مايو بمثابة توقيع عقد الاتفاق ما بين المصريين وبين من سيفوز برئاسة مصر، فكل مصرى توجه لصندوق الاقتراع وقع وثيقة مستقبل مصر المقبل، هذا هو حال المثقفين أيضاً باختلاف توجهاتهم الذين حرصوا على المشاركة الإيجابية بالانتخابات الرئاسية ونزل معظمهم للإدلاء بأصواتهم وتسجيل إمضاءاتهم بقدر حرصهم على ما طالبوا به المرشحين الرئاسيين فى لقاءاتهم بهما قبل ايام قليلة من الآن، لساعات طويلة أكدا فيها على حسن اختيار «البطانة» التى لا بد ان تخلو من أصحاب المصالح والمنتفعين، مؤكدين أهمية وقيمة الاهتمام بالثقافة الآتى هما قوة مصر الحقيقية والناعمة. كيف رأى المثقفون أول أيام الانتخابات الرئاسية وكيف بد أمامهم مشهد المصريين فى صفوفهم وأمام صناديق الاقتراع؟
فى التقاطه للحظة مثيرة للانتباه له يصف الدكتور جابر عصفور وزير الثقافة الأسبق والناقد الأدبى المشهد قائلا: رأيت اليوم الأول للانتخابات يوماً رائعاً فى تاريخ مصر ورأيت شعباً عظيماً حقًا.. لجنتى الانتخابية فى مدرسة بالدقى تحديداً بشارع إيران الممتد ما بين شارع الدقى وشارع محيى الدين أبو العز، هذه المدرسة تقع فى الربع الأول من الشارع، حين وصلت لمقر اللجنة كان هناك طابور طويل ممتد حتى نهاية الشارع من السيدات باختلاف أعمارهن، وكن يغنين ويرقصن وكأننا فى عرس كبير، عند دخولى لمقر اللجنة وجدت سيدة كانت قد انتهت من الإدلاء بصوتها ممسكة بعلم مصر وتغنى «تسلم الأيادى ..السيسى رئيس بلادى».. فطلبت منها بأن تتوقف خاصة أن ذلك يعتبر توجيهاً منها للناخبين وهو ضد القانون، فما كان منها إلا أن انزعجت من ملاحظتى وقالت: أنا حرة، وهى تنظر إلى عابسة! ثم اتجهت بعيداً فى اتجاه الخروج وهى تغنى ثانية وتلوح بعلم مصر ليشاركها الناخبون فى الخارج المنتظرون الغناء وترديد ما تقوله... ما أكثر ما لفت نظرى أيضاً اهتمام حتى المرضى لدرجة أنهم يتحركون بالكراسى المتحركة بالمشاركة، هذا شعب ليس هينا على الإطلاق، وأحب أن أقول للرئيس المنتخب احذر من احباط وخذلان هذا الشعب، فهو لن يرحمك.. حقيقة أنا متفائل ومعنوياتى مرتفعة طوال اليوم.
أما الكاتب وأستاذ المكتبات بآداب القاهرة الدكتور زين عبدالهادى ففى حماسه المعهود يصف المشهد الانتخابى قائلاً: شتان بين هذا المشهد ومشهد انتخابات الرئاسة 2012، فى الأول كان الإخوان والسلفيون يملأون الطرقات إلى مقار الانتخابات، اليوم نساء مصر حسمن المسألة على ما يبدو، إذ أعتقد جازما أن كل النساء المؤمنات بالفكر الليبرالى أو عدالة أن مصر تستحق الهدوء بغض النظر عن أن أصواتهن لمرشح بعينه، وهو ما أسعدنى للغاية، فى الطريق من حدائق الأهرام حتى نهاية شارع الهرم، الزغاريد والأعلام، الكل ينتظر الفرج، الكل ينتظر الهدوء، الكل ينتظر الحرية، الكل ينتظر القضاء على الفساد، الكل ينتظر العدل، الكل ينتظر دولة محترمة تستحق أفضل مما هى فيه مليون مرة.. فهل سيحقق الرئيس القادم ذلك.. أعتقد أنه لا بد أن يفعل.. فقد تغير الشعب!
أما الكاتبة سلوى بكر ففى جمل قصيرة أرادت تلخيص المشهد الانتخابى فى سطور قليلة قائلة: لجنتى بمنطقة المقطم والتى توجهت إليها فى الظهيرة... عايشت يوماً إيجابياً جداً من مشاركة فئات مختلفة تنوعت ما بين جيرانى وبين حراس العقارات والمهنيين الذين رأيتهم حقيقة يبحثون عن شىء مغاير، وهو أحد أهم نتاجات ثورة «25 يناير» التى خلقت وعياً سياسياً مختلفاً لدى الشعب الذى نرى تجلياته فى المشاركة الحقيقية بصنع القرار والتحول الديمقراطى، لكن اللافت لنظرى وربما يكون عامل الوقت هو السبب حيث إننى نزلت فى الظهيرة، إنه تقريباً كانت السيدات هن الأكثر اهتماما بالمشاركة فى الوقت الذى تقريباً لم ألمح شباباً مشاركاً وهو ما استوقفنى، فيما قد يكون كما ذكرت عامل التوقيت هو السبب فى غيابهم حيث ان الكثيرين كانوا لايزالوا فى أعمالهم.
فى لغة شاعرية وأسلوب هامس وصفت الناقدة الأدبية الدكتورة أمانى فؤاد المشهد الانتخابى بالرائع من حيث المشاركات الجماهيرية واهتمامهم المتحمس فى الإدلاء بأصواتهم وحرصهم على دعم مصر فى التقدم والبناء مطالبة الرئيس المنتخب بعبارات قليلة قائلة: أيها القادم... تنتظر مصر أن تراك.. دعونا جميعا نفكر كيف نحشد قوانا لنرمم انقسامات هذا الوطن..لنشارك فى تنميته، نقتنص حريتنا ولا نفرط فيها.. نحترم دولة القانون والمواطنة والمؤسسات بلا انحناء.. وبكل اليقظة.
صفت الناقدة الأدبية الدكتورة هويدا صالح اليوم الأول للانتخابات، بأنه مشهد جضارى لا مثيل له داعية بأن يكتمل هذا المشهد بالخير الذى يرجوه المصريون، مؤكدة قيمة المشاركة النسائية بقولها: كثيراً ما أكدنا أن النساء هن الكتلة الحرجة لكن دون جدوى! نساء مصر هن الأمل، ثم وجهت حديثها للمقاطعين للانتخابات قائلة: فلتظلوا هكذا جالسين على مواقع التواصل الاجتماعى تحادثون أنفسكم فيما لا يفيد، فلو أن خوفكم على مصر حقيقياً فعليكم المشاركة والنزول للانتخابات، واختاروا من تريدون، فحين أرى رجلاً بعصاه نزل لينتخب أو مسنة على كرسى متحرك تنتخب، أو مسنة أخرى وهى مبتهجة وتتمايل وكأنها فى ريعان شبابها أمام اللجنة، كذلك فتيات مراهقات وشابات لم يأبهن بحر الشمس ونزلن، فى الوقت الذى فضل فيه كثيرون بالولولة على الفيس بوك، يصرخون من عودة دولة مبارك فهذا اراه غباء وجهلاً، وادعاءات كاذبة بمعرفة معاناة البسطاء والفقراء والعجائز.
فى كلمات تؤكد الوطنية وحب مصر اعتبر الكاتب فؤاد قنديل أن النزول لصناديق الاقتراع والمشاركة بالانتخابات هى واجب وطنى بلا شك، وقال: يجب على كل مصرى أن يذهب للانتخابات والإدلاء بصوته، من أجل استعادة مصر المخطوفة، فالمشاركة فى انتخابات الرئاسة هى واجب وطنى، كان تصويتى فى اللجنة الانتخابية بنادى الترسانة، وكنت حريصاً  على تشجيع الآخرين على المشاركة بهذا اليوم التاريخى لمصر، فكل من شارك بالانتخابات الرئاسية شارك فى كتابة وتخطيط مستقبل مصر.
الناقدة التشكيلية الدكتورة فينوس فؤاد أصرت على وصف المشهد الانتخابى بان مصر اليوم فى عيد على غرار الأغنية الوطنية الشهيرة للفنانة المعتزلة شادية، لما شهدته من فرح وبهجة وغناء ورقص وزغاريد يرددها المصريون على اختلافهم فتيات ونساء وشيوخ ورجال ومعاقين والسيدات الحوامل، ومن أكثر ما لفت نظرها هو توفير الكراسى المتحركة بكل اللجان لاستقبال كبار السن والمرضى من باب السيارة حتى باب اللجنة، وانهت كلمتها بجملة: تحيا مصر بجيشها الرائع.
أما الناقد التشكيلى عزالدين نجيب يقول: توجهت للإدلاء بصوتى فى الانتخابات الرئاسية بمقر لجنتى بمدرسة السعادة الابتدائية بحى الزيتون، وفوجئت بعدم وجود زحام وطوابير للناخبين رغم أنها ساعة الذروة، لكن العملية سارت بسهولة ويسر، فى ظل وجود المشرفين على العملية الانتخابية بإخلاص واحترام، ولقد أعطيت صوتى للمشير عبد الفتاح السيسى لأنه رجل المرحلة الحالية، لوطنيته واتساع أفقه، وإننى اندهش ممن وصفوه بالشخصية الدكتاتورية، فالدستور يمنع ظهور رئيس دكتاتور لأن المجلس النيابى أصبح يمتلك أكثر من نصف صلاحيات الرئيس، وأشار إلى أنه مستاء من المقاطعين للانتخابات التى اعتبرها فريضة وطنية على كل مصرى مخلص لمصر.
أكد الكاتب إبراهيم عبد المجيد أنه أعطى صوته لصباحى بالرغم من ضعف فرص نجاحه، لكنه يراه الرجل المناسب لحكم مصر، لأنه المرشح الرئاسى الذى يمتلك برنامجاً انتخابياً واضحاً، وبالرغم من أن السيسى كان له الدور الكبير فى إنقاذ مصر من ظلام الإرهابية، لكنه كمرشح رئاسى لا يمتلك برنامجا واضحا، يستطيع من خلاله فهم رؤيته المستقبلية أو قراءة أفكاره للمرحلة المقبلة من تاريخ مصر.
أما الشاعر زين العابدين فؤاد شاعر العامية فلقد أكد انه منح صوته حمدين صباحى، واصفا برنامجه الانتخابى بأنه برنامج الثورة التى شارك فيها فؤاد ويحلم بتحقيق أهدافها، مشيرا إلى أنه ليس معنى ذلك أنه يعارض المشير السيسى لكنه كان يتمنى أن يظل فى منصبه كوزير للدفاع، وتحفظ على وجود عدد من «التوك التوك» أمام اللجان الانتخابية تستهدف الدعاية للمشير!
فى مناورة حوارية للفنان محمد عبلة العضو السابق بلجنة الخمسين بأنه منح صوته فى الانتخابات الرئاسية لكلا المرشحين الرئاسيين السيسى وصباحى «لأنهم حلوين وبيكملوا بعض»، وكعادته وحبه للتجوال بين الناس، قرر عبلة أن تكون جولته لمتابعة الانتخابات حول عدة لجان انتخابية فى المنيل والهرم ووسط البلد، التقط صوراً للناخبين والقائمين على مراقبتها، وسجل عدة ملاحظات كان أهمها تواجد النساء بكثافة وكذلك كبار السن فى اللجان الانتخابية بوسط البلد، بينما يتزايد إقبال الشباب فى الهرم، مؤكدا أن الأهم هو نزول المواطنين للمشاركة السياسية الفعالة بغض النظر عن المرشح الذى سوف ينتخبونه.
حلم بعث ناصر جديد ما زال هو المسيطر على مخيلة فنان الكاريكاتير جورج البهجورى الذى أدلى بصوته للسيسي، الذى يمثل له شخصية الرئيس الراحل الزعيم جمال عبد الناصر القادرة على حكم مصر فى هذه الظروف، واثنى على الأداء المشرف لرجال الجيش وتعاونهم مع الناخبين وتقديم المساعدة لهم، وكذلك دور الهيئة المشرفة على الانتخابات.