الإثنين 11 نوفمبر 2024
رئيس مجلس الإدارة
هبة صادق
رئيس التحرير
أيمن عبد المجيد
الكروت الذكية فى المستشفيات الغبية

الكروت الذكية فى المستشفيات الغبية






فجأة خرج علينا وزير الصحة فى الأيام الماضية ليعلن نجاح وزارة الصحة فى علاج المرضى فى المستشفيات التابعة للوزارة بالكروت الذكية، وهو ما يعد إنجازاً ضخما، من وجهة نظر الدكتور عادل العدوى، وزير الصحة الذى ترك الأمراض تنهش فى أجساد المصريين، خاصة من الفقراء والمساكين، وبدلاً من أن يوفر لهم وسيلة علاج حقيقية وفر لهم كروتًا ذكية للعلاج  فى مستشفيات لا تتوافر فيها إمكانات علاجية، سواء كانت أدوية أو غرف عناية مركزة أو غرف عمليات.
فالوزير اكتفى بأن يزور مستشفيات الصعيد ومعه زفة من الكاميرات للتصوير، وفى وجود عدد من الفقراء الذين وافقوا على التصوير بهذه الكروت الذكية وهم لا يعرفون معناها، لدرجة أن بعضهم تخيل أن هذا الكارت يمكنه من صرف حصة زيادة من المواد التموينية، وهو لا يدرى أن الكروت «الذكية» للعلاج فقط فى مستشفيات الدكتور عادل العدوى، التى تحولت إلى مستشفيات «غبية» لا يتوافر فيها علاج ولا حضّانات أطفال ولا حتى تمريض حقيقى أو معاملة حسنة.
وحتى القوانين لا يطبقها الوزير، فهو يرى ويسمع ويشاهد بأم عينيه المخالفات والأخطاء التى ترتكب كل يوم دون أن يتحرك أو يحرك أجهزته الرقابية لوقف الانتهاكات.
وأغرب شىء يحدث الآن هو ابتزاز المرضى المصابين بعقم الرجال من قبل عدد من الأطباء الذين دأبوا على خداع المرضى من أصحاب الحاجة، بعد إعلانهم فى كل وسائل الإعلام المرئى والمسموع والمقروء بأنهم توصلوا إلى حل سحرى يعالج عقم الرجال بالخلايا الجزعية مقابل مائة ألف جنيه، رغم أن هذا النوع من العلاج لم يتم تطبيقه فى أى دولة من دول العالم وتمت تجربته على الفئران فقط وحذرت كل الأجهزة المسئولة فى العالم من تطبيقه على الإنسان، الأمر الذى دفع الجمعية المصرية لأمراض الذكورة والعقم إلى إصدار بيان أثناء انعقاد مؤتمرها، شهر ديسمبر الماضى، تطالب فيه وزارة الصحة وقف هذه العمليات القذرة، إلا أن الوزارة - وعلى رأسها وزير الصحة - لم يلق لها بالاً، الأمر الذى دفع الجمعية لعقد اجتماع طارئ الأسبوع الماضى، وإصدار بيان تحذر فيه المصريين من اللجوء إلى هذا النوع من العلاج الذى لم يطبق فى أى دولة من دول العالم ومدى خطورته على الإنسان، فلم تلق استغاثات الجمعية أى استجابة لا من وزارة الصحة ولا نقابة الأطباء.
الأغرب من ذلك ظهور عدد من الأطباء أيضًا فى نفس هذا المجال يدّعون توصلهم إلى جهاز يدعى جهاز الطاقة لزيادة نسبة الإخصاب عند الرجال، ثمن الجلسة ألف جنيه، ويحتاج المريض من عشرة إلى عشرين جلسة حتى تزيد نسبة الخصوبة لديه.
وهو أمر غير معترف به عالميًا وغير معمول به فى أى مكان فى العالم، ولا يعرف حتى من أين أتى هذا الجهاز.
متى تتحرك وزارة الصحة ونقابة الأطباء لتصحيح الأوضاع الخاطئة ويتركون الكروت الذكية، ويتجهون لإنقاذ المصريين من النصابين والمحتالين الذين كونوا ثروات طائلة من هذا الوهم؟! وليت الوزير يتجه لإصلاح حال المستشفيات «الغبية» التى لا يوجد بها علاج ولا غرف عمليات ولا غرف عناية مركزة.
نرجو من الله أن ينقذنا من النصابين والمحتالين، وندعو لوزير الصحة أن يطبق القانون على الجميع ويبدأ فى إصلاح المستشفيات بشكل حقيقى بدلاً من المظاهر التى لا تفيد المواطنين الغلابة بأى شىء.