السبت 25 مايو 2024
رئيس مجلس الإدارة
هبة صادق
رئيس التحرير
أيمن عبد المجيد

«كبريت» معركة الصمود.. أبطال مصر صمدوا 134 يوماً دون إمدادات




معركة قال عنها كيسنجر، وزير الخارجية الأمريكى: «إنها إحدى المعارك الكبرى، التى شرفت العسكرية المصرية ووضعتها فى مكانة متميزة بين جيوش العالم‏». وكتبت عنها الصحف الصهيونية: «لا ندرى كيف استطاع المصريون أن يصمدوا فى حصار دام 134 يومًا بدون مياه أو إمدادات، ولم يستسلموا وكانوا يبادرون بالهجوم».


أثناء حرب أكتوبر 1973، كانت مهمة الكتيبتين 601 و603 محددة فى إشغال العدو والتمويه والتصدى له عند منطقة الممرات وتحديدًا ممرا متلا والجدى، بدأت عملية الاقتحام فى هذا الوقت باقتحام البحيرات المرة الصغرى تحت غطاء من نيران المدفعية والقصف الجوى المصرى فى الواحدة والنصف ظهرًا، أى قبل العبور بنصف ساعة!


كانت النقطة الحصينة فى كبريت مقرًا لإحدى القيادات الإسرائيلية الفرعية، ضمن خط بارليف وملتقى الطرق العرضية شرق القناة، كان هذا الموقع الذى تمت إقامته فى «كبريت» يتحمل الموجات الانفجارية لجميع أنواع القنابل حتى زنة ألف رطل، وقد وصلت معلومات للقيادة العامة للقوات المسلحة تفيد بأن الإسرائيليين بدأوا فى تجميع قواتهم نحو نقطة كبريت للقيام بعملية اختراق عميق للقوات المصرية.


فى الساعة 6:30 من يوم 9 أكتوبر 13 رمضان تحركت الكتيبة فى اتجاه كبريت، مستغلين نيران المدفعية والدبابات لاقتحام الموقع من اتجاهى الشرق والجنوب، بالإضافة إلى عزل وحصار تلك المنطقة من جميع الاتجاهات؛ لمنع تقدم قوات احتياطى العدو الإسرائيلى، وهاجموا واقتحموها فى اليوم نفسه.


فكلف قائد الكتيبة المقدم إبراهيم التواب عناصر المهندسين بزرع حقول الألغام المضادة للدبابات على طرق الاقتراب المحتملة للقوات الإسرائيلية وتجهيز مداخل المنطقة بحقول ألغام، وحين بدأت المدفعية الإسرائيلية توجه ضرباتها إلى كبريت طالب أفراد الكتيبة بعدم الرد.
وفى هذا الوقت أبلغ الملازم سامى حجازى مسئول نقطة المراقبة الخارجية بتقدم 20 دبابة إسرائيلية من جهة الغرب، فأصدر القائد إبراهيم عبد التواب أوامره بالضرب والهجوم، فأصيب الإسرائيليون بحالة من الذعر الشديد، وتم تدمير حوالى 16 دبابة من دبابات العدو.
استشهد معظم أفراد الكتيبة وعلى رأسهم المقدم إبراهيم عبد التواب، فى يوم 14 يناير 1974، وحينما شعر الإسرائيليون باستشهاده، لم تخرج طلقة واحدة بعد ذلك فى ذلك اليوم، للتعبير عن احترامهم لاستبسال هذا الرجل فى الدفاع عن موقعه.


وظلت الكتيبة صامدة فى موقعها لمدة 134 يومًا، حتى جاء يوم 20 فبراير 1974 وانسحبت إسرائيل إلى خط المضايق الجبلية تنفيذًا لاتفاقية فك الاشتباك ورفع الحصار عن الموقع.