الثلاثاء 20 مايو 2025
رئيس مجلس الإدارة
هبة صادق
رئيس التحرير
أيمن عبد المجيد

واحة الشعر




استكمالا لما بدأناه من تخصيص صفحة إبداع كل فترة لشعر دولة عربية، وهو ما بدأناه بصفحة كاملة عن شعراء سوريا، ننشر فى هذا العدد صفحة خاصة لشعراء فلسطين، ونقدم فيها أصوات مختلفة عن المشهور عن شعراء فلسطين الثائرين الذين يلهبون العقول والأسماع بشعر المقاومة، حيث يلهب شعراؤنا اليوم العقول والقلوب لكن بشعر رومانسى غزلى رقيق يلتمس الوزن التقليدى للشعر العربي، واللغة الغزلية الرصينة، باستثناء قصيدة واحدة تقدم رثاء لشهيد من أبناء الوطن المناضل، لكنها أيضا التزمت الأسلوب الرثائى التراثى للشعراء العرب القدامى ... ونحن إذ نقدم هذه الصفحة نقدم أصوات شعرية فلسطينية لم تنل حظها من الشهرة فى ظل شيوع شعر المقاومة[email protected]



«كأن قلبك حجر»

ألـــم يـــزل دأبَـنـا الـتـرحالُ والـسَّـفرُ
وهـــل هــنـاك دروبٌ لـلـنّـوى أُخَــرُ
وهــل غـدت أعـينُ الأشـواقِ جـامدةً
ولــيــس يـثـقـلها دمـــعٌ ولا ســهـر
مــا أكـثـرَ الـعُـرْبَ إن عُــدّوا وكـثـرتُهم
لـم تـعط خـيراً ولـم يـعقِد بـها ثـمر
شـتّى الـقلوبِ وإمّـا خـلتَها اجـتمعتْ
فــذا سـحـابة صـيفٍ مـا بـها مـطر
يا هاجرَ القدسِ هل تنسى هواكَ بها
كـــأنّ قـلـبَـك فـــى إمـعـانِه حَـجـر
أمـــــا تـــذكّــرتَ أقــصــاهـا وعــزّتــه
وكـيـف فـيـه يـعـيثُ الـظالمُ الأشـرُ
يــا مــن يُـعـيدُ لأرض الـطُّـهر هـيـبتها
تـلـك الـتى قـد بـنى أركـانَها عُـمر
وحـيـن عــاث بـهـا الإفـرنجُ راشَ لـهم
سـهمَ القضاء صلاحُ الدين فاندثروا
فـمن رأى الأسـرَ ظـنّ القومَ ما قُتلوا
ومن رأى القتلَ ظنّ القومَ ما أُسِروا

عطاء الله أبو زياد

 

الشهيد

....
جَـــزاهُ الله عــنّـا كـــلّ خَــيْـرٍ ..
وعَــوّضَــهُ نـعـيْـمـاً غَــيـرَ فَـــانِ
وأَوْدَع رُوْحَــهُ فــيْ جَــوْفِ طَـيْرٍ
يُــحـلِّـقُ عَـالِـيَـاً بَــيْـنَ الـجِـنَـانِ
سَـأذْكرُهُ إِذا مَـا الشَّمْسُ غَابَتْ
وجَلْجَلَ فى السَّمَا صَوْتُ الْأَذَانِ
وأنْسجُ مِنْ صَدىْ صَوْتِى رَثَائِي
ومِـــنْ أَوجَـــاعِ زَهْــرِ الْأقْـحُـواْنِ
وأكْـتـب عــنْ شـهيدٍ غـاْب عـنّاْ
يــشــاْر لـــهُ بــأطْـراْف الْـبـنـاْنِ
وعـن رشـاشه الْـمجْنوْن يشدو
بـأجْمل مـاْ يـكوْن مـن الْأغـاْنيْ
تـرَجّـلَ مَــنْ هُـناْ قَـهَر الْأَعَـادِيْ
وحـطَّـم هَـيـبَةَ الَـجيْش الَـجبانِ
ومـنْ بـالدّمْع كـحّل جفْن عيْنيْ
وكـــأْس فــراْقـهِ مــرّاً سـقـاْنيْ
فـليْتَ الـسَّهْمَ يـوْمَ رَمْـتهُ مَالَتْ
يـدُ الـرّاْمى وفيْ صَدْرِى رَمانيْ
ولـيـتَ الـمـوتَ يــوَم طَـواهُ عَـنّا
بأرْض الشّامِ فى صَمتٍ طَوانِي

محمد رباح

 



«مترجل»

مُـتَـرَجِـلٌ لا تـحـسـبونى فــارسـاً
فـقد انـتهتْ مُـذْ صـفحةٍ صولاتي
وقـصائدى عانتْ هشاشة حرفها
لـم تـكتملْ فـى نـظمها كـلماتي
شـطرٌ عـلى رمـلٍ وبـعضُ مضارعٍ
وعـلـى الـبسيطِ تـدارَكَتْ أبـياتي
وتـقـاربتْ مـنـى الـمنونُ بـسرعةٍ
تَـجْـتَثُّ مـنـى أبـسـطَ الـلـحظاتِ
والـرملُ غـطّى وافـراً مـن خِفَّتي
فـتـكاملتْ فــى ضـعفها حـركاتي
فى الصدرِ أصدحُ للرصاصِ مُمَجَّداً
والـعـجـزُ أتــلـو لـلـقتيل صـلاتـي
وأذمُ فـى ديـن الـملوك وعـرشها
وأعــود أمـدحها .. فـوا مـأساتي
فـأهيمُ فـى وسط الصحارى باكياً
وتـدفـقـتْ فـــى أنــهـرٍ عـبـراتـي
وكـسرتُ أقـلامى وقـمتُ بـدفنها
وسـكبتُ حبرى واعتصرتُ دواتي
وخـتمتُ ديوانى بِرَسْمٍ من دمي
يـا قـارئاً .. سَـلِّمْ عـلى مـولاتي

حسام أبو غنام

 

 

دقاتى العطاش

لكلِّ شروقٍ يا حبيبُ غروبُ
وما للمنايا
إن أتيْنَ طبيبُ
سأهجرُ
لا كرها
ولا طوعَ مهجتى
فما هيَ إلا فىهواكَ تذوبُ
ولكنها الأيام
قصَّتْ جوانحى
وما عادَ يجدىمن أسايَ هروبُ
قضيتُ سنين العمْرِ حرَّى لجنةٍ
بها الروح جذلى
والجَنانُ طروبُ
وما خلتُ أنَّ النار حسبى
وحبّنا سرابٌ
بدقاتىالعِطاشِ لعوبُ
وما كان ظنىبالنهاياتِ صادقا
ولم أدرِ أنْ للمفرحاتِ نيوبُ
وداعا
لأحلامِ الفتاةِ بداخلى
وأهلا بوسواسِ الشقاءِ ينوبُ
كأنَّ المنى هاجرنَ عنى
وضِقْنَ بى
فلم يبقَ للعمرِ الجميلِ دروبُ
أنا الآنَ نجوى فىفؤادٍ مُتَيَّمٍ
لها اللهُ
يقضىأمرها ويُجيبُ
فلا شيءَ إلا الله
يقوى على الأسى
به الروحُ تشفى
والجراحُ تطيبُ

نفين طينة

 



«ما زال قلبى»

مــا زالَ قَـلـبى فِــى الـهَوَى عِـنوَانى
يَــارَوعَــة َالــحُـبِّ الـــذى أشْـجَـانـى
بِـكَ أنـتَ وَحْـدَكَ سَـوفَ يَـبْقَى خَافِقاً
مَــا إنْ أرَى لـكَ فـى الـوَرَى مِـنْ ثـانِ
فـــى دَوحَـــةٍ لـلـحُـبِّ قَــدْ ظَـلـلْتَنى
فَــكــأنَّـمَـا--- أغــصـانُـهـا أغْــصَــانـى
إنّـــى أحِــبُّـكَ وَالــذِى شَــقَّ الـنَّـوَى
وَبِـــأمْـــرهِ الْــقَــمَــرانِ فِــــــى دَوَرانِ
مُــذْ أنْ سَـكَـنْتَ الْـقَلْبَ صَـارَ حَـديقَةً
بَــيْــنَ الــضُّـلـوع ِوَمُـلْـتَـقَى الــخِـلانِ
أنـــتَ الـــذِى رَسَــمَ الـهُـيامَ بِـلَـوْحَةٍ
وَتَـركْـتَـهَا تَـــزْدَانُ ...فِـــى وجْــدَانِـى
هَـتَفَ الْـهَوَى فـي..خَاطِرى مُـتَبَسِّماً
يَـــا لاخْــتِـلاطـِ.... ..الـظِّـلِّ وَالألْــوَانِ
سَـطَّرْتَ حُـبَّكَ فـي..... حَياتِى أدْمُعاً
فى البُعْدِ عَنْكَ...... مَتَى يَكونُ تَدَانِ؟
وَتَـرَكْتَ فِـى أفُقِ .... الْمَغيبِ مَوَدَّتِى
ذِكـرَاكَ تَـسْتَعْصِى .... عَلى النَّسْيَانِ

سوسنة داود

يا شمسُ قومى

روحــــى تُـظـلِـلُـها وتــحــرسُ دربَــهـا
يا شمسُ قومى مِن مَدارِكِ واكسفى
فـحـبـيبتى كـــلُّ الـحـقـولِ تـمـازَجـتْ
بـعـيـونـهـا ، و ضــيــاؤهـا لا يـخـتـفـى
قـلـبـى يـــدقُّ وصـوتُـهُ عـبـرَ الـمـدى
نَــغــمٌ يُــداعــبُ سِــحـرَهـا بِـتـلـهُّـفِ
مـن حُـسنِ وجـهكِ يـا أمـيرةَ خـافقى
قــد جُـنَّ شِـعرى واسـتفاقتْ أحـرفى
إنَّ الـجـمالَ لــكِ انـحـنى يــا حـلـوَتى
حـــواءُ وحـــدكِ ، والـبـقـايا فـاحـذفـى

إبراهيم نزال