الجيش الحريطلق «حلب الشهباء».. وحملة سعودية لنصرة السوريين.. و145 قتيلاً جديداً
مصطفي امين الأنباء
فى محاولة من النظام للسيطرة على الأوضاع الداخلية بزيادة العمليات العسكرية ضد المدنيين قالت الشبكة السورية لحقوق الإنسان إن عدد قتلى أمس بلغ 145 فى أنحاء متفرقة من البلاد وسط احتدام الاشتباكات مع الجيش السورى الحر الذى أعلن سيطرته على مناطق عدة منها الحدود مع تركيا والعراق.
وقال ناشطون: إن قصف الجيش النظامى تجدد السبت فى مختلف المناطق السورية، وعلى رأسها حلب التى كانت ساحة للقتال وتمكن الجيش الحر من السيطرة على أحياء عدة من المدينة، بالإضافة إلى سيطرته على معسكر تابع للجيش النظامى فى المزة بدمشق.
وأن مدينة حلب تعرضت لقصف عنيف من قبل الجيش النظامى السورى، مشيرًا إلى سقوط 15 معظمهم على أيدى الشبيحة الذين يعملون مع النظام وأن الجيش النظامى استخدم القنابل العنقودية المحرمة دوليًا على مدينة إعزاز وكثف هجماته على الأرياف بسبب سيطرة الجيش الحر على العديد منها.
وقال ناشطون سوريون: إن قصف الجيش النظامى تجدد على بلدة طفس بدرعا وأوقع عددًا من القتلى والجرحى وبريف إدلب أصبحت بلدة التمانعة شبه خالية من سكانها بعد الهجوم الذى نفذته القوات النظامية عليها مطلع الشهر الحالى وفى مدينة حمص تعرضت أحياء الخالدية وجورة الشياح والقرابيص للقصف من القوات النظامية التى تحاول السيطرة على هذه الأحياء، وقال ناشطون إن عددًا من القتلى الجرحى سقطوا عندما هاجمت قوات النظام سجن حمص المركزى وأعلن الجيش السورى الحر عن سيطرته على معبر حدودى بين سوريا ومحافظة نينوى العراقية قرب منطقة ربيعة وبسيطرة الجيش الحر على المعبر الجديد يكون قد أحكم سيطرته على معظم المعابر بين سوريا وكل من العراق وتركيا.
انشقاقات: من ناحية أخرى قال مسئول تركى لوكالة رويترز أمس السبت إن ضابطين سوريين كبيرين برتبة عميد فرا إلى تركيا ليلاً ضمن مجموعة من نحو عشرة أفراد، بينهم ضباط برتبة عقيد وعسكريون آخرون، وبذلك يرتفع عدد كبار الضباط السوريين الذين فروا إلى تركيا إلى 24.
فى السياق أعلنت لجان التنسيق أن انشقاقات كبيرة حدثت فى اللواء الـ18 ببلدة قطنًا فى ريف دمشق، واندلعت إثرها اشتباكات داخل اللواء وامتدت إلى قطاعات مجاورة تابعة للفرقة العاشرة.
وأعلن المجلس العسكرى التابع للجيش السورى الحر فى مدينة حلب حالة النفير العام، ودعا جميع عناصره إلى الالتحاق فورًا بالتزامن مع بدء ما أطلق عليها اسم عملية «حلب الشهباء» لتحرير حاضرة الشهباء.
وأعلن المجلس العسكرى أيضًا أن معظم المناطق الموجودة فى ريف حلب تم تحريرها وسيتم التحرك باتجاه حلب المدينة، وقالت مصادر فى الجيش الحر إن كتائب تابعة لها تمكنت من السيطرة على منطقتى طريق الباب والصاخور فى حلب وإن اشتباكات عنيفة تدور فى أحياء سيف الدولة والجميلية والميرديان وقرب قسم شرطة الزبدية وبمحيط مبنى الهجرة والجوازات وقالت تنسيقيات الثورة فى دير الزور: إن قوات النظام سلمت مدينة القامشلى لحزب العمال الكردستانى الذى بدأ بوضع حواجز داخل المدينة.
عربيًا: وجه خادم الحرمين الشريفين عبدالله بن عبدالعزيز آل سعود، أمس بالبدء فى حملة وطنية لجمع التبرعات لنصرة الشعب السورى اعتبارًا من اليوم.
وأهابت وزارة الداخلية السعودية بجميع أبناء المملكة المسارعة فى المساهمة بتلك الحملة.
دوليًا: انتقد الأمين العام للأمم المتحدة بان كى مون الحكومة السورية قائلاً إنها فشلت «بشكل واضح» فى الدفاع عن المدنيين وأن القتال المتواصل «دمر البلاد» وأضاف: أشعر بالقلق الشديد بسبب ارتفاع أعداد القتلى وتزايد النازحين الذين يضطرون لمغادرة منازلهم إلى مناطق أخرى داخل البلاد وخارجها.
وشرعت جهات رسمية دولية وأردنية منذ الجمعة بتجهيز أول مخيم رسمى للاجئين السوريين فى منطقة الزعترى الواقعة فى محافظة المفرق شمال شرق العاصمة عمان ويقع المخيم على مساحة نحو 5 آلاف دونم، حيث من المقرر أن يستقبل اللاجئين السوريين ممن دخلوا الأردن بطريقة غير شرعية.
وأكد تقرير بصحيفة الإندبندنت البريطانية أن قبضة الرئيس الأسد بشار الأسد قد بدأت فى التراخى على منطقة أخرى من مناطق تأييده التقليدى وحى حلب وأن «معارك الشوارع العنيفة» اندلعت فى حلب.
ويشير التقرير إلى أنه «بينما ظلت القوات الحكومية تصارع للتصدى إلى هجمات المتمردين فى شوارع العاصمة دمشق، أدى القتال الكثيف فى حلب إلى مضاعفة التهديد لنظام الأسد».
وتنقل الصحيفة عن المرصد السورى لحقوق الإنسان الحديث عن وقوع اشتباكات عنيفة بين القوات الأمنية والمتمردين فى حلب، وذلك بعد أن أعلن شيوخ المنطقة تأييدهم الذين يحاولون إسقاط نظام الأسد وأن عشرات المقاتلين جاءوا من المناطق الريفية إلى المدينة منذ ذلك الوقت ويرى الكاتب أن هذه الأعداد التى وصلت إلى حلب مؤخرًا هى أول موجة متواصلة من القتال.
وينقل التقرير عن محمد سعيد، الناشط السورى المقيم فى حلب، تأكيده أن القتال استمر حتى صباح السبت وأن غالبيته تركز فى حى صلاح الدين وسط المدينة.
كما ينقل عن أحد النشطاء المعارضين قوله أخيرًا وصلت الانتفاضة إلى سوريا.
ويضيف الكاتب أن «التحدى» الذى تمثله حلب يأتى وسط تداول إشاعات بأن القوات السورية تنقل مخزونها من الأسلحة الكيميائية لاستخدامه فى الانتقام للهجوم الجرىء على الدائرة الضيقة المقربة من الأسد فى إدارة إلى الهجوم الذى أدى إلى مقتل وزيرة الدفاع ونائبه الأربعاء الماضى.