السبت 18 مايو 2024
رئيس مجلس الإدارة
هبة صادق
رئيس التحرير
أيمن عبد المجيد

السيسى: مكافحة الإرهاب فى ليبيا لا يتعارض مع الحوار

السيسى: مكافحة الإرهاب فى ليبيا لا يتعارض مع الحوار
السيسى: مكافحة الإرهاب فى ليبيا لا يتعارض مع الحوار




كتب – أحمد إمبابى وأحمد سند


عاد أمس الرئيس عبد الفتاح السيسى إلى أرض الوطن بعد زيارة رسمية إلى السعودية استمرت عدة ساعات التقى خلالها خادم الحرمين الشريفين الملك سلمان بن عبد العزيز، وكان على رأس المودعين كل من الأمير مقرن بن عبد العزيز، ولى العهد، والأمير محمد بن نايف، ولى ولى العهد ووزير الداخلية.
واستهل الملك جلسة المباحثات بالترحيب بالرئيس والتأكيد على قوة ومتانة العلاقات التاريخية الوثيقة التى تجمع بين البلدين.
بينما وجه الرئيس التهنئة للملك على توليه سدة الحكم بالمملكة، مؤكداً أن المرحلة الراهنة والواقع الذى تعيشه المنطقة العربية يستوجبان تعزيز التعاون لصالح المنطقة بأكملها، وشهدت المباحثات تبادل الرؤى بشأن مستجدات الأوضاع ومختلف القضايا الإقليمية فى المنطقة.
وأشاد السيسى بجهود السعودية ودورها فى مساندة مختلف القضايا العربية والإسلامية.
وتطرق اللقاء إلى عدد من القضايا الإقليمية ذات الاهتمام المشترك أهمها تدهور الأوضاع فى اليمن وضرورة تداركها، تلافياً لآثارها السلبية على أمن منطقة الخليج العربى والبحر الأحمر.
وأيد الرئيس المبادرة الخليجية وآليتها التنفيذية، وضرورة الحفاظ على السلامة الإقليمية لليمن ووحدة شعبه، وأهمية تكاتف جهود المجتمع الدولى لعدم السماح بالمساس بأمن البحر الأحمر أو تهديد حركة الملاحة الدولية.
وبشأن سوريا قال الرئيس: إن اهتمام مصر يتركز على الحفاظ على الدولة السورية ذاتها وحماية مؤسساتها من الانهيار، مشددا على أهمية التوصل إلى حل سياسى شامل للأزمة ينهى معاناة الشعب السورى.
وعلى صعيد الموقف فى ليبيا، أوضح الرئيس أن جهود مكافحة الإرهاب فى ليبيا لا تتعارض مع دعم مصر لجهود المبعوث الأممى لإيجاد حل للأزمة عن طريق الحوار.
كما شدد على ضرورة وقف إمدادات المال والسلاح للميليشيات الإرهابية والمتطرفة فى ليبيا، وأهمية دعم المؤسسات الليبية الرسمية، وعلى رأسها البرلمان المنتخب والجيش الوطنى بالإضافة إلى مساندة الحل السياسى وصولا إلى تحقيق الأمن والاستقرار للشعب الليبى.
وكشف لقاء الزعيمين تطابق مواقف البلدين إزاء سبل مواجهة التحديات التى تواجهها منطقة الشرق الأوسط.
وقد أدلى الرئيس بتصريحات لقناة الحدث والعربية مساء أمس الأول قبل زيارته بساعات واستهل السيسى حديثه قائلاً: «أوجه التحية لجلالة الملك سلمان والأشقاء السعوديين، تحية وتقديرا لهم جميعا».
وعن العلاقات المصرية-السعودية؛ قال الرئيس: «العلاقات بين مصر والسعودية وبين مصر وأشقائها فى الخليج قوية ومستقرة منذ سنوات طويلة ولا أعتقد أن أى محاولة للإساءة أو الإسقاط ستفلح، لا يوجد تنقية للعلاقات فهى من الأساس لم تكن معكرة».
وردًا على سؤال إذا ما كانت المملكة تقوم بدور وساطة بين مصر وتركيا، قال: «من يرى مصر خلال الـ18 شهرا الماضية، مصر كان لها خط ثابت لعدم التصعيد مع أحد، والسؤال عندما يوجه لى أقول اسألوا الآخرين، والعنوان الرئيسى هو عدم التدخل فى الشئون الداخلية لبعضنا البعض، محاولة التأثير أو اتخاذ طرق مناوئة للواقع الموجود فى مصر، نكون غير مقدرين لإرادة الشعب المصرى، نحتاج عدم التدخل فى شئوننا الداخلية كما نحترم نحن شئون الآخرين فى إدارة أمور دولهم».
وأضاف «التدخلات التركية فى الشئون المصرية تتمثل فى الدعم ووسائل الإعلام التى تقوم بدور سلبى والإساءة المستمرة سواء كان للدولة، نحن لا نفعل هذا على الجانب الآخر».
وعن العلاقات المصرية- القطرية؛ قال الرئيس: «نحن حريصون على تقدير الملك الراحل باحترامنا للمبادرة التى طرحها بين مصر وقطر، وأريد أن يكون هذا واضحا للجميع، ولو لم ندرك أن فى مصر شعب 90 مليون، يريد أن يعيش وينمو ويستقر، غير كده تبقى مشكلة للمنطقة بالكامل، لو أدركنا هذه النقطة جيدا واستعددنا ما يحدث فى سوريا والعراق واليمن وليبيا مع بعض فى حجم مصر، ننتبه جدا لمخاطر عدم استقرار مصر».
وبخصوص الأزمة السورية؛ قال «نريد أن نحل الأزمة السورية بشكل سلمى وسياسي، مازالت آثار الحل العسكرى مدمرة على سوريا بالكامل، بعد أن انتهت مهمة الناتو فى ليبيا تركوها وأصبحت ليبيا بؤرة إرهاب وتطرف».
وأضاف «أتحدث عن وحدة سوريا، التقسيم ليس فى صالحنا، ليس من المعقول عدم وجود علاج لوجود الإرهابيين والمتطرفين فى سوريا».
وفيما يتعلق بالأوضاع فى ليبيا واليمن؛ قال: «نحن نحترم إرادة الشعب الليبى ولا نريد أسره بواسطة الميليشيات المسلحة، ندعم شرعية البرلمان الليبى المنتخب، ندعم الجيش الليبى رغم ظروفه الصعبة ليقوم بدوره فى حماية بلده، نريد عدم إمداد الميليشيات بالأسلحة، ندعم الجيش والحكومة الليبية».
وأضاف «المشكلة اليمنية معقدة جدًا، لكن نستطيع التحرك وبذل جهد لحل تلك القضية، بحاجة إلى لمّ الشمل وعلاج جراح الوطن العربى وهذا يحتاج لإرادة مخلصة ونوايا مخلصة».
وعن سيطرة جماعة الحوثى فى اليمن على مضيق باب المندب والذى يعد معبرا حيويا للاقتصاد المصرى فى الوقت الذى تقوم فيه مصر بإنشاء مجرى جديد لقناة السويس، قال: «ده صحيح ولهذا نقول إن هذا يتطلب التحرك لإيجاد حل، ليس فقط فى اليمن ده فى اليمن وفى سوريا وليبيا وفى أى دولة أخرى، الأمن القومى العربى جزء لا يتجزأ من بعضه، يجب التحرك جميعا، والقضايا العالقة نوجد لها حل مع بعض».
وعلى صعيد الجهود التى تم إنجازها استعدادا لاستقبال المؤتمر الاقتصادي؛ قال الرئيس «نعمل على هذا المؤتمر منذ 10 شهور وأنجزنا الكثير من أجل جذب المستثمرين، وأكرر لأشقائنا المستثمرين فى السعودية والخليج، أننا انتهينا من قانون الاستثمار الموحد، وقمنا بحل أزمات المستثمرين لتأكيد ثقة المستثمر فى الدولة المصرية».
وأضاف «تخلصنا من الإجراءات التى كانت تسبب صعوبات للمستثمر بعيدا عن البيروقراطية والفساد، ونحرص على عمل قانون استثمار منفصل خاص بمنطقة قناة السويس بشرق التفريعة وغرب خليج السويس لمزيد من التسهيلات».
وعقب سماعه من المحاور أن المصريين يدينون له بشكل كبير وللجيش المصرى فى إعادة الاستقرار لمصر، قال «الشعب المصرى لا يدين لي، أنا الذى أدين لمصر والشعب المصري، مستعدون لحمايته بأرواحنا، فكرة الدولة والحفاظ عليها وتلبية مطالبها لم تكن واضحة للقيادة السابقة».
وأضاف السيسى «أى حاكم مسئول عن المصريين يجب أن يضع نصب عينه الـ90 مليونًا وليس أشخاصًا بعينهم، وأنا عمرى لا قسمت المصريين لا بدين ولا بأى حاجة تانية، ووضحت إرادة المصريين فى 30 يونيو، شوفو الناس خرجت ليه وكانت عايزة إيه، وماذا لو لم نلب هذه الإرادة؟ تتصوروا بهذا العدد بهذه الظروف السياسية منذ 25 يناير، هل كنت مستعد للدخول فى حرب لا يعلم مداها إلا الله .. كانت هناك مؤشرات قبل 30/6 لكن 30/6 كان واضحاً بخروج ملايين من البشر خرجت لتقول لا».