
كمال عامر
غزة.. مؤامرة على مصر!
■ العدوان الإسرائيلى على غزة أصاب المصريين بالغضب.. القوى السياسية فى مصر اكتفت بالتنديد والتصريحات الرنانة فى محاولة منها لكسب الشارع وحصار الإخوان والرئيس مرسى.. بينما كان قرار مصر بسحب السفير المصرى فى إسرائيل صائبًا وهو بمثابة تمرير رسالة غضب من مصر إلى إسرائيل والدول التى تؤيدها.. مصر لا يمكنها أن تدخل حربًا الآن فهناك مجموعة من الاعتبارات العالمية تجعل من حل المشكلة الفلسطينية أمرًا ليس يسيرًا ويتباعد عما نطرحه أمام الميكروفونات.
■ حرب إسرائيل على غزة هو أول اختبار عملى عملى للقوى السياسية المصرية الجديدة.. وهو ما يعنى أن التعاطى لما حدث وفهمه وادراك أبعاده مازال سطحيًا .
■ مع الأسف الأصوات الشبابية الزاعقة التى تعلق على العدوان الإسرائيلى معظمها أصوات من البطن وليس العقل.. معظمهم غير مدرك من التداخل بين الآراء فى العالم بشأن الحل للمشكلة الفلسطينية.. مع خفض أصوات المقاومة والممانعة بعد أحداث سوريا.
■ دول الربيع العربي لديها أجندة أولويات وأعتقد أن مصر لكونها خط أمامى مع إسرائيل هى الأكثر ادراكًا للموقف والحدث والنتائج والتى قد لا تصيب غيرها إصابات مباشرة.
■ يجب أن ننبه أن قيادة حركة حماس لعبت دورًا فى تأجيج الغضب وصناعة الأزمة ومنح إسرائيل مبررات العدوان وأعتقد أن تلك «الغضبة» الإسرائيلية مقصودة ومدبرة وبمشاركة اطراف متعددة مع الموساد.. لأن المدقق فى المشهد يمكنه ان يستنتج إن إسرائيل وحماس أصبحا لكل منهما رغبة فى معرفة إلى أين يذهب الإخوان المسلمين فى مساندة حماس والرئيس مرسى تحديدًا.
■ حماس أيضًا بدورها أرادت أن ترصد هذا الاختبار خاصة فى ظل تنامى العلاقة بين إخوان مصر وحماس.. وهو ما ترك انطباعًا لدى الرئيس أبو مازن بأن مصر الرسمية انحازت لحماس مما عمق الخلافات الفلسطينية / الفلسطينية. وهو ما دعا الرئيس مرسى إلى إيفاد عمرو موسى مبعوثًا إلى الرئيس الفلسطينى، وكانت من نتائج هذا التوجه أن استقبلت القاهرة أبو مازن والذى التقى الرئيس مرسى وبلا شك أن كل الموضوعات تم طرحها واستمع أبو مازن من الرئيس مرسى على إجابات لأسئلة مهمة طرأت على الساحة الفلسطينية.
■ وتحديدًا ما هو موقف مصر من الحكومة الفلسطينية؟ وهل تؤيد مصر حماس على حساب أبو مازن!؟
وما هو مدى مساعدة مصر للقضية الفلسطينية؟ الإجابات التى حصل عليها أبو مازن من الرئيس مرسى كانت كافية ومقنعة ومريحة.
حماس انزعجت بدورها من عودة الأمور إلى طبيعتها بين مصر والسلطة الفلسطينية..
وإسرائيل أيضًا حيث كانت تعتمد على انزعاج السلطة من التقارب المصرى حماس وهو ما يؤخر اندفاع القرار الفلسطينى والمساندة والدعم العالمى لها..
■ إذًا عملية العدوان الإسرائيلى على غزة مؤامرة واضحة.. وفخ للسلطات المصرية وإسرائيل وحماس لديهما رغبة أكيدة لمعرفة رد الفعل المصرى تجاه الأحداث وأيضًا المدى الذى قد يذهب إليه.
■ لا أتصور أن حماس تطلق صواريخ على إسرائيل وهى تعلم جيدًا أن هناك عمليات عسكرية مصرية لتطهير سيناء..
وأيضاً إسرائيل لديها يقين بان القوات المصرية المشاركة فى العمليات بسيناء قد تتعرض للخطر فيما لو تم فتح جبهة عسكرية بين حماس وإسرائيل فى هذا التوقيت.. لأن العمليات العسكرية بين الطرفين تعنى عرقلة العملية العسكرية المصرية أو البطء فى تسيير وتيرتها..
■ إذًا تعالوا نتحدث بالعقل نحن غاضبون من العدوان الإسرائيلى على غزة أو على أى منطقة عربية.. ويجب على الأشقاء فى غزة أن ينتبهوا للمشكلة الموجودة ومن الواضح أنهم غير مدركين أن أى تأخير فى طريق حلها يلحق الضرر بالقضية الفلسطينية وهذه المشكلة هي لم الشمل وتوحيد الشعب الفلسطينى بتنفيذ بنود المصالحة المتفق عليها والموقعة بين الأطراف.
■ من الواضح أن قيادات حماس ظنوا أنهم دولة. وأن أبو مازن لن يذهب بعيدًا.. وبالفعل فرص إعلان الدولة الفلسطينية تباطأت نتيجة الانقسام مجموعة من حماس ترى أن فى الوحدة الفلسطينية اختفاء عدد من الموجودين بالمشهد السياسى وتقليص أدوار ونهاية تواجد لشخصيات.
■ لا يمكن لعاقل أن يفهم: لماذا ترفض حماس حل القضية الفلسطينية بسرعة ولماذا تعلن حماس رفضها لتوجه أبو مازن إلى الأمم المتحدة، وهكذا أصبحت حماس وإسرائيل «يدًا واحدة» ضد توجه أبو مازن إلى الأمم المتحدة.
أنا بدورى أسأل: لماذا هذا التوقيت؟
لماذا لم تدرك حماس بأن القوات المصرية فى سيناء وهى تطارد فلول من لطخت أيديهم بقتل المصريين؟
■ أنا شخصيًا أرى أن العدوان الإسرائيلى المدبر والمخطط بمشاركة الموساد مع عملاء بغزة هو بمثابة فاصل جديد لاحراج الجميع وكشف خطط المستقبل وقياس إلي أي مدي سيصل الدعم المصرى للفلسطينيين خصوصًا حماس.
[email protected]