السبت 24 مايو 2025
رئيس مجلس الإدارة
هبة صادق
رئيس التحرير
أيمن عبد المجيد

الأهالى يستخدمون تابوتـًا أثريـًا مصنوعاً من البازلت كسلة للقمامة




تتميز مدينة الإسماعيلية أو باريس الصغرى كما يطلق عليها الكثير بمواقع أثرية ميزتها عن العديد من المحافظات وجعل منها عروسًا للقناة فضلًا عن طقسها المعتدل والكثير من المميزات التى تجعلها المدينة الساحرة.
ولكن تظل تلك المواقع الأثرية تواجه مشاكل عديدة نتيجة الإهمال الذى يشمل التعديات عليها وإلقاء مخلفات البناء والقمامة فى محيطها والسرقة التى طالتها فى غيبة من الأجهزة الرقابية والأمنية إبان أحداث ثورة 25 يناير 2011 عندما تعرض المخزن المتحفى بالقنطرة شرق للسطو ولم يسترجع من قطعه سوى 800 فقط رغم ما يضمه من آثار يرجع تاريخها لعصر الدولة الحديثة واليونانية والرومانية.
هنا نثير تساؤلاً واجباً الإجابة عنه ( متى سنتحرك ونتوجه لإنقاذ ما حباه الله لنا وميزنا به عن سائر المحافظات من ثروات وآثار وممتلكات تحمل من الأهمية ما يؤهلها للحفاظ عليها قدر المستطاع)؟ لا بد وان نتلاحم ونتضافر ونكثف جهودنا بين المعنيين بالأمر والمواطنين حتى نتلافى وقوع أى خسائر على تلك الممتلكات من حالات سرقة واعتداءات وغيرها أو أن تفاجئنا عصابات دولية تقوم بالاستيلاء على أثارنا الهمة وتقوم ببيعها بالدول الأجنبية بملايين الدولارات.
أهم المواقع الأثرية بالإسماعيلية هو تل المسخوطة. يقع فى مدينة أبو صوير على مساحة 82 فدانًا واسمها ناتج عن ظهور تماثيل أوشبتى واطلق عليها عمال الحفائر عام 1886 اسم المساخيط لكن الحقيقة أن هذه المنطقة هى مدينة «بر أتوم» مقر عبادة الإله أتوم وتعد المقاطعة رقم 8 من مقاطعات الوجه البحرى ويوجد بها مخازن «بيثوم» ومعبد الإله أتوم وتابوت من البازلت وآخر من الألباستر من العصر البطلمى وهو موضوع حالياً فى متحف الإسماعيلية.
فهناك منطقة أثرية أخرى فى جنوب أبو صوير تسمى «تل الصحابة» والعزبة وبها آثار ترجع لعصور الهكسوس واليونانى والرومانى وهناك تل النعايمة والجمالين ويقعان جنوب قرى نفيشة على بعد 7 كيلو مترات وتل العمدة والشقايق فى عزبة أبو شامية وهما يقعان على مجرى القناة الفرعونى نكاو وتل الكفرية والصعيدى فى قرية أبو خليفة ويعدان من المناطق الأثرية التى ترجع للعصرين اليونانى والرومانى ويعتقد انهما من ضمن قلاع تلال دفنة وتل أبو صيفى، يبعد عن القنطرة شرق بنحو 5 كم وبها قلعة أثرية وهناك آثار حبوة على بعد 10 كم من ذات المكان كان يمر بها فرع النيل أيام العصر الفرعوني.
إن الإهمال مازال يطل برأسه على العديد من المناطق الأثرية حتى إن أحد التوابيت المصنوعة من البازلت فى تل المسخوطة يقوم الأهالى بوضع القمامة داخله ونحن بدورنا نخاطب المسئولين بمحافظة الإسماعيلية بضرورة تنظيم حملات نظافة مستمرة والتصدى للتعديات على هذه الأماكن الحيوية التى نأمل أن تجد الرعاية والاهتمام من أبناء المحافظة لا سيما أنها تاريخية ونادرة.