
كمال عامر
هزيمة الاستثمار الرياضى
أعتقد أن عندنا مشكلة فى عدم الاتفاق حول موضوع واحد.. حتى فى غير الرياضة.
وحول أى قضية كل فريق يحاول وبكل الطرق تجييش أنصاره للنيل من خصومه.
المعارك مستمرة ومشتعلة.. لا أحد يرغب فى التسامح مع المختلف معه.. والنتيجة حرائق فى كل القطاعات.
فى مراكز الشباب والأندية والاتحادات الرياضية، الحكومة قامت بتأدية الدور الأكبر والمهم.. بإنشاء بنية أساسية من الملاعب والاستادات وتقدم الإعلانات فى حدود المطلوب.
يحب أن نتدارك تجديد الأفكار والرؤى والبحث عن طرق وأساليب جديدة تلائم ما المطلوب تحقيقه من وراء الرياضة فى مصر بشكل عام، ولو لم يحدث ذلك، أعتقد ستظل هكذا وستزداد حركتنا للخلف والمحصلة لا تساوى ما تم إنفاقه!
وحتى لا نستيقظ على عناوين الفشل.. أو تحقيق انتصارات الصدفة. إذا يجب أن نبدأ فى تصحيح المسارات الرياضية.
وأعتقد أن خالد عبد العزيز المسئول عنها يملك أفكاراً فى هذا الشأن بخصوص الإطلاع على خطط الآخرين ونسخها!
لا يصح أن تظل مصر بما لديها من إمكانيات متنوعة تسير فى طريق اللاأمل واللا نتائج واللا حلم.. كفاية قلوبنا لم تعد تتحمل المصادفات وجيوبنا اختفت منها الإمكانيات المالية.. وحكومتنا فى أشد الاحتياج إلى توفير ملايين الجنيهات دون عائد مؤكد يمكن أن يساعدها فى حل مشاكل أكثر تعقيدا أو مهمة للغلابة... الرياضة تعكس أحلام الشعوب.. نعم، لكن فى نفس الوقت مصر حالة خاصة جدا. بلد يمتلك كل مقومات التميز كما فى الزراعة والصناعة والتجارة والبترول.. لكن تقف أمام تقدمها بيروقراطية.. أفكار لأشخاص، أقل ما فيها عدم التفاعل مع ما يحدث حولنا.
دول أقل منا انطلقت ونظمت ودرست وناقشت واهتمت ووضعت نفسها على بداية الطريق السليم.. فى مصر حتى الآن لا ألمح مثل تلك الرغبة فى الانطلاق لأننا لا نملك بوصلة لمعرفة الاتجاهات.. ولا أفكارًا ملهمة وأيضا غابت الإرادة والأخطر حالة الرضا على ما نعانيه.
بالطبع من السهل أن ننطلق فيما لو أن هناك رغبة فى التطوير + أفكار + ظروف يمكن أن نوفرها.. الانتكاسة أو الأمراض الرياضية ترجع إلى حالة الاستسلام التى تسيطر على الموجودين المسيطرين على القرار، وكأنهم موظفون وهذا لا يعفى كيفية اختيار هؤلاء القيادات وهى عملية من الصعوبة - الآن - علاجها بمشرط جراح!
من المهم أن نتعرف وندرس ونعترف بمشاكلنا التى تعرقل انطلاق الرياضة نحو التتويج.. بالمناسبة ليس هنا ارتباط بين تطور الحركة الرياضية وضرورية تحقيق إنجازات من العيار الثقيل، لكن هناك ضرورة للإصلاح الرياضى على الأقل لتصبح صناعة متطورة تساهم فى الدخل القومى للبلد وتنعش خزائن الأندية أو الاتحادات.
فلسفة تطوير الرياضة المصرية تبدأ فى معرفة التجارب المتقدمة للآخرين وفتح نقاش حول كيفية التطبيق.. أنا لا أتصور أن تتخلف الرياضة المصرية عن القطاعات الأخرى بالبلد فى التطوير.
وعلى القائمين عليها المبادرة - بعيدا عن الحكومة - للبحث عن حلول لمشاكلنا المزمنة.