الثلاثاء 30 يوليو 2024
رئيس مجلس الإدارة
هبة صادق
رئيس التحرير
أيمن عبد المجيد
هولاكو وزارة التعليم

هولاكو وزارة التعليم






ليس «هولاكو» وحده مَن أحرق العلم والثقافة وتخلص من أكبر وأهم مؤسسة ثقافية فى التاريخ «مكتبة بغداد»، فعندنا فى مصر «هولاكو» آخر، ابتلانا الله عز وجل به.
«هولاكو» الجديد قابع فى وزارة التربية والتعليم يقود حرباً شرسة للقضاء على المؤسسات الصحفية القومية، التى تعتمد طوال تاريخها على العائد المادى الاتى من طباعة كتب الوزارة، والذى يمثل العمود الفقرى لتشغيل مطابع المؤسسات الصحفية، جاء «هولاكو» ليقرر منذ أيام وقف التعامل مع المؤسسات الصحفية القومية والاكتفاء بإعطائها نسبة 11٪ فقط من طباعة كتب الوزارة، ومنح باقى النسبة للقطاع الخاص بغية فرم الصحف القومية، وهو تصرف غامض غير مسئول.
فمن المحزن أن جماعة الإخوان الإرهابية لم تستطع فعل ذلك فى عهد الرئيس المعزول محمد مرسى، رغم أن الصحف القومية كانت تقف لهم بالمرصاد، لكن يبدو أن الوزير له أغراض أخرى قد تكون أقوى وأشمل من نظرة الإخوان، وهى غلق تلك المؤسسات بالتضييق عليها من خلال وقف طباعة الكتب بها.
الأمر الذى يدعو للدهشة كذلك عدم تدخل رئيس الوزراء المهندس إبراهيم محلب لوقف هذا القرار رغم تأكيده فى كل اللقاءات، داخل المؤسسات الصحفية وخارجها أن الحكومة تقف بكل قوة مع الصحف القومية من منطلق دورها الوطنى والقومى، لكن يبدو أن وزير التعليم محب الرافعى له أغراض أخرى لا يعلمها إلا الله سبحانه وتعالى.
فلو كان الوزير يظن أنه قادر على تعجيز المؤسسات القومية، فهو مخطئ فى تفكيره، لأن المؤسسات الصحفية أكبر بكثير منه، فتاريخها حاضر ويشهد بذلك، ولن يستطيع، هو وأمثاله، أن يوقفوا دورها، لأنها ملك للشعب وليست ملكاً لأحد، وسوف تستمر فى دورها الوطنى والتنويرى والتثقيفى من أجل رفعة مصر.
المؤسسات الصحفية ستبقى أما الأشخاص فسوف يذهبون إلى حيث ذهب الآخرون، الذين لم يذكرهم التاريخ إلا فى صفحته السوداء، يكفى أن التاريخ سوف يذكر محب الرافعى بأنه أول وزير مصرى تم فى عهده حرق الكتب داخل فناء المدرسة وتم تصوير ذلك بالصوت والصورة، ورغم أن مَن فعل ذلك تعلل بأن هذه الكتب تحمل أفكاراً إخوانية إلا أن الثقافة والفكر يجب أن تتم مناقشتهما بالفكر أيضاً، وكان يجب على الوزير جمع هذه الكتب وإعطائها للمتخصصين لقراءتها وانتقادها أمام الجميع بدلاً من أن تتحول وزارة التعليم إلى وزارة التتار وتحرق وتدمر الكتب أمام الأطفال الصغار بل أمام العالم أجمع تماماً كما كان يفعل التتار فى كتب الفكر والثقافة العربية بغية محو ذاكرتهم وتاريخهم.
ولعل واقعة حرق الكتب والتضييق على المؤسسات الصحفية سيخلدان فى تاريخ إنجازات الدكتور «الرافعى» خلال توليه الوزارة وستبقى فى سجله بعد رحيله عن الحكومة فى أقرب تغيير وزارى.
 لقد فرغ الوزير من مشكلات الوزارة لدرجة أن اغتصاب تلاميذ لمدرستهم داخل الفصل فى وضح النهار، أصبح أمراً عادياً، وكذلك عمليات التعدى اليومية التى يرتكبها أولياء الأمور ضد المعلمين داخل مدارسهم، وقيام بعض المعلمين بضرب التلاميذ لدرجة إحداث كسور بهم وعاهات مستديمة، كل ذلك لا يعنى الوزير، ولا يشغله بل يفرغ دماغه من أجل التربص والإجهاز على الصحف القومية بمنع مصدر دخلها الأساسى.
ندعو الله أن يرحمنا ويرحم العملية التعليمية من الدكتور محب الرافعى وسنتابع فى الأيام المقبلة ماذا سيفعل الوزير الهمام فى امتحانات الثانوية العامة التى لا تتحمل هى الأخرى شطحاته غير المسئولة.