
كمال عامر
سيناريو حرق مصر
▪ قلت إن هناك أضلاعا لمثلث يجب الحفاظ عليها ليشعر المواطن المصرى أن هناك دولة وهى: الجيش والقضاء والشرطة.. ومع الأسف مازال البعض منا يتحرش بالثالوث.. لا يمر يوم إلا ونسمع أو نقرأ عن إشاعة تخص القوات المسلحة.. عن حسن نية أو بسوء نية والمقصود منها هو «جر» القوات المسلحة لخلافات الشارع.. وقد زاد من تلك الشائعات التغيير الواضح فى تعامل تلك الجهة مع مثل هذه الشائعات والتى تبدل من المنع التام إلى التفاهم والمناشدة.
▪ القضاء يتعرض لهجمة شرسة.. كل من تلقى حكما ضد إرادته فى السابق عاد لينتقم.. وكل من لايرى أن الحكم لا يتفق مع هواه أو قناعاته يحاول تأليب الشعب على القضاء.. المواطن البسيط ماذا يفعل.. هو يعيش وسط كماشة صنعها الإخوان والمعارضون لهم مصيرة هيموت من الكماشة أو من الخوف القضاء يعيش أزمة بعد الإعلان الدستورى الأخير للرئيس مرسى والذى تم تحصين قرارات مرسى من خلال التأكيد على استبعاد أحكام القضاء بشأن الشورى والدستورية.. والشرطة تعانى وتدفع ثمن صراع الديوك.. لو دافعت عن نفسها ضد المولوتوف نسمع امسك ضربونا بالخرطوش.. ولو وقفت ساكتة ستفقد بالموت عددا منها وأيضا سيتم اتهامها بالسلبية وعدم حماية المنشآت والافراد.
▪ الرئيس تحدث من خلال أنصاره أمام الاتحادية.. كانت رسالته منقوصة.. كنت اتمنى أن يخرج على كل المصريين من خلال تليفزيون مصر بكلمة مكتوبة ومدروسة.. لكل المصريين يقول من خلالها رسالته إلى الشعب.. كان لها مردود أفضل، لكن الرئيس مرسى يحاول فى كل مرة أن يحصر نفسه فى كورنر الإخوان.
▪ بعض الأراء التى تؤيد قرارات مرسى مقنعة والأكثرية منها تحاول أن ترهب الرافضين.. انعكاس هذه الخلافات على الاقتصاد المصرى مؤلم ولا أعتقد أن هناك فى مصر من يمكن أن يعمل وسط قرارات من الممكن أن تتغير كل ساعة دون انذار.
▪ أمام قصر الاتحادية صلاة الجمعة فى مسجد عمر بن عبدالعزيز وأمام وخطيب.. فى نفس الوقت وعلى بعد عشر أمتار صلاة جمعة لإمام وخطيب جاء به أنصار مرسى وقد فضلنا الصلاة على الرصيف وسط الشارع.. بسطاء وقفوا يهتفون لمرسى معظمهم من خارج القاهرة.. وقد تحملوا عذاب فى طوابير طويلة لشراء مستلزمات ست ساعات قضوها أمام القصر.. بعد خطاب الرئيس الكل انصرف إلى محافظاته.
▪ فى التحرير شاهدت غضب المثقفين وثورتهم وشعاراتهم المرفوعة وشخصيات مشهورة تليفزيونيا وتابعت الفضائيات صراعا على من يحرج الآخر ويقنع المشاهد بوجهة نظره.. مصر تتحرك حركة إيجابية للأمام.. الخسائر عادية ومطلوبة على الأقل لنشعر بما سنصل إلى تحقيقه.
▪ طارق البشرى ليس بمستشار عادى هو «عراب» النصوص الدستورية.. لعب دورا مهما فيما نحن فيه، الرجل أعلن رفضه لقرارات الرئيس وحددها بأنها ثورة على الثورة.. أى أننا نعيش ثورة جديدة قادها محمد مرسى.. وهى تختلف عن ثورة 25 يناير والتى لم تعثر لها على رأس إلا العسكرى.
إذا مرسى قائد لثورة نوفمبر وأعتقد أن الرجل سوف يفرض على التلاميذ دراسة ثورة نوفمبر وسيلقى كل ما يشير إلى ثورة يناير.. والانقلابات الثورية أمر عاديا.. عبدالناصر انقلب على محمد نجيب ثم عامر.. والسادات انقلب على كل رجال ناصر وثورة يناير نصبت مرسى رئيسا والرجل انقلب على كل من قاموا بالثورة وأنا غير متفاجئ، هى أمور ثورية عادية.. فى مصر والخارج.. هذه المرة الثوريون لم يتفهموا أن ثورة يناير لم تسجل باسم أحد.. وليس هناك قائد لها أو كما تقول لا رأس لها والرئيس مرسى بعد الإعلان الدستورى الأخير أعلم الجميع بأنه بطل الثورة وسجلها باسمه رسميا وجماعة الإخوان المسلمين، والأهم أن كل الثوار والثوريين الجدد وقياداتهم لم يتدارك أى منهم بأن مرسى قادر.. ولم يمنحوا مرسى قدرة فى التصرف كقائد.. لم يحترموا عقله وتفكيره ودهاءه.
القرارات جاءت صادمة لصباحى وموسى وغيرهما.. ولم تكن صادمة لأحمد شفيق.. لأن للاثنين (صباحى موسى) أملا فى قطعة من التورتة الثورية.. مكان تحت شمس القيادة.. شفيق فقد الأمل فى أى منصب أو دور.. وهو الآن يعمل على تطهير اسمه!
▪ مرسى قائدنا.. وليسقط فرعون مصر الجديد.. الأول شاهدته أمام منزلى والقصر الجمهورى.. والثانى فى التحرير والفضائيات.. ووسط هذا الجو الاحظ أن هناك بزنس جديدا وهو القتل فى أماكن محددة مقابل تعويض مالى خيالى.. الأب والأم ناس بسطاء وغلابة.. اللحمة لا تدخل المنزل إلا مرة فى المواسم.. وهناك فرصة سهلة للحصول على تعويض مالى.. لماذا لا نذهب ونصنع شغبًا ونواجه رصاص الشرطة ولو مات خير وبركة.. حتى لو مات فى هجومه غير المبرر على رجال الشرطة.. بالطبع الرئيس مرسى برغم وصفه لتلك الشريحة الآن أنها غير وطنية إلا أنه قد يتراجع أمام غضب أسر القتلى وبالتالى يستجيب للضغوط ويلحق موقعة محمد محمود «2» إلى قائمة الشهداء والمعاش الاستثنائي.
▪ الفوضى التى تعيشها مصر عادية.. ويمكن أن تمتد إلى عامين.. وكنت أتمنى ألا تكون ثورة مصر مختلفة تعالوا نتعلم من اليمن.. خلصت العملية وبدأ الشعب يلتفت للانتاج.. حتى تونس الأصغر حجما وأقل منا تاريخا تقدمت فى ثورتها عنا.. هل يمكن أن نصمت لفترة لندقق فيما حولنا من أمور ونمنح العقل فرصة للدراسة والعمل ووضع حلول لما نعانيه.
▪ المشهد السياسى يقول بوضوح: إن مصر لم تتعاف بعد.. والصفوة فى معاركها لا تنظر للبسطاء ولا تهتم بهم إنهم يستغلون حاجاتنا للتنمية ولتوسيع مجالات الرزق والعمل ويلعبون على وتر أحلام يظهر أنها لن تتحقق!!
[email protected]