الأربعاء 26 يونيو 2024
رئيس مجلس الإدارة
هبة صادق
رئيس التحرير
أيمن عبد المجيد

لينين الرملى: أنا مؤيد للسيسى من أول لحظة ولا أرى عودة للحكم العسكرى




حوار - هند سلامة

حالة من المتعة والانسجام سيطرت على لقائى بالكاتب والمفكر المسرحى الكبير لينين الرملى فبمجرد وصولى منزله الهادئ بحى المهندسين بدأنا فى الحديث عن أوضاع مصر خلال الفترة الحالية وعن تفاصيل أخرى عديدة واستمر حوارى معه لمدة أربع ساعات متواصلة وتضمن كلاما للنشر وآخر «مش للنشر».. وإليكم جانبا من الحوار:
بالطبع لم أكن أتوقع سقوط الإخوان بهذه السرعة لكن الناس بعد فترة قصيرة بدأت تتذمر من الوضع لأن الإخوان تصرفوا بجنون دون أن يضعوا اعتبارا لأى شىء وجنونهم كان متكررا فى مواقف عديدة وبالتالى كان لابد أن يثور عليهم الشعب خاصة أن السيسى والمسئولين عن البلد كانوا يعلمون جيدا مدى خطورة الموقف.  

■ البعض يقول بأن مصر عادت من جديد للدولة القمعية والحكم العسكرى خاصة بعد فوز السيسى بالرئاسة، ما رأيك ؟
- دائما كنت ضد الحكم العسكرى منذ أيام عبدالناصر وبالتالى كنت ضد السادات لكن ليس هناك مبدأ الضد على طول الخط فليس هناك شىء مطلق والأمر هنا مختلف تماما وطوال الفترة الماضية كتبت عدة مقالات عن أسباب اختيارى للسيسى فأنا مع السيسى من أول لحظة،  وأذكر أننى وقت التنحى أيام نكسة 67 ورغم أننى كنت ضد عبد الناصر دائما إلا أننى لم أتردد لحظة فى النزول مع الشعب لرفض تنحيه عن الحكم ورغم علمى بأنه يخدع الناس لكن لم يكن هناك بديل عنه وقتها ولم أر شخصا غيره يصلح لرئاسة الجمهورية لذلك أيدت عودته للحكم من جديد، وبالتالى لا أفهم وجهة نظر المعارضين والشباب الرافضين للسيسى دون إبداء أسباب وبلا مبرر يذكر رغم التباين الشديد بين نموذج السيسى ونموذج عبد الناصر لأننى أراهم مختلفين على طول الخط، فمن غير السيسى يصلح لرئاسة الدولة فى الوقت الحالى بعد ما أنقذنا من كارثة حقيقية وغامر بنفسه وفعل ما فعل فى 30 يونيو.
■ كيف ترى إختلافًا شديدًا بين السيسى وعبد الناصر.. ومؤيدوه يرون فيه  زعامة عبد الناصر؟
- كثيرون من مؤيدى السيسى يقولون إنه مثل عبد الناصر وكذلك حمدين قال إنه مثل عبد الناصر لكن السيسى لم يذكر أنه خليفة لعبد الناصر أو أنه يضع صورته بمنزله أما حمدين فهو رجل يبيع كلامًا وليس لديه شىء حتى يقدمه لذلك فهو يتمسح بعبد الناصر لكن عندما نسأله هل سيكون قمعيا مثل عبد الناصر او أنه سيعيد نظامه بالكامل يقول لا إذن فأنت مثل عبد الناصر فى أى شىء؟!  لأن عبدالناصر فى رأيى كان لديه مشروع خلافة وهو تحقيق حلم القومية العربية مثل الإخوان المسلمين تماما لكنه كان لم يستطع تسمية هذا المشروع بالخلافة لأنه كان يريد أن يكون الخليفة والملك عبد الله كان لديه مشروع الهلال الخصيب الذى يضم العراق بالاتفاق مع ابن عمه هناك والضفة الغربية ثم الشام والأردن ولبنان لأن اقوى جيش فى المنطقة كان جيش الأردن 60 ألف عسكرى على رأسهم جنرال انجليزى، أما الجيش المصرى فكان 18 ألف عسكرى، فأى زعامة يحملها السيسى أو حمدين من عبد الناصر الذى أرى أن نموذجه من المستحيل أن يتكرر من جديد لكن بالطبع سيكون هناك منافقين وستكون هناك معارضة حقيقية ومعارضة قذرة.
■ من تقصد بالمعارضة القذرة؟
ـ أول نوع الإخوان المسلمون هم بالتأكيد معارضة قذرة لأنها تستخدم كل الوسائل فى الوصول إلى أهدفها وبالتالى لابد من اقصائها تماما عن الحياة لأنها لا تريد وطنًا من الأساس ولا يجب أن نقبل من يدعى أنه إخوانى مسالم ليس هناك شىء فى العالم يؤيد استمرار وجود جماعات فاشية وعلى سبيل المثال فى المانيا وايطاليا هانى رمزى لاعب الكرة عندما رفع شعار هتلر على سبيل الدعابة حدثت كارثة لأنه ببساطة الفاشية الدينية او العنصرية ممنوعة منعا باتا فى كل الدول الديمقراطية فأى فاشية سياسية يتم حجبها عن المجتمع، و مصر دائما منذ أيام الفراعنة كانت هى الجائزة الكبرى وكل من كان يريد أن يستمتع بهذه الحضارة المصرية يحاول هدمها حتى يستطيع اثبات أنه تفوق عليها، فمثلا السلفيون يريدون العودة بنا إلى الوراء وفى رأيى إذا كان أولى أن نعود للوراء فمن الأجدى أن نعود لأيام الفراعنة لأن التصاق الدين بالسياسة شىء قذر، أما النوع الآخر فهو الطابور الخامس الذين كانوا يدافعون عن بقاء مرسى وكانوا يؤكدون على شرعيته كرئيس وهم ليسوا إخوانًا بل هم أشخاص عقلاء ومثقفون ولا يرون أنه عندما فعل مرسى عكس الديمقراطية بإصدار قوانين وتحصينها  انتهت وسقطت عنه شرعيته إلى جانب الدفاع المستميت عن عدم فض اعتصام رابعة وتركه حتى يتضخم ويصعب التعامل معه، فأعتقد أن هؤلاء يحاولون إيقاع الناس فى فخ ويصفون ما حدث بأنه انقلاب عسكرى رغم أن مرسى هو أول من قام بعمل انقلاب على الدستور والقانون.
■ لكن بعض التيارات المعارضة يرون أنهم يتعرضون لحملات تشويه وتخوين من الإعلام حاليا؟
- الشعب هو من ثار ضدهم ولفظهم، لأن الطابور الخامس وبعض المعارضة القذرة يعلمون جيدا ان كثيرًا من الناس لا تقرأ وليس لديها وعى سياسى وبالتالى سيستطيعون التأثير على الرأى العام بسهولة لكن هذا الشعب رغم قلة وعيه إلا أنه لديه حس غريب ويستطيع التفريق بين الصادق والكاذب.
■ فى رأيك لماذا يرى البعض فى السيسى عودة الدولة البوليسية من جديد وقمع الحريات وتراجع شديد لأهداف ثورة 25 يناير؟
- كل هذه مغالطات فظيعة لأن الديمقراطية ليست اختراعنا ومصر لم تكن من قبل دولة ديمقراطية بل ظلت دولة بوليسية 60 سنة ومن الصعب تغير هذا الوضع فى يوم وليلة المسألة تحتاج إلى وقت وسنوات حتى نستطيع تغيير مجتمع بالكامل، وأظن أن القمع سيكون موجودا إذا كان نجح حمدين لأنه هو من يقول دائما إنه نموذج عبد الناصر فكيف يزعم أنه خليفته الجديد وهو يرفض أفعاله، إلى جانب أن من كان يتحدث عن مرسى بأنه كان لابد أن يستكمل مدته هنا المسألة يظهر بها التدليس لأن هذه الانتخابات فى الأساس كانت مزورة وشفيق هو من كان ناجحا وحتى يحكم القضاء فى هذه القضية لن نصدر أحكاما مطلقة لكن هذه حقيقة وهذا ما حدث أما فيما يتعلق بالسيسى فهل هناك فى الدستور ما يمنح رئيس الجمهورية السلطات المطلقة كما كان يفعل مرسى ويحصن ما كان يفعله، فمن المستحيل أن يقوم السيسى بهذه الأفعال لأن هناك من سيتصدى له ومن انتخبوه سيسقطونه  لو تجاوز حدوده إلى جانب أن هناك سلطة منقسمة بينه وبين مجلس الشعب ورئاسة الوزارة والتيارات المعارضة الحقيقية فالظرف السياسى تغير تماما.
■ إذن كيف ترى منع برنامج الإعلامى باسم يوسف فى هذا الوقت على وجه التحديد خاصة وهو يؤكد أنه حدثت عليه ضغوط كبيرة؟
-بالطبع من المتوقع أن تكون حلقة باسم يوسف القادمة تحمل سخرية على الانتخابات والسيسى لكن السؤال من الذى ضغط ومن الذى منع هو يتحدث عن دولة ملكية وهى السعودية المالكة لهذه القناة، فما علاقة السيسى بطبيعة حكمهم فإذا ضغطت السعودية أو لم تضغط  ما دخل السيسى بقرار المنع وهل كان السيسى نصب رئيسا وقتها أم أنه كان لم يتسلم منصبه بعد، وبالتالى فهو ليس له علاقة، لذلك فى رأيى إن كانت هناك ضغوط على باسم يوسف فلماذا لم يتوجه للقضاء، أى شخص متضرر من حقه أن يتوجه للقضاء فعندما تضرر الشعب من مبارك رفع عليه قضية ، فالضغوط موجودة فى كل مكان و لايجب أن نتعامل بحالة من الاستعلاء على كل شىء فهناك من يعتبر أن كل أجهزة الدولة قذرة، وكل من حولهم أغبياء فهو يشعر فى نفسه أنه الوحيد الذى يعى أو يفهم فى مصر وأرجع ذلك إلى أنه فى كل الثورات معروف أن هناك كما تحدث فوضى ويحدث انفلات اخلاقى يحدث أيضا حالة من الانفلات النفسى وتأتى هذه الحالة عندما يشعر الشخص فى نفسه أنه عظيم ومن حوله أغبياء وللأسف أصبح عدد كبير من الشباب حاليا يتبادلون الجهل على موقع التواصل الاجتماعى «الفيس بوك» دون الرجوع إلى التاريخ أو فهم الحقائق على طبيعتها ولا يفهمون سوى أنهم معارضون من أجل المعارضة وهذا للأسف نتيجة التعليم الخاطئ الذى استمر طوال 60 سنة.
■ كيف ترى مصر بعد المرحلة الانتقالية التى مرت بها ؟
- أرى أن المسألة ليست سهلة وهناك أشياء جيدة لكن المشكلة أننا نتعجل حدوثها لأنه فى رأيى الحكم العسكرى بمصر لم يستمر 40 سنة فقط بل كان ستين عاما فما فعله عبدالناصر لم يكن سهلا لأن هذا الرجل هو من رسخ قيم الديكتاتورية ففى عهده تحالف مع الإخوان المسلمين وأقام ثلاثة أحزاب هى هيئة التحرير والاتحاد القومى والاتحاد الاشتراكى العربى لخدمة مصالحه وكان يعامل معاملة الأنبياء.
■ كيف تحالف عبد الناصر مع الإخوان وهو كان من أشد الحكام عنفا معهم؟
- قصة عبد الناصر مع الإخوان طويلة لأنه كان فى البداية عضوا فاعلا بالجماعة ويذكر أنه أدى القسم الخاص بهم وعندما تسلم حكم مصر كان حزب الوفد قويا وله ناسه حتى أنه كان يفوز برئاسة الحكومة دائما وعبدالناصر ليس له أحد ولأنه كان يريد أن يحكم مصر بمنطق الاستحواذ وكانت الأحزاب وقتها قوية، فلم يكن أمامه سوى الإخوان المسلمون وهم من أصبحوا الظهير السياسى له مثل السيسى الذى أصبح له ظهير شعبى قوى، والإخوان وقتها كانوا يشكلون أعدادًا كبيرة ولهم شعبية لأنهم كانوا يتحدثون باسم ربنا، بعد هذا التحالف بدأ عبدالناصر فى الوقوع مع الإخوان عندما قام بتشكيل وزارة وعين بها ثلاثة من جماعة الإخوان لكنهم رفضوا تقبل الوزارة وقتها وقالوا إنهم يريدون معرفة خطته للرئاسة وطالبوه أن يستعين بهم ويستمع لآرائهم وبالتالى فهم عبدالناصر ما يريدونه فبدأ يعاديهم ثم وقعت حادثة المنشية عندما ضربوا عليه ثمانى رصاصات فى محاولة لاغتياله وبدأت بعدها حملة اعتقالات للإخوان ثم حادثة إعدام سيد قطب.
■ أخيرا ماذا عن عملك الفنى الفترة القادمة ولماذا لم تشارك بمشروع مسرح التليفزيون مع فرقة «MBC» مصر المسرحية؟
- ليست هناك عروض مسرحية جادة حاليا وبالتالى فأنا أكتب اعمالى ولم أخطط لتنفيذها فالمسألة تأتى دون سعى منى وإن كنت خلال هذه الفترة أهتم بالعمل مع الهواة أكثر من المحترفين، أما فيما يخص مسرح التليفزيون فلست مقتنعا بهذه الفكرة ورأيت بعض الأعمال التى قدمت وأرى أنها أعمال ليست لها علاقة بالمسرح لأنها خالية من الدراما والمسرح الحقيقى.