الثلاثاء 8 أكتوبر 2024
رئيس مجلس الإدارة
هبة صادق
رئيس التحرير
أيمن عبد المجيد
دراما الحزب الوطنى فى رمضان

دراما الحزب الوطنى فى رمضان






على الرغم من أن الإعلام المصرى أصبح قوة مؤثرة فى الرأى العام بشكل كبير، لدرجة أنه استطاع أن يكون الآلة الفاعلة الأولى التى أسقطت نظامين حكم (25 يناير و30 يونيو) بتأثيره المباشر فى قطاعات عريضة من الشعب المصرى، إلا أنه تحول بعد 30 يونيو تحديداً إلى سيف مسلط فى وجه الدولة.
فازدواجية المعايير الإعلامية أصبحت واضحة بشكل كبير، لدرجة أن الإعلاميين الذين هاجموا نظام «مبارك» وساعدوا فى إسقاطه هم أنفسهم من دافعوا عن الرئيس المعزول محمد مرسى فى انتخابات الإعادة ضد الفريق أحمد شفيق، وأقنعوا الشعب بأن ثورة يناير لن يكتب لها النجاح إلا بوصول «مرسى» إلى الحكم، وهم الإعلاميون أنفسهم الذين خرجوا على «مرسى» وهاجموه حتى أسقطه الشعب، فرغم هذا التدليس والتضليل لم يعتذر أى منهم للمصريين عن الخطأ الذى اقترفوه بدفاعهم عن جماعة ثبت بالقضاء والقانون أنها إرهابية.
المفجع أن هؤلاء الإعلاميين كانوا يعلمون أن الإخوان المسلمين لا مبادئ لهم وأنهم يعملون لمصلحة «الجماعة» ضد مصر. وبعد رحيل مرسى ومجئ عبد الفتاح السيسى للحكم دافع هؤلاء عنه بضراوة ثم تحول البعض منهم فجأة بدون مقدمات إلى مهاجم لكل أفعال النظام الحالى، إن النقد مباح، طالما هناك أخطاء ويهدف الصالح العام، لكن فكرة النقد المهنى الذى يهدف المصلحة العامة لا يتسق أبدا مع ما يقوم به هؤلاء الإعلاميين حالياً من عقد صفقات مع رموز الحزب الوطنى الذى أسقطهم الشعب مقابل ظهورهم فى منابرهم الإعلامية التى يعملون فيها أو يمتلكها هؤلاء، سواء كانت مقروءة أو مرئية، مقابل مبالغ ضخمة وصلت إلى مليون جنيه يتقاضها أحد رموز الحزب الوطنى ليظهر فى عدد من الحلقات التليفزيونية.
والحقيقة أن هذا المسئول لم يعط رداً للإعلامى الذى ضغط عليه بقوة من أجل الانفراد بهذا الحوار، حيث إن هذا المسئول كان على علاقة قوية بدائرة صنع القرار أيام الرئيس الأسبق مبارك.
الأمر لم يتوقف عند هذا الإعلامى بل طال أصحاب برامج أخرى تسربت لهم أخبار «السبق»، فبدأوا هم أيضاً يضغطون على نفس المسئول للظهور عندهم  مقابل زيادة المبلغ، بل ذهب البعض بعيداً إلى مسئولين آخرين لعقد صفقات موازية لظهورهم فى برامجهم بمقابل مادى ضخم. وكأن مسئولى الحزب الوطنى أصبحوا ملائكة وتحولوا فجأة إلى نجوم، وتناسى الإعلاميون أنهم أول من هاجموه وفضحوا فساده عقب 25 يناير وهم أنفسهم الذين أحرقوا مصر من خلال برامجهم، لدرجة أن مراقبين غربيين وصفوا الإعلام المصرى بأنه الآلة التى تحرك الرأى العام فى الاتجاه الذى يريدونه، فبعد أن دفعوا بكل ما يملكون فى اتجاه إسقاط نظام «مبارك» فى 25 يناير، ودفعوا كذلك فى اتجاه نجاح «مرسى» وجماعته الإرهابية، عادوا وعملوا ضده حتى سقط، والآن جاء الوقت الذى يدافعون فيه عن رجال الحزب الوطنى، ولكن هذه المرة بمقابل مادى ضخم، وكأنهم يعتذرون لهم عما قاموا به ضدهم فى الماضى.
ففى الأيام المقبلة ومع اقتراب شهر رمضان، ستتوالى المفاجآت فى ظهور رجال الحزب الوطنى على الفضائيات، وكأنهم نجوم رمضان، وتهدف هذه الاستضافات غسل سمعتهم بعد أن لفظهم الشعب.
فبعد ظهور أحمد عز وحسين سالم وغيرهما من رجال «الوطنى» سوف تظهر مجموعة أخرى، لكن هذه المجموعة ستحصل على أموال مقابل الظهور، على عكس أحمد عز وحسين سالم اللذين قيل أنهما دفعا مبالغ تفوق الخيال من أجل الظهور.. والله أعلم بالحقيقة.
فى النهاية يبدو أن هؤلاء الإعلاميين يراهنون على أن الشعب المصرى فاقد الذاكرة، وأنه سوف ينسى ما شاهده بالأمس بل سينسى ما يشاهده اليوم ومستعد لأن ينسي ما شاهده منذ لحظات!.
هؤلاء الإعلاميين فاقدو المهنية فقدوا الإحساس بالمسئولية وفقدوا كل شىء من أجل الصمود على الشاشة وتحقيق الخبطات الإعلامية حتى لو كان هذا على حساب الوطن الذى تفرقت دماؤه بين الإعلاميين.