الخميس 22 أغسطس 2024
رئيس مجلس الإدارة
هبة صادق
رئيس التحرير
أيمن عبد المجيد

لا للمرشح الإسلامى تحت قبة البرلمان




سقوط جماعة الاخوان المسلمين وفشلها فى إدارة مقاليد الحكم لم يؤثر سلبا فى قناعة وثقة مرشحى تيار الاسلام السياسى فى السعى لاقتناص عدد كبير من المقاعد فى الانتخابات البرلمانية المقبلة والتنافس بقوة مع باقى الاحزاب والقوى السياسية فى كسب تأييد الرأى العام وهو ما أكده لـ«روزاليوسف» عدد من قيادات تيار الاسلام السياسى الذين يرون أن جسر الثقة مازال ممتدا بينهم والشباب وجميع فئات المجتمع وبالتالى فهم يستمدون منها قوتهم فى الحصول على مقاعد فى مجلس الشعب المقبل، ولكن الامر ذاته يصطدم بواقع اكده عدد من الشباب والسياسيين الذين اعلنوا رفضهم التام لمنح الثقة مجددا لمرشحى الاحزاب ذات المرجعية الاسلامية فى البرلمان المقبل متهمين المنتمين لتيار الاسلام السياسى بالافلاس الفكرى وعبر عدد كبير من الشباب والسياسيين عن رؤيتهم قائلين:
لقد كفرنا بوجود المرشح الاسلامى تحت قبة البرلمان، واتفقوا على عدم الخلط ما بين المرشح الاسلامى الفرد الذى ليس بملاك هبط مفوضا من السماء وما بين الاسلام كدين له احترامه وقدسيته وهيبته وانه ليس حكرا على احد وان خدمة الاسلام قد تكون من اى موقع او حزب لا يتبع تيار الاسلام السياسى.
فى البداية يقول علاء امين طالب بكلية الاعلام جامعة القاهرة أن مرشحى تيار الاسلام السياسى لن يحصلوا على اى مقاعد فى البرلمان المقبل بسبب تقلص شعبيتهم وتراجع ثقة الشباب فى تأييدهم لاسيما وان البرلمان السابق ضم نسبة كبيرة من المقاعد للتيارات الاسلامية خاصة السلفيين الذين حصلوا على مقاعد بفضل صعود الاخوان المسلمين الى الحكم لكنهم فشلوا فى الحفاظ على ثقة الشعب كما أن الفضائح التى اثيرت حول نواب التيار السلفى بداية من على ونيس والبلكيمى نجحت فى تشويه دور النائب الاسلامى تحت قبة البرلمان وساهمت فى تراجع شعبيته والقت بظلالها على صورة جميع النواب المنتمين للتيار الاسلامى لدى المواطنين والشباب على وجه الخصوص، مؤكدا أنه لن يمنح صوته لاى مرشح اسلامى وسوف يدعم فقط من يقتنع به ويطمئن له حتى ولو كان تابعا لحزب ليبرالى.
أما نهال حسنى «مدرسة» فترى أن التيارات الليبرالية والاحزاب ليس لها تواجد قوى ومؤثر فى الشارع المصرى خاصة لدى فئة الشباب التى كانت تنظر الى المنتمين للتيارات الاسلامية على انهم طوق نجاة ولديهم حلول للمشاكل التى يعانى منها الشباب الا أنهم باتوا يفتقدون الثقة سواء فى مرشحى التيارات الاسلامية او باقى الاحزاب الأخرى مؤكدة فى الوقت ذاته أن فكرة قبول ومساندة الشباب لمرشح اسلامى للفوز بمقعد فى البرلمان المقبل باتت مرفوضة ومحدودة وتكاد تقتصر على المقربين من المرشح المنتمى للتيار الاسلامى نفسه أو من الشباب المنتمين لتيار اسلامى معين مازال يلعب دورا على الساحة السياسية وأن اكثر الاحزاب الاسلامية لم يعد لها رؤية واضحة المعالم فى الحياة السياسية.
كنا مخدوعين هكذا تصف ريهام خالد «طالبة» بجامعة عين شمس حال الشباب الذين منحوا من هم محسوبون على التيارات الاسلامية الثقة فى السابق فما حدث فى برلمان 2008 من حصول جماعة الاخوان المسلمين على 80 مقعدا جاء بسبب احساس المواطنين بانهم مقهورون وتعرضوا للظلم وبالتالى تعاطف معهم الشباب والكبار ولكن تجربة البرلمان السابق فاجأت المواطن بفشل هؤلاء النواب المنتمين الى التيارات الاسلامية فى تلبية مطالب المواطن البسيط او المساهمة فى تحقيق ما نادت به ثورة يناير بل سعوا فقط لأخونة الدولة.
بينما يرى صفوت حلمى «موظف» أن التيار الاسلامى لايزال له وجود على الساحة السياسية وان سقط تيار الاخوان المسلمين وأن عدم وجود تأثير لباقى الاحزاب والقوى السياسية فى الشارع المصرى ولدى الشباب والبسطاء على وجه الخصوص سوف يدفع الى منح الثقة مجددا لمرشحى التيارات الاسلامية لمنحهم فرصة اخرى لتصحيح الاخطاء السابقة وبذل الجهد لكسب ثقة المواطنين مجددا وتلبية طموحاتهم.
بينما يرفض تامر جمال طالب اعطاء صوته لاى مرشح اسلامى فى الانتخابات البرلمانية المقبلة، مؤكدا انه لن يعطى صوته لمن يشعر بانه لا يسعى إلا لتحقيق مصالح شخصية وانه من المفترض لاى مرشح أن يعلن عن أجندة واضحة المعالم يلتزم بها و تضع المواطن البسيط فى مقدمة أولوياتها.
وتوقع رضا محمد مهندس أن لا يشهد البرلمان المقبل تمثيلا قويا من قبل مرشحى تيار الاسلام السياسى وان هذه المقاعد القليلة سوف تأتى فقط من خلال حزب النور السلفى دون غيره من الاحزاب والتيارات الاسلامية بسبب دوره خلال المرحلة الماضية وان انهيار جماعة الاخوان المسلمين اثر بدوره فى تواجد تيارات الاسلام السياسى على الساحة السياسية.
وتشير نسيرين محمود طالبة بجامعة بنها الى أن هناك اسبابا عدة ساهمت فى تراجع شعبية مرشحى التيارات الاسلامية منها ظهور حركات تعلن انها تنتمى الى التيار الاسلامى فى الوطن العربى مثل داعش التى تمارس اعمال عنف والتى اثرت بصورة كبيرة على الصورة الذهنية للمنتمين الى تيار الاسلام السياسى لدى قطاع كبير من المواطنين مثل هذه الحركات التى لديها مخطط هادم تحت ستار الاسلام.
وتقول سالمة بهجت باحثة بجامعة القاهرة لا أعتقد أن الشباب المصرى الواعى يفكر فى تكرار تجربة المرشحين الإسلاميين والأحزاب الإسلامية بعد ما رآه من جماعة الإخوان المسلمين فانا لا أنتمى لأى أحزاب لأنى أرى أن معظها هدفها اللعب فى السياسة ولم أر أفكارا تنموية لهذه الاحزاب كما أن حزب النور يحاول الامساك بمنتصف العصا فتجده يتقرب الى الاخوان وقت تولى مقاليد الحكم ثم ينقلب عليها ويتقرب من السلطة الحالية لانه حزب دينى سلفى فى الاساس ويحاول الظهور اعلاميا وبكثافة على الساحة بهدف كسب تأييد الرأى العام لمرشحيه.
أكد د.سعيد اللاوندى الخبير بمركز الاهرام للدراسات السياسية والاستراتيجية  أن الشباب وغيرهم من مختلف فئات المجتمع ادركوا تماما أن فكرة الاسلام السياسى انتحرت بقيام ثورة 30 يونيو وتأكد الجميع من أن الاخوان المسلمين لم يكونوا يريدون حكم مصر وانما خطف مصر وهناك فارق كبير بين «حكم وخطف» مصر.
أضاف انه مهما رشح مرشحون لتيار الاسلام السياسى أو اختارتهم بعض الفئات المقربة من التيار الاسلامى السياسى فإن السواد الاعظم من الشعب والشباب على وجه الخصوص كفر بالاخوان المسلمين وبالمنتمين للتيار الاسلام السياسى وممثليهم من المرشحين فى أى انتخابات سواء برلمانية المقبلة أو حتى نقابية على حد قوله واستطرد: فالشباب لا يسير مغمض العينين ولن يعطوا اصواتهم للتيار الاسلام السياسى الذى عفا عليه الزمن.
وأوضح اللاوندى أن هناك فارقا كبيرا بين المرشح الاسلامى تحت قبة البرلمان قبل قيام ثورة 25 يناير وما سوف يحدث فى البرلمان المقبل فالمواطن تعاطف كثيرا مع تيار الاخوان المسلمين لشعوره بتعرضهم للاضطهاد من قبل السلطة الحاكمة وعلى هذا الاساس منح مرشحو تيار الاسلام السياسى الثقة من قبل نسبة كبيرة من مختلف فئات الشعب الا أن هذه الثقة تحطمت تماما عندما تولى الاخوان المسلمين والمنتمين لتيار الاسلام السياسى الحكم لمدة عام كامل وتبين مدى افلاسهم الفكرى وعدم تقديم اى اجندة للاصلاح السياسى والاجتماعى والاقتصادى بل انتهجت فكر الاقصاء.
مؤكدا أن كل من يتحدث باسم الاسلام فى الوقت الراهن على اختلاف تياراتهم السياسية بات جميعهم فى خندق واحد قائلا: لقد كفرنا جميعا كمواطنين بالمنتمين للاسلام السياسى وان التحدث باسم الاسلام بات حيلة مكشوفة للغاية خاصة لفئة الشباب وانه آن الأوان لحل الاحزاب التى تقوم على اساس دينى لانها تقسم مصر وعلى اساسها سوف ينشا أحزاب مسيحية سياسية واخرى اسلامية سياسية ويتشرزم المجتمع فيما بينهم وباقى القوى السياسية الاخرى وان إعلان حزب دينى يعنى ضمنيا أن ما لا ينتمى له او يؤمن بما ينادى به يعد كافرا على اعتبار انه جاء ليدافع وليتحدث باسم الدين الذى يتبعه وكأنه فوض من السماء للقيام بذلك الغرض فى الارض، وتوقع أن يمثل تكوين البرلمان المقبل بأعضائه الدولة المدنية والتى سترجح كفتها خلال الانتخابات البرلمانية المقبلة.
من جانبه أكد د.شعبان عبدالعليم أمين عام حزب النور أن هناك فارقا بين تيار جماعة الاخوان المسلمين وحزب النور السلفى كحزبين تابعين لتيار الاسلام السياسى هذا الفارق ظهر جليا فى أداء حزب النور فى مجلس الشعب السابق والمبادرات التى تبناها الحزب للم الشمل قبل ثورة 30 يونيو واجراء حوار وطنى وظهر فى أداء حزب النور فيما يتعلق بخارطة الطريق وغيرها، وان حزبه وباقى مرشحى التيار الاسلامى لم يتأثروا بسقوط جماعة الاخوان المسلمين ولم تهتز ثقة المواطنين فى دعم وتأييد هذا التيار ولن تنهار شعبيته على حد قوله.
مؤكدا أن أداء نواب تيار الاسلام السياسى فى مجلسى الشعب والشورى كان خير شاهد على أن هؤلاء النواب كانوا يؤدون دورهم بفاعلية تحت قبة البرلمان واشار الى أن الهجمة الاعلامية التى وجهت ضد نواب تيار الاسلام السياسى اثرت سلبا الى حد ما لكنها فشلت فى تشويه صورة المنتمين للتيار الاسلام السياسى ككل واستطرد قائلا: فهجوم الاعلام الموجه بشدة ضد الاسلاميين جاء برد فعل عكسى لما هو متوقع حيث كسب التيار الاسلامى المزيد من تأييد المواطنين ولم يخل بثقة المرشح الاسلامى خاصة لدى فئة الشباب وهو ما يستمد منه الحزب قوته فى اقتناص العديد من المقاعد فى البرلمان المقبل.
وأشار الى أن الاعلام يؤثر بشكل عام الا انه من يتحرى الحقائق يدرك أن لدى كثير من الاعلاميين اجندات محددة قد يكون فى مقدمتها تشويه صورة المنتمين لتيار الاسلام السياسى لعدم الحصول على عدد من مقاعد البرلمان لصالح قوى سياسية او حزبية أخرى.
وتوقع عبدالعليم أن يحصل تيار الاسلام السياسى وحزب النور على عدد كبير من مقاعد البرلمان خلال الانتخابات المقبلة فى ظل المنافسة الشرسة بين مختلف القوى السياسية قائلا: إن الشباب والكبار يدركون حجم الاحزاب السياسية القائمة فى الشارع المصرى وانه ليس لها تواجد ملموس لدى المواطنين مقارنة بتيار الاسلام السياسى الذى له قنوات تواصل مع المواطنين والشباب وبالتالى سوف يجدد الشباب ثقتهم فى مرشح التيار الاسلامى الذى اثبت اداءه خلال البرلمان السابق انه قادر على تمثيلهم تحت قبة البرلمان.
وأوضح انه فى البرلمان السابق كان لبعض المرشحين على مقاعد التيار الاسلامى أداء بارز وجيد والبعض لم يكن على المستوى المطلوب، وكذلك باقى القوى السياسية الليبرالية او العلمانية أو غيرها وبالتالى فإن هناك منتمين لتيار الاسلام السياسى يجيدون العمل البرلمانى كما هو الحال لدى باقى القوى السياسية والحزبية الأخرى.
أضاف: إن أهم ما سوف يقدمه مرشح التيار الاسلام السياسى داخل البرلمان يتمثل فى تقديم قوانين تستهدف تحقيق العدالة الاجتماعية وهى من مطالب الثورة، مساندة قوانين تحمى الحريات وتصونها بشكل جيد، وتقديم مشروعات قوانين تترجم مواد الدستور الى واقع ملموس ومطبق، ومنع المساس بكرامة المواطنين وما يهدف الى الصالح العام ومصلحة مصر ومراقبة أداء الحكومة.
وقال أمين عام حزب النور ردا على من ينادون بحل الاحزاب الدينية: إن هناك بعض السياسيين الفاشلين يعملون جاهدين لاستغلال سقوط الاخوان المسلمين لانهاء المنافسة مع جميع الاحزاب ذات المرجعية الاسلامية معا فى آن واحد من خلال الترويج والالتواء والتحريض لفكرة حل احزاب تيار الاسلام السياسى ليبقى بلا منافس حقيقى لاسيما ان هذه الاحزاب ليس لها تواجد ملموس لدى الشباب او الشارع المصرى بوجه عام.
قائلا: لسنا حزبا دينيا يفرق بين المصريين على أساس الدين والمذاهب لكن شتان بين الحزب الدينى وبين حزب له برنامج اسلامى ويقبل فى عضويته المسيحيين للمشاركة فى فاعلياته وأنشطته.
فيما يرى دكتور حسن نافعة استاذ العلوم السياسية بجامعة القاهرة إن فكرة تأييد مرشح التيار الاسلامى مازالت قائمة ولن تختفى لانها قوى سياسية قائمة ومنها ما ينتمى الى التيار السلفى والاخوانى والصوفى او الجهادى وبالتالى الاسلام السياسى كتيار لن يختفى بين يوم وليلة، إلا أن الانتخابات البرلمانية المقبلة تتسم بطبيعة خاصة لانها انتخابات اعقبت ثورتين وجاءت فى ظل حالة استقطاب سياسى واضح وهناك عدد كبير من الاحزاب الاسلامية لن يرشح نفسه اصلا لان ترشحه يعنى اعترافه بخارطة الطريق مثل الحرية والعدالة او مجموعة الاحزاب المشاركة فيما يطلق عليه تحالف دعم الشرعية ولكن هناك على الجانب الآخر أحزاب إسلامية سوف تترشح للبرلمان مثل حزب النور ومصر القوية وهذه كلها تيارات إسلامية وبالتالى لن يختفى مرشح التيار الاسلامى من الساحة السياسية او البرلمان المقبل. ورجح نافعة أن يأتى البرلمان أقرب إلى النظام القديم فليس هناك محرومون من الحقوق السياسية رسميا وكل شخص سيجد فى نفسه الكفاءة سيرشح نفسه على الدوائر الفردية التى تشكل 4 اخماس المقاعد البرلمان القادم وأن من سيحسم الاغلبية فى البرلمان المقبل هم المستقلون وليس الاحزاب السياسية والتى لن يكون لها تواجد قوى فى البرلمان المقبل.
فيما أكد دكتور مصطفى الدميرى استاذ اصول الدين بجامعة الازهر إن خدمة الاسلام لا تشترط الانتماء لحزب معين فمن الممكن أن أدعم الاسلام وانا انتمى الى حزب اشتراكى أو غيره فانتمائى لاى حزب لا يعنى انى انتوى أن اضر بالاسلام واستهدف تراجعه على الاطلاق كما انه وعلى النقيض يمكن أن يعمل مرشح ينتمى لاى من التيارات الاسلامية ضد الاسلام عند توليه منصب معين فى الدولة ويكفى أن الرئيس المعزول محمد مرسى وهو المرشح الاسلامى لم يتخذ قرارا إسلاميا واحداً.