الإثنين 20 مايو 2024
رئيس مجلس الإدارة
هبة صادق
رئيس التحرير
أيمن عبد المجيد

الحصرى «قطب التلاوة».. قرأ فى الكونجرس وأذن لصلاة الظهر فى الأمم المتحدة




محمود خليل الحصرى».. أشهر من جود وأحد أقطاب التلاوة والترتيل، ليس فى مصر وحدها ولكن فى العالم الإسلامى كله، لم يكن الشيخ مجرد قارئ أو صاحب صوت يهز الوجدان بل كان رجلا يعيش القرآن فيعيشه معه من يسمعه.
ولد الحصرى سنة 1335هـ الموافق 1917م بقرية شبرا النملة، بمحافظة الغربية، وحفظ القرآن الكريم وعمره ثمانى سنوات.
تقدم الشيخ لامتحان الإذاعة ليقرأ فى إذاعة القرآن الكريم المصرية سنة (1364هـ - 1944م) فكان ترتيبه الأول بين المتقدمين، وانطلق صوته عبر الأثير إلى المسلمين فى كل مكان.
وفى عام 1957م عين مفتشا للمقارئ المصرية، وفى عام 1959م رقى وكيلا لها، وبعد عام عين مراجعا ومصححا للمصاحف بالأزهر الشريف بلجنة القرآن والحديث بمجمع البحوث الإسلامية.
تميز الشيخ الحصرى وبدقة التلاوة  وقوة الاحكام جعلته يعين بقرار  جمهورى شيخا لعموم المقارئ المصرية، وفى نفس الوقت اختارته وزارة الأوقاف مستشارا فنيا لشئون القرآن الكريم.
قضى الشيخ محمود خليل الحصرى جانبا طويلا من حياته متنقلا بين بلدان العالم الإسلامى يسمعهم كلام الله تعالى ويمتع  أذان المسلمين بسماع آيات الذكر الحكيم، فلا تكاد توجد دولة إسلامية إلا وقد زارها، وكانت له فيها مواقف رائعة، وترك بها ذكرى حسنة. وكذلك زار الشيخ العديد من البلدان غير الإسلامية يسمع جالياتهم كتاب ربهم.
الشيخ الحصرى أول من رتل القرآن الكريم فى الكونجرس الأمريكي، وأذن لصلاة الظهر فى مقر الأمم المتحدة، وقرأ القرآن بقاعة الملوك والرؤساء الكبرى بلندن أثناء زيارته لانجلترا. وأيضا زار اندونيسيا والفلبين والصين والهند وسنغافورة وغيرها من بلدان العالم لم يتوقف الشيخ الحصرى عند جمال الصوت ودقة التلاوة وسلامة الاحكام  بل كان له العديد من المؤلفات  منها أحكام قراءة القرآن الكريم والقراءات العشر من الشاطبية والدرة ومعالم الاهتداء إلى معرفة الوقف والابتداء والفتح الكبير فى الاستعاذة والتكبير وأحسن الأثر فى تاريخ القراء الأربعة عشر ونور القلوب فى قراءة الإمام يعقوب  والسبيل الميسر فى قراءة الإمام أبى جعفر ورحلاتى فى الإسلام. ترك الشيخ للمكتبة الاذاعية تراثا ضخما اهمها: - تسجيل المصحف المرتل براوية حفص عن عاصم سنة 1380هـ - 1961م - تسجيل المصحف المرتل برواية ورش عن نافع سنة 1383هـ - 1964م تسجيل المصحف المرتل برواية قالون، ورواية الدورى، ورواية البصرى، تسجيل المصحف المعلِّم -- تسجيل المصحف المفسر (مصحف الوعظ).
كان حريصًا فى أواخر أيامه على تشييد مسجد ومعهد دينى ومدرسة تحفيظ بمسقط رأسه قرية شبرا النملة. أوصى فى خاتمة حياته بثلث أمواله لخدمة القرآن الكريم وحُفَّاظه، والإنفاق فى جميع وجوه البر. بعد أن امتدت رحلته مع كتاب الله الكريم ما يقرب من خمسة وخمسين عامًا.
رحل الشيخ الحصرى وترك خلف الآثار النافعة لهذه الأمة مساء يوم الاثنين 16 محرم سنة 1401 هـ الموافق 24 نوفمبر 1980 بعد صلاة العشاء.