السبت 20 يوليو 2024
رئيس مجلس الإدارة
هبة صادق
رئيس التحرير
أيمن عبد المجيد
الطبيخ.. فضلوه على السياسة!

الطبيخ.. فضلوه على السياسة!






أكثر من ألف وثلاثمائة فضائية تملأ وتزحم سماوات العالم العربى من شرقه إلى غربه، ومن محيطه إلى خليجه العربي!
فضائيات على كل لون وشكل، من السحر والدجل والشعوذة والعلاج بالأعشاب إلى فضائيات السياسة ووجع الرأس وبرامج اللت والعجن والفت إلى فضائيات هز الوسط وما تحت الوسط!!
إلى فضائيات ثقافية هدفها رفع مستوي ثقافة المواطن العادى بإذاعة أسئلة يقوم  هو بالإجابة عنها من نوعية ما عاصمة الهند؟!
أو فوازير من عينة شيء لا يشبع من الأكل وإذا شرب مات والإجابة طبعًا هى النار!!
المثير واللافت للنظر أن برامج الأكل والطبيخ وبعدها جاءت فضائيات الطبخ والطبيخ فهى محل اتفاق المشاهدين الذكور قبل الإناث!!
تسللت برامج الطبخ والطبيخ على استحياء وخجل إلى شاشة التليفزيون ببرنامج أسبوعى لا تزيد مدته على نصف ساعة، ثم أصبح البرنامج يوميًا، وأصبح لهذه البرامج عشاق يتابعونها باهتمام وشغف، ثم جاءت المرحلة الأخيرة ليتحول البرنامج إلى محطة كاملة لا تقدم إلا كل ما هو يتعلق بالطعام والطبيخ فقط لا غير، لا سياسة ولا وجع دماغ، لا هجايص التوك شو، ولا أكاذيب التحليلات السياسية، ولا همبكة النخبجية والكفتجية التى تفقز من محطة لأخرى: مقدمًا للبرامج مرة، وضيفًا عند زملائه أكثر من مرة!!
ربما كانت البداية مع فضائية «فتافيت» ثم جاءت «سى بى . سى سفرة» وبعدها «ست البيت» وأخيرًا «بانوراما فوود» - فوود يعنى طعام بس بالعربى - وهذه الفضائيات كلها تقدم لك كل ما يخطر على بالك من طبيخ سواء كنت تعرفه وتعودت عليه سواء فى بيت أهلك أو فى بيتك مع زوجتك، أو تشاهد نوعية طبيخ يتم إعدادها أمامك بمكونات ومقادير تثير عجبك ودهشتك وتشعر كأنها وجبات تقدم لكائنات فضائية تعيش فى كوكب آخر.
ورغم الوصفات العجيبة فالناس تشاهد هذه البرامج سواء كان أصحابها «شيف رجل» أو «شيف أنثى»، كل شيف أو «شيفة» له مذاق مختلف وأسلوب متميز، ولا يوجد «شيف» يقلد الآخر أو شيفة تقلد أخرى، والإعلانات موجودة بوفرة وبكثرة لا تتوفر لبرامج العك السياسى أو اللت الحزبى.
وبمرور الوقت تحول البعض من هؤلاء «الشيفات» - جمع شيف - سواء رجلًا أو امرأة إلى نجوم ونجمات يشار لهم بالبنان، بل أصبح البرنامج باسم المذيع، وانتقلت شهرة هؤلاء إلى كل أنحاء المشاهدين العرب خاصة الشيف «الشربيني» والشيف أسامة وغيرهما عشرات بالطبع.
كل فضائيات الطبيخ تستعد الآن لشهر رمضان الكريم ببرامج جديدة ووصفات جديدة من أجل بطن المشاهد والمشاهدة فى كل مكان، وأتمنى من كل قلبى ألا يكون ضمن الجديد الذى تستعد له هذه الفضائيات هو استضافة رجال سياسة وأحزاب ونخبجية ونشطاء ليكونوا ضيوفًا يناقشون ويحللون مقادير ومكونات الطبيخ، وحقوق الإنسان فى طبيخ الكوسة وعدالة توزيع البطيخ، وأن يكون قانون تقسيم الدوائر الانتخابية طبقًا للمطاعم والمطابخ الموجودة بكل دائرة انتخابية.
ارحمونا من هؤلاء الضيوف الذين أفسدوا السياسة، فلا تدعوهم يفسدون علينا الطبيخ، وأقول لهم بكل ثقة: الطبيخ فضلوه على السياسة!!