الإثنين 21 أبريل 2025
رئيس مجلس الإدارة
هبة صادق
رئيس التحرير
أيمن عبد المجيد
مصر .. والنموذج العراقي

مصر .. والنموذج العراقي




■ النموذج العراقي في الديمقراطية آراه شكلاً.. الرفاق هناك يتعاركون ويتشاجرون.. علي المناصب والبرلمان والحصة في الحقائب الوزارية.. الأهم أن الشعب العراقي الشديد يدفع ثمناً غاليًا لعدم الاستقرار السياسي، والخناقة كل يوم تحمل إلينا الأخبار سقوط العشرات قتلاً من الشعب العراقي..

■ دماء تسيل علي شوارع وتختلط بالأسفلت.. الأخطر ان لا أحد من المختصمين أو المتصارعين علي المناصب في العراق الشقيق يتألم!! والدليل أن الأصوات المطالبة بالمناصب لم تختف.. وهذا يوضح أن النموذج الديمقراطي العراقي لم يستقر بعد بل إن هناك تصميمًا من أطراف اللعبة في العراق علي التضحية بخسمة ملايين عراقي.
حالة الفقر في العراق وانهيار الخدمات وانقطاع الكهرباء.. كلها أمور لا تنسجم مع بلد  غني بالموارد مثل العراق ويملك 3/1 احتياطي البترول في العالم.. ومازال المشهد العراقي مؤلمًا.. حيث نري العراق ممزقًا غير مستقر غائبًا تمامًا عن محيطه العربي والعالمي!!
في مصر أري أن الأحداث تسير علي المنهج العراقي رغم اختلاف الظروف في مصر عنها في العراق.. حيث تم التغيير بالعراق بقوي خارجية ومساعدات داخلية طفيفة، في مصر العكس التغيير كان داخليًا والعالم معنويًا واستخبراتيًا..
مصر لا تمتلك موارد العراق حتي يظل الطامعون في المناصب والمغانم السياسية يتصارعون حول الفوز بالنصيب الأكبر من التورتة الثورية وعضوية مجالس نيابية وحصة وزراء.. ونصيب في الأعمال والبزنس وغيرها.
مصر دولة ليست مثل العراق.. بغداد كانت في قبضة واحدة.. لكن مصر خاصة في السنوات الأخيرة كانت تعيش تجربة ديمقراطية حتي لو اختلف حولها الناس ولكن يمكن رصد الضوضاء السياسي في مصر بسهولة وهو البداية أو المسمار الأول في نعش الحياة المصرية المستقرة.
■ النخبة السياسية في مصر لو أصرت علي التمسك بالنهج الذي تسير عليه الآن.. سنصل إلي مرحلة تصادم عنيف بين الفرقاء السياسيين.. الإخوان لا يريدون التنازل.. والمعارضون لهم لا يثقون فيهم بعد الممارسة.. وحالة الشد والجذب لها صدي سيئ جدًا لدي المواطن الذي وجد نفسه محشوًرا في الشوارع لتفاقم أزمة المرور.. وبدا يشعر بالضيق لارتفاع الأسعار والأهم انحسار الأمل في تغيير ملموس علي حياته الاقتصادية للأفضل..
■ الفرقاء السياسيون في لعبة عض الإصبع بينهم لم يهتموا بالمواطن ولا الوطن.. هم الآن يسعون لتقسيم الغنائم المتنوعة.
لا يحصل منهم علي مبتغاه يرتفع صوته في الرفض بقدر ما تم حرمانه منه!
■ من السهولة أن نجد أنفسنا أمام مليشيات وليس صحيحًا أن هناك فصيلًا واحدًا يمكنه أن يحشد حماية مسلحة.. بل أري من خلال الرصد أن من يمتلك الأموال يمكنه أيضًا شراء السلاح ومن يحمله.. والمشهد أوضح لي ولغيري من حصل علي أموال بدعوي معونة أو غيرها..
أنا خائف علي مصر من المثقفين والسياسيين المتصارعين علي الغنائم.. ولو تم ان الحاق الضرر بمصر وقتها لن يكون هناك غنائم.. بل ضريبة سنتحملها جميعًا..
الصراع السياسي في مصر الآن واضح ومحدد ومعروف من يحركه ومن هم الأدوات.. المشهد السياسي مؤلم ومحبط.. وعدم توافر الهدوء وقبله التجرد من الأطماع بكل أنواعها.. أمر سيؤدي بنا إلي عراق جديد.. وخراب جديد وقتلي ودماء لن يكون هناك شهداء ثورة.. بل الشعب كله قد يصاب ويقتل.
■ أنا لن أناشد الإخوان أو غيرهم من الأحزاب السياسية.. لكني أناشد ضمير المواطن المصري مهما كانت وظيفته أو مكانته.. بلدك يحتاج إلي هدوء وعمل.. الثورة قامت نع.. لكن ليس معني ذلك أن تدفع الناس علي الكفر بها وهو ما يحدث الآن.. .. والنخبة السياسية المؤيدة صوتها عال لأنها تملك الإعلام أو تطل من خلاله.
ما نراهم علي شاشات التليفزيون والفضائيات شريحة بسيطة وصغيرة من المجتمع وهي لا تعبر إلا عن شريحة أقل.. إذاً الناس بدأت تضيق.. وبدأ الخوف يتسرب إليها.. بعدما بدأ الرزق يضيق ومشاكل الحياة تتفاقم.
■ وسط الظروف التي نعيشها.. لا حل ولا حتي لو قام الرئيس مرسي بمنح كل مواطن 100 ألف دولار كمكرمة!! هيشتري عربية أو شقة والنهاية المواطن داخل العربية محصور أو محشور في الشارع.