الخميس 30 مايو 2024
رئيس مجلس الإدارة
هبة صادق
رئيس التحرير
أيمن عبد المجيد

تعاون «قطرى - تركى» لدعم «حماس»

تعاون «قطرى - تركى» لدعم «حماس»
تعاون «قطرى - تركى» لدعم «حماس»




ترجمة : أميرة يونس
 

ذكر الخبير السياسى والمحلل الإسرائيلى «يونى بن مناحيم» فى مقال له بموقع «نيوز وان» الإسرائيلى تحت عنوان «تعاون قطرى - تركى لدعم حماس» أنه على الرغم من المصالحة التى تمت بين مصر وقطر بوساطة سعودية، إلا أن الدوحة لن تتخلى عن دعمها لحماس.
ومشيرا إلى أن الأسبوع الماضى قام الأمير القطرى «تميم بن حمد آل ثان» بزيارة تركية فى إطار يشمل سلسلة من السياسات القوية والصلبة التى تجمع بين قطر وتركيا.
وأضاف بن مناحيم أن تركيا لها مصالح اقتصادية مهمة فى علاقاتها مع قطر التى تعتبر المصدر الرئيسى لها فى توفير الطاقة للشعب التركى من خلال تصدير النفط والغاز الطبيعى، ناهيك أن تركيا تطلب من قطر أن تستثمر 12 مليار دولار، ودليل آخر على توطيد العلاقات بين البلدين فقد أعلنت تركيا عن إطلاق اسم قطر على شارع من أهم شوارع العاصمة التركية فى أنقرة.
ويرى المحلل الإسرائيلى أن العلاقات القطرية - التركية التى ظلت تتصاعد بشكل تدريجى منذ بدايات الربيع العربى، وصلت فى هذا الشهر إلى أوج قوتها حينما جاء فى بيان الزيارة الإعلان عن تكوين «لجنة عليا للتنسيق الاستراتيجى بين البلدين» ويحمل بين طياته إعلانا رسميا بالدعم الكامل من البلدين لحركة «حماس» فى فلسطين والتى تعتبر فرعا من «جماعة الإخوان المسلمين» فى مصر.
كما يشمل التنسيق بينهما على الدعم الكامل للميليشيات الإسلامية المسلحة فى سوريا والتى لا تتعاون مع السعودية، وحول شكل ونوعية الدعم العسكرى اللازم له، واتفق الجانبان التركى والقطرى على التنسيق الكامل بينهما فيما يتعلق بأنشطة الدولة الإسلامية «داعش» فى سوريا والعراق، والتعاون أيضا فى يتعلق بالعلاقات بين البلدين مع مصر تحت قيادة الرئيس المصرى «عبد الفتاح السيسى».
وأوضح أن قطر لعبت بازدواجية هنا، فهى من ناحية تحاول تقوية علاقاتها السياسية والعسكرية مع تركيا، ومن جانب آخر فهى مجبرة على الالتزام بالتصالح مع مصر، مضيفا أن التنسيق الاستراتيجى بين قطر وتركيا يبدو أنه يهدف إلى تقديم موعد «لكمة» جديدة فى وجه المجهودات التى تبذلها السعودية ومصر بالضغط على قطر بكل الوسائل الممكنة لتغيير موقفها الداعم لكل من جماعة الإخوان المسلمين ولحركة حماس.
وقال بن مناحيم إنه من المتوقع أن تطلب مصر من قطر التنسيق معها فى كل خطوة أو مساعدة ترغب فى تقديمها لحركة حماس فى قطاع غزة، وذلك فى ظل الأزمة العميقة التى تسود بين مصر وحركة حماس فى أعقاب تورط الأخيرة فى هجمات إرهابية فى شبه جزيرة سيناء، ناهيك عن المساعدات التى تقدمها إلى التنظيم الإرهابى بسيناء «أنصار بيت المقدس» التابع لتنظيم «داعش» الإرهابى فى سوريا والعراق.
وتابع بن مناحيم أن المصالحة بين مصر وقطر عززت من مكانة المملكة العربية السعودية، وأن العاهل السعودى «الملك عبدالله» يريد ألا يكون لمصر أيه خلافات مع أى بلد بالخليج وأنه يخطط  لتقديم موعد اجتماع القمة المصرية - القطرية والتى ستسضيفها السعودية فى الرياض ويجعلها اليوم قبل الغد.
وشدد الخبير الإسرائيلى خلال تحليله أنه ودليل على ارتباط حماس وتركيا القوى صرح ممثل حركة حماس فى تركيا «صلاح العرعور» عقب الاتهامات التى وجهتها إسرائيل ضده بأنه يدير أنشطة إرهابية لحركة حماس فى الضفة الغربية من تركيا، وأنه أنشأ شبكة واسعة من نشطاء حماس بالغرب للتخطيط لقلب نظام الحكم ضد رئيس السلطة الفلسطينية «محمود عباس»، وتجنيد خلية لاغتيال وزير الخارجية الإسرائيلى «أفيجدور ليبرمان».
وتابع أن العرعور بدلا من نفى الاتهامات الإسرائيلية عن نفسه ذهب ليقول إن القيادة التركية هى قيادة شجاعة وغير مترددة وأن هذه الاتهامات ملفقة للضغط على تركيا لعدم دعم حماس، وأن الحركة تعرف جيدا ما يمكنها القيام به تجاه البلد الذى يدعم فلسطين، وأن الأراضى التركية لم تشهد أبدا أى تخطيطات لأنشطة مسلحة فى فلسطين.
وفى سياق متصل تحاول تركيا الإعلان عن محاولاتها لاستعادة العلاقات مع مصر إلى مسارها الصحيح، حيث صرح نائب رئيس الوزراء التركى «بولنت أرينش» بأن بلاده بحاجة إلى تصحيح الوضع مع مصر، وإزالة التوتر القائم مع القاهرة، مشيرا فى الوقت نفسه إلى أهمية العلاقات مع الإمارات ودول الخليج رغم اختلاف المواقف تجاه مصر.
ورجحت مصادر سياسية أن تكون زيارة «أرينش» للكويت المقررة قريبا قد تحمل طلب وساطة لمصالحة أوسع تتجاوز مصر، قائلا إن العلاقات مع الامارات والخليج مهمة جدا.
وأضافت المصادر أنه يبدو أن المصالحة القطرية المصرية دقت جرس الإنذار لدى أنقرة، بعد أن شعرت بأن عزلتها فى المنطقة فى ازدياد بعد المصالحة القطرية مع مصر وباتت تسعى إلى المصالحة هى الأخرى، متسائلة هل يمكن أن يكون الأمر سهلا بعد كل الانتقادات التى وجهها أردوغان للرئيس المصرى، والتى تجاوزت كل الأعراف الدبلوماسية.
وأكدت أن التعاون بين مصر وتركيا مفيد فى العديد من الملفات الإقليمية، لاسيما سوريا والملف النووى الإيرانى، لكن توجهات أردوغان وتصرفاته وتصريحاته تقف عائقا حتى أمام توجهات حكومته.